تواطأ المسلمون مع بعض الأمراء المماليك على هدم الكنائس
لما شرع الملك الناصر محمد بن قلاوون في بناء ميدان فسيح في الجهة المعروفة الآن بـ"الناصرية" في آخر شهر ربيع الأول من عام 721 هـ. كان الحفر إلى جانب كنيسة الزهري وهي كنيسة واسعة جميلة البناء سكن حولها عدد كبير من الأقباط وما يزالون يسكنون (وهى المنطقة التي تحوى الأزهر وحارة زويلة وحارة الروم والغورية حتى منطقة الأنبا رويس بالعباسية) فأشار عليه المغرضون بهدمها لأنه لا يصح أن تكون للنصارى كنيسة ظاهرة بهذه الكيفية، أما هو فلم يرد أن يهدمها، بل أمر أن تحفر حول جدرانها حتى تنهار من تلقاء نفسها، إلا أنها لما كانت على جانب عظيم من المتانة استمرت قائمة ولم تهدم فاغتاظ المسلمون ونقموا على الأقباط لما رأوا السلطان يدافع عنهم، وكثرت في هذه الفترة العمارات في القاهرة، فتواطأ المسلمون مع بعض الأمراء المماليك على هدم الكنائس انتقاما من الأقباط من ناحية وليستخدموا أنقاضها وأدواتها في بناء عماراتهم.