|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين حلم نبوخذنصَّر ورؤيا دانيال: عوض تفسير دانيال لأحلام الملوك وُهب رؤى يفسرها له ملاك؛ والرؤيا التي بين أيدينا في هذا الأصحاح لا تحتاج إلى تفسيرٍ تاريخي حيث قدم للنبي التفسير. بصفة عامة جاءت هذه الرؤيا تحمل نفس أساس حلم نبوخذنصَّر الوارد في الأصحاح الثاني، ولكن بمعانٍ مختلفة مع إضافات. فقد رأى تحول المملكة من أشور إلى بابل (سنة 612 ق.م)، ومن بابل إلى فارس (سنة 539 ق.م)، ومن فارس إلى الإسكندر الأكبر (سنة 331 ق.م)، ومن المقدونيِّين إلى الدولة الرومانية التي بدأت في (سنة 63 ق.م). رأى نبوخذنصَّر، الذي يمثل الإنسان الطبيعي، ممالك العالم العظيمة ممثلة في تمثالٍ لرجلٍ عظيمٍ، وكان التمثال معدنيًا برأسٍ ذهبيٍ. أما دانيال، الإنسان الروحي، فرآها ممثلة في أربعة حيوانات مفترسة قاتلة وجائعة، تتحدث عن الجانب الأخلاقي لإمبراطوريات العالم. ما رآه نبوخذنصَّر يمثل النظرة البشرية للممالك الأربع، إذ تركز على الغنَى والعظمة والسلطة، أما ما رآه دانيال فيُمثل نظرة الله إلى هذه الممالك عينها حيث يراها وحوشًا مفترسة تخرج كل منها لتفترس سابقتها. الأول رآها من الزاوية السياسية كملكٍ ممتص بكل تفكيره في السلطة، أما دانيال فيشغله انتصار مملكة الحق وزوال الشرّ بكل جبروته. رأى نبوخذنصَّر السيِّد المسيح كحجرٍ صغيرٍ ينمو فيملأ الأرض كلها، أما دانيال فرآه بطريقة مباشرة ابن الإنسان الممجد (13-14)، جاء ليقيم مملكته الروحية الأبدية في حياة البشرية. لم يرَ نبوخذنصَّر ضد المسيح، أما دانيال فرآه بكونه الملك الشرير يظهر في الأيام الأخيرة في شيء من التفاصيل. كلًا من حلم نبوخذنصَّر ورؤية دانيال قد سُجلا لنفع الشعب اليهودي المسبي والبابليِّين، كما لنفع الأجيال المقبلة. في هذه الرؤيا تختلف كل إمبراطورية عن الأخرى، لكن الكل يشترك معًا في العُنف والوحشية (وحوش أربعة) وعدم التعقل. |
|