|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* إنه يُعِد الجبال بقوته، ويُرسلهم للكرازة، ويتمنطق بالمؤمنين في قدرةٍ، عندئذٍ يتحرك البحر؛ يتحرك العالم ويبدأ يضطهد قديسيه. "إذ يتمنطق بالقدرة، يضطرب في أعماق البحر". لم يقل: "يضطرب البحر"، إنما "عمق البحر". عمق البحر هو قلب الأشرار. فإنهم كما من العمق الدفين تثور كل الأمور، وتثبت كل الأمور من العمق. فما يحدث باللسان أو الأيادي والقوات المختلفة لاضطهاد الكنيسة يخرج من العمق. لو لم تكن جذور الشر في القلب ما كانت هذه الأمور كلها تحدث ضد المسيح. تضطرب الأعماق، وذلك ربما لا يفرِّغ أيضًا العمق. فإنه في حالة بعض الأشرار يفرِّغ (الله) البحر من عمقه، وجعل البحر برية قيل هذا في مزمور آخر: "حوَّل البحر إلى يابسٍ" (مز 66: 6). كل الأشرار والوثنيين الذين آمنوا كانوا بحرًا وصاروا أرضًا. كانوا في الأول عقيمين بأمواج مالحة، وصاروا بعد ذلك مثمرين ينتجون بِرًا. من يقدر أن يحتمل عمق البحر، وضجيج أمواجه...؟ أي إنسانٍ يحتمل صوت أمواج البحر وأوامر قوات العالم المتشامخة...؟ إننا أنفسنا لا نقدر بأنفسنا أن نحتمل تلك الاضطهادات، ما لم نُعطَ هذه القوة. القديس أغسطينوس |
|