رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وتتوالى المفاجآت الرئيس لم يقرأ أو يطَّلع على أى مشروع للنهضة إذن أى برنامج أو مشروع كان يروِّج له الدكتور محمد مرسى، فى مؤتمراته ولقاءاته الصحفية قبيل انتخابه رئيسًا للجمهورية، ما دام صاحب المشروع الأصلى المهندس خيرت الشاطر نفى وجوده قطعيا؟ فى واقع الأمر، وحسب مصدر من داخل الحملة الانتخابية السابقة للرئيس، فإن الأخير لم يقرأ أو يطّلع على أى مشروع للنهضة أو غيره، وأن ما تعرف عليه من ذلك المشروع، الذى اتخذه أساسًا لبرنامجه الانتخابى، وكخارطة طريق لتنمية الدولة فى عهده، مجرد مبادئ عامة وبنود أساسية غير تفصيلية. المصدر الذى كان ضمن فريق الإعداد للمؤتمرات الجماهيرية الخاصة بمرسى، قال لـ«التحرير»، بحسم «بعد استبعاد المهندس خيرت الشاطر من سباق الانتخابات، وجد الرجل (يقصد الرئيس) نفسه فجأة ودون مقدمات، فى (وش المدفع)، وأصبح وريثا لما كان يروج له من قبل نائب المرشد وفريق عمله بـ(مشروع النهضة) بينما لم يكن الدكتور مرسى وقتها شريكا أو متورطا فى أىٍّ من تفاصيله بأى حال من الأحوال». الدكتور مرسى، حسب المصدر نفسه، بات مجبرًا على الترويج لمشروع لا يعلم عنه أكثر من بضع عبارات استهلاكية ودعائية وعناوين عامة، فى كل مكان، وحتى حين تم طبع عناصر ذلك المشروع فى صورة برنامج انتخابى عام، فى نحو 70 صفحة، نشرت جميعها إلكترونيا، وفى بعض الصحف المطبوعة، لم يكن يجد وقتًا للاطلاع عليه، تحت وطأة كمّ الجولات الانتخابية المتلاحقة فى مختلف المحافظات، فضلًا عن سيل اللقاءات الصحفية والبرامج التليفزيونية التى كان يظهر فيها، وفى المقابل تكفلت حملته الانتخابية بالترويج للمشروع، والدعاية له، وتعريف الناس به. لكن كيف كان يتحدث الرئيس بكل هذا الثبات والتمكن عن مشروع لم يطالعه، ولم يشترك فى وضع بنوده؟ يجيب المصدر عن سؤال «التحرير»، بأن السر يكمن فى اللجان النوعية التى شكلتها الحملة الانتخابية للدكتور مرسى، آنذاك، لمعاونته، وكانت تتفرد بها عن غيرها من حملات المنافسين. ومن ثم أُحيط مرسى بلجنة للاتصال الجماهيرى، وأخرى لتنظيم المؤتمرات الشعبية والندوات وما شابه، وثالثة لتحليل الخطاب الإعلامى وتوجيهه، والأخيرة كانت مهمتها تجهيز البنود التى يتحدث عنها الدكتور مرسى بخصوص مشروع النهضة، أو برنامجه الانتخابى، كما أوكلت إليها مهمة رصد تساؤلات القوى السياسية والرأى العام ووسائل الإعلام عن مشروع الإخوان للتنمية وخططهم للحكم، ورصد الانتقادات الخاصة فى هذا الشأن، من أجل تجهيز ردود عليها، يتم شرحها للدكتور مرسى، فى الدقائق التى تسبق ظهوره فى أى مؤتمر جماهيرى أو لقاء صحفى، من أجل إعلانها كتصريحات من جانبه للرأى العام، معتمدًا على امتلاكه ذاكرة قوية تمكنه من استعادة كل التفاصيل دون عناء، فضلًا عن تمتعه بملكة الارتجال فى الحديث، التى أوحت بإلمامه بكل كبيرة وصغيرة فى مشروع لم يقرأه قط، وفق المصدر. كما أن المتابع لحديث مرسى عن مشروع النهضة، وفق المصدر، سيكتشف من دون عناء، أنه كان يقف عند مشروعات وخطط عامة، فى حين أنه لم يكن يقدم أى تفاصيل عن كيفية تنفيذها، فمثلًا كان يردد أن الإخوان فى الحكم سينفذون مشروعات استثمارية برأس مال أجنبى 200 مليار جنيه، لكن لم يوضح كيف سيتم جذب هذا الرقم الضخم، وهو ما ينطبق أيضًا عن مشروعات مثل مشروعات تنمية الساحل الشمالى والغربى، ووادى التكنولوجيا فى الإسماعيلية، وتعمير سيناء، وغيرها. |
|