|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كما كُتب في شريعة موسى قد جاء علينا كل هذا الشرّ، ولم نتضرع إلى وجه الرب إلهنا، لنرجع من آثامنا، ونفطن بحقِّك" [13]. يعترف دانيال النبي أن تأديب الرب حلّ بهم، ومع هذا لم ينتفعوا من هذا التأديب، للأسباب التالية: أ. لم يتضرعوا إلى وجه الرب. حقًا لقد مارسوا صلوات كثيرة، سواء الذين بقوا في مدن إسرائيل ويهوذا أو الذين سُبوا؛ مارس الكهنة والقادة والشعب صلوات جماعية وفردية وعائلية، لكنها في عينيْ الله لا تُحسب تضرعًا إلى وجه الرب. مارسوا الشكليات الظاهرة في رياء، أما قلوبهم فلم ترتفع نحو السماء، ولا دخلت في حوارٍ حيٍّ مع الله. لم تصدر صلواتهم عن إيمانٍ حيٍّ، ولا عن حياة توبة صادقة. ب. لم يرجعوا عن آثامهم؛ الأمر الذي حرمهم من اللقاء مع القدوس، وحجب صلواتهم عنه. ج. لم يفطنوا بحق الله، إذ سلكوا بحكمة بشرية زمنية، واستهانوا بالحكمة الإلهية. لم تدفعهم سياط التأديب إلى الحكمة، بل بقوا في غباوتهم. بقوله: "لنرجع من آثامنا، ونفطن بحقِّك" [13]. يربط بين الحياة المقدسة والإيمان المستقيم أو الحق الإلهي؛ كما يربط بين السلوك الشرير والانحراف عن الحق. يقول القديس جيروم: [لتحسب حق الله معادلًا للرجوع عن الشر ]. يربط النبي الصلاة أو التضرع إلى وجه الرب بالرجوع عن الإثم مع التمتع بالحكمة الإلهية النابعة عن الحق الإلهي. |
|