تكلَّم يسوع بالأمثال لأن التكلُّم بها طريقة تعليمية وتربوية ممتازة تتفَّوق في بعض الأحيان على الكلام الصريح، ذلك لأن للأمثال جاذبية خاصة تستأثر بها انتباه السامعين، وتقرّب إليهم فهم الأمور حتى المعقّدة والمُستعصية منها.
إن هذا الجواب العام لا يكفي وحده للردِّ على السؤال الذي طرحه التلاميذ على المعلم الإلهي، لأنّ يسوع كان يتوخَّى في ضرب أمثاله إصابةَ أهدافٍ ثلاثةٍ محددة، لا هدفٍ واحد. وإذا أردنا معرفة هذه الأهداف الثلاثة فلابدَّ لنا من أن نعود إلى البحث عن هدف كل نوع من أنواع الأمثال الثلاثة، العقائدية والأخلاقية والنبويّة التي ضربها يسوع تارةً للشعب عامةً، وتارةً أُخرى لرؤساء الشعب خاصة، وهم الكتبة والفريسيون وعلماء الشريعة.وإليكم الحديث عن كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة لنطّلع على الأهداف التي أراد يسوع إصابتها عندما كان يتحدَّث بالأمثال عن ملكوت الله.