رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فيلبس المؤمن ذو الأذن الصاغية لو أننا قرأنا قصته بإمعان وهو يتحول من نهضة السامرة إلى الذهاب إلى البرية، لأدركنا أن هذا الرجل كان ذا أذن صاغية : " ثم إن ملاك الرب كلم فيلبس " ، " فقال الروح لفيلبس " .. (أع 8 : 26 و 29 ) ومع أن النبوة التى ذكرها إشعياء كانت تتكلم أساساً عن أذن الرب الصاغية : " أعطانى السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أغيث المعيى بكلمة ، يوقظ كل صباح ، يوقظ لى أذناً لأسمع كالمتعلمين. السيد الرب فتح لى أذناً وأنا لم أعاند " ( إش 50 : 4 و 5 ) ... إلا أنه لا شبهة فى أن التلميذ يمكن أن يكون كمعلمه ، وأنه ينبغى أن يتدرب على سماع صوت السيد إلى أعماق النفس تحقيقاً لقوله : " والخراف تسمع صوته ... خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى " ( يو 10 : 3 ، 27 ) ... ومع أننا لا نعلم كيف تكلم الملاك إلى فيلبس ، وهل ظهر له ظهوراً مادياً أم خاطبه فى رؤيا أم أقنعه فى السريرة ، إلا أننا على أية حال نرى رجلاً مدرباً على الإنصات لروح اللّه الذى يتكلم إليه ، ... ومن الواضح أن الروح كان يتكلم إليه بجلاء كما يكلم الرجل صاحبه بتحديد لا يقبل التردد أو الشك ، مما جعله يترك نهضته العظيمة ليذهب إلى البرية، وهو يتوقع أن شيئاً ما لابد سيلاقيه فى الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة ... لست أعلم هل وعى المؤمنون هذا الدرس ، وهل استطاع الكثيرون أن يستوعبوه فى حياتهم ويعيشوه فى مختلف الظروف التى تمر بهم ، إن سر المأساة التى يعانيها الملايين من أبناء اللّه هو أن صوت اللّه ما يزال لهم بعيداً عن الوضوح ، وقد يختلط فى حياتهم بالأصوات التى تأتى من العالم أو الضجيج البشرى ، وأنهم لم يدربوا أذانهم بالإنصات ، وحياتهم بالطاعة ، لكى يتقدموا يوماً وراء يوم فى الإنصات إلى الصوت الإلهى الذى قد ينقلهم من المدينة إلى البرية أو العكس بشرط أن يحسنوا التأمل والإصغاء .. كان فيلبس المبشر واحداً من العلمانيين المبرزين الذى يعرفون بالتأكيد أين ومتى وكيف يتكلم اللّه إليهم !! |
|