المسيح في الأناجيل والرسائل
الذي إذ كان في صورة الله ... أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد..
وإذ وُجد في الهيئة كإنسان.. رفَّعه الله ..
وأعطاه اسمًا فوق كل اسم
( في 2: 6 - 9)
إنجيل متى يكلمنا عن المسيح الملك، أما إنجيل مرقس فيكلمنا عن المسيح العبد الكامل والخادم المثالي، وإنجيل لوقا يقدم لنا المسيح كالإنسان الكامل الذي وجد الله فيه كل سروره وشبعه. أما إنجيل يوحنا فيتكلم عنه باعتباره ابن الله الأزلي صورة الله غير المنظور. وفي رسالة فيلبي ( في 2: 6 - 10) يستعرض لنا الرسول، بالروح القدس، هذه الأمجاد الأربعة على النحو التالي:
إنجيل يوحنا: «الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خُلسة أن يكون مُعادلاً لله». ومما تجدر الإشارة إليه أن المسيح هو صورة الله من الأزل وإلى الأبد، والتعبير «إذ كان» لا تعني فعل ماضِ، بل تعني الكينونة الأزلية التي تكلم عنها أيضًا يوحنا في القول: «في البدء كان الكلمة» ( يو 1: 1 ). فالمسيح هو «الكلمة» من الأزل وإلى الأبد، أما ما جاء في يوحنا1: 3 بعد ذلك «كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيءٌ مما كان»، فكلمة ”كان“ يستخدم لها الروح القدس في اليونانية كلمة تختلف عن تلك المذكورة في ع1 لكي يوضح أن ما حدث في الزمان لم يكن موجودًا قبل ذلك.
إنجيل مرقس: «لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد». ولنلاحظ دقة المكتوب، فعندما تكلم عن المسيح باعتباره صورة الله، لم يَقُل ”أخذ صورة الله“ لأنه هو صورة الله غير المنظور، ولكن عندما تكلم عن المسيح كالعبد قال: «آخذًا صورة عبدٍ»، وذلك لأن المسيح لم يكن عبدًا قبل ذلك، بل هو السيد العظيم.
إنجيل لوقا: «وإذ وُجد في الهيئة كإنسان»، ويذكر الرسول بولس أيضًا أنه «الإنسان يسوع المسيح» ( 1تي 2: 5 ). فهو ـ تبارك اسمه ـ الإنسان الكامل المتواضع، الإنسان الشريف الجنس، إنسان الله بكل معنى الكلمة.
إنجيل متى: «لذلك رفَّعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَنْ على الأرض ومَنْ تحت الأرض». وهذا هو موضوع إنجيل متى الذي يتكلم عن المسيح الملك، الذي رُفض من شعبه باعتباره ملكهم ومسياهم، لكنه «يجب أن يملك» ( 1كو 15: 25 )، ليس فقط على إسرائيل (مز2)، بل سيكون ملكًا على كل الشعوب والأمم، بل سيكون ملكٌ كبيرٌ على كل الأرض (مز47).