قطمة الضهر

[walaa farouk]

اول ما قعدنا سوا ..
لقيته اتفتح فى الكلام والحكاوى ..
واللى استغربت له ..
انى لقيت عينيه مرغرغة دموع ..
بس زى مايكون حاطط سور عليها ..
عشان ماتنزلش ..

ماكنتش فاهم انى هاشوف التناقض ده ..
ازاى واحد وظيفته شديدة كدة ..
وبحكم شغله كمستشار ..
شخصية جادة جداً ..
وقوية وحازمة بالشكل ده ..

ازاى فجأة الجبل ده ينهار ..
بمجرد ماينطق اسمه ..
وابتدا يحكى ..

بعد ما اتجوزت ..
زيى زى اى واحد حلمت انى اكون اب ..
وربنا ما بخلش عليا وادانى اول ولادى ..
علىّ ..

فرحت وطرت بيه اول ماتولد ..
بس يومين واخدت اول صدمة ..

معلش ..
ابنك مش هينفع يطلع من الحضّانة دلوقتى ..
ليه ..
عنده مشكلة فى التنفس ..
ولازم يتحط على جهاز تنفس صناعى ..
ويوم يجر يوم ..
روّحنا البيت من غيره ..
ومراتى حتى ماعرفتش تشوفه ..

كان اللى بيربطنا بيه ..
مكالمة تليفون نطمن بيها عليه ..
او اروح ابص عليه من الإزاز ..
كأنى باتفرج على فيلم ..
حتى مش قادر المسه ..

كان نفسى جداً احضنه ..
كان نفسى جداً ابوسه ..

ويعدّوا كام يوم تانى ..
وتليفون من الحضّانه ..

ايوة يا دكتور خير ..
ابنك خلاص ..
شوف الترتيبات عشان تيجى تستلمه ..

ساعتها السور ..
اللى كان على دموعه وهو بيحكى .. اتكسر
ونزلت دموعه غصب عنه ..
طبطبت عليه ..
ولقيته بيكمّل ..

ماكانش ينفع اقول لمراتى ..
هى بقالها 18 يوم ماشافتهوش اصلاً ..
روحت لوالدى ..
وحكيتله عشان نجهز المدفن
ولما والدتى عرفت .. انهارت

وفى عز التجهيزات ..
تليفون تانى من الحضّانة ..

الو .. ايوة يا دكتورة
احنا بنجهز وجايين ..
طب اعمل حسابك وانتو جايين ..
تجيبوا معاكم .. لبن من صدر مامته
لبن؟؟؟
ليه يافندم .. هو مش علىّ .. خلاص

ايه الكلام ده .. مين قال لك ؟؟
الدكتور اتصل بيا الصبح وقاللى ..
لا يا أبو علىّ .. دى كانت ازمة وعدت

جريت على الحضّانة ..
ومعايا لبن من صدر مامته ..
واكل ويومين وطلع من الحضّانة ..

وبعد كام شهر ..
لقيت حركته قليلة ..
او تقريباً مافيش حركة ..
مش بيعرف يقعد لوحده حتى ..

وكانت الصدمة التانية ..
ابنك بيعانى من خلل فى اشارات الحركة ..
اللى المخ بيبعتها للأطراف عشان تتحرك ..
نتيجة نقص مادة ..
ماتكونتش بشكل كامل فى المخ ..

طب .. ممكن نحقنه بالمادة دى ..
طب فيه حل؟

للأسف كل المحاولات اللى هنقوم بيها ..
هتبقى محاولات لتحسين الوضع
لكن مش لعلاجه ..

وجلسة ورا جلسة ..
وعملية ورا عملية ..
وسفر من محافظة لمحافظة ..
وسنة تجر سنة ..

والحلم انى اكون اب لإبن طبيعى ..
خلاص اختفى ..
واكتشفت انى اب ..
لإبن محتاج حد جنبه فى كل ثانيه بتعدى عليه ..

ماكنتش عارف هاكمّل ازاى ..
الموضوع والمتابعة متعبين جداً ..
مامته استقالت من شغلها ..
وفجأة ..
سمعت الكلمة اللى قلبت كيانى
"انت لو ربنا بيحبك ..
ياخد منك الولد ده"
لقيت نفسى
باقول له لو سمحت ماتقولش كدة ..
وسألت نفسى السؤال ده ..
هو انا تعبان مع علىّ لدرجة انى ممكن اتمنى كدة ..

بس لقيت نفسى لسة باكمل معاه ..
وفى كل مرة يتحقن بيها فى رجله ..
او ايديه .. الاقى قلبى بيتقطع عليه

كبر علىّ وبقى عنده 7 سنين ..
وربنا رزقنى بأخوه الصغير .. عمر
وكانت الصدمة الجديدة ..

عمر طفل طبيعى ..
بيكبر ويلعب ويلاغى ..
بيجرى ويبوس ويحضن ..
خلّى مشاعرى انا ومامته تجرى ناحيته ..
ومع كل مقارنة بين علىّ وعمر ..
كانت النتيجة دايماً تبقى مش مريحة ..

وابتدت اسئلة جديدة ..
هو انا بحب عمر اكتر من علىّ ..
هو انا ليه ميال لعمر اكتر ..

وييجى علىّ فى يوم ..
بابا .. نفسى العب كورة ..
وجوايا احساس ..
ماهو نفسه يبقى زى اخوه
ماهو نفسه يحس نفسه طبيعى ..
مسكته ووقفته جنب الدولاب ..
وسندته على ضلفة الدولاب ..
عشان مايقعش ..

احساس فظيع بالعجز ..
لما تسند ابنك على الدولاب ..
عشان توهمه انه بيلعب ..

وييجى يوم تانى ..
مامته لبست ولبسته ..
عشان كانوا رايحين يحضروا فرح ..
جرى على جدته ..
تيتا .. انا مش عايز اروح الفرح ..
لا احنا كلنا رايحين ..
ارجوكى يا تيتا بلاش ..
خلينى قاعد معاكى ..
انا كمان رايحة الفرح ..
وهيستيريا عياط من علىّ ..
ارجوكى يا تيتا بلاش ..
مش عايز اروح ..
وقدام دموعه .. استجابت جدته ..
وقعدت معاه ..
وراحوا كلهم الفرح ..

علىّ .. انت ماكنتش عايز تروح الفرح ليه؟
تيتا انا هافهمك ..
اصل انا باروح افضل قاعد مش باتحرك
مش باعرف انبسط ..
دلوقتى بابا مسافر فى شغل ..
وانا بقيت تقيل ..
وسمعت ماما بتقول ..
ضهرى بيوجعنى من كتر الشيل ..
خدته جدته فى حضنها ..
خلاص يا حبيبى .. اللى يريحك

لحد هنا اللى حكاه ابو علىّ خلص ..
بس حكاية علىّ لسة مكملة ..
علىّ لسة عنده عمليات كتير من وقت للتانى لازم يعملها
لكن علىّ وراه اب وأم ..
عارفين يعنى ايه ضنا ..
وانا وعدت ابو علىّ انى هانشر حكاية علىّ ..

بس المفاجأة اللى ورا الحكاية ..
ان حكاية علىّ وباباه ومامته ..
فتحت حكايات فى بيوت كتير ..

م الآخر كدة ..
ربنا لما بيسمح بوجود طفل تعبان ..
بيبقى عايز باباه ومامته هم اللى يتعالجوا ..
ايوة ..
ياما اطفال تعبانين .. علّموا اهاليهم الشكر
ياما اطفال مميعمر .. علّموا اهاليهم الرضا
ياما اطفال متعبين .. علّموا اهاليهم الصبر
ياما اطفال مافيش منهم امل ..
علّموا اهاليهم يمسكوا فى ربنا اكتر

لو عندك ابن تعبان فى بيتك ..
دور جواك .. ربنا عايز يعالجك من ايه ..
لما تصدق وتعرف ..
ساعتها بس .. هتتعالج

وانتو الاتنين هتوصلوا بعض ..

عارف ليه ..

عشان الملاك اللى عندك ..
هيعرف يقف قدام ربنا .. ويقول له ..

الناس اللى انت خليتنى اتولدت فى عيلتهم ..
شالونى على كفوف الراحة ..

وهنا هيبقى تمام الرسالة ..

الحكاية اللى فوق ..
بدون اى اقتباس او تغيير فى الاحداث
حتى الاسماء حقيقية ..

فاضل طلب واحد ..

صلّوا وادعوا ..
لكل اب وام ..
عندهم ملاك محتاج تعب ..

ان ربنا يديهم كتف يشيل ..
وقلب يحب بزيادة مش بخيل ..
وضهر مايتقطمش من الحمل التقيل .