ولكن السيّد يجيبه بطريقة، تبدو تحدّيًا لرغبته المُلِحّة، فيقول له: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ». وهذا أنسب جواب لذلك السائل؛ فكأنّ المسيح يقول له: “أنت تعلن رغبتك في اتّباعي أينما أمضي، فهل ترضى بأن تستغنى عن وسائل الراحة المادية في الحياة؟ إن للثعالب وسائل للراحة في هذا العالم أكثر مما لي. إن للطيور أعشاشًا، تستطيع أن تدعوها بيوتًا وملاجىء لها، أما أنا فلا بيت لي ولا مأوى. أنتقل من مكان إلى آخر بلا مسكن في عالم صنعته يداي. فهل ترضى أن تضَحّي بأمن البيت وراحته في سبيل إتّباعي؟ هل ترضى أن تضَحّي بوسائل الراحة المشروعة في الحياة لتخدمني بكل ولاء؟”.
ويبدو أن الرجل لم يرضَ بذلك، والكتاب المقدس لا يذكره ثانية؛ فقد كان حُبّه للراحة الأرضية أفضل لديه من ولائه وتكريسه للمسيح!