رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حرقة المعدة يُعتبر المريء (بالإنجليزية: Esophagus) أحد أعضاء الجهاز الهضميّ، ويُمثّل أنبوباً يقوم بربط الحلق بالمعدة ، وتوجد في نهاية المريء عضلة تُعرف بالعضلة العاصرة السفلى للمريء (بالإنجليزية: Lower Esophageal Sphincter)، وتربط هذه العضلة المريء بالمعدة، وتعمل على تنظيم مرور الطعام والشراب من المريء إلى المعدة ، أي تسمح بالحركة باتجاه واحد . وفي الحالات التي يُعاني فيها الشخص من ضعف في العضلة العاصرة سواءً كان ذلك بشكلٍ دائم أم نتيجة لتناول أنواع معينة من الأطعمة والمشروبات ، فإنّ الطعام والأحماض الموجودة في المعدة ترتدّ من المعدة إلى المريء مُسبّبة شعور الشخص بالحرقة، وقد يصل الطعام أو الحمض إلى حلق المصاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحرقة هي ما يُعرف بحرقة المعدة، ولكن بشكلٍ عامّ يمكن تعريف حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn) على أنّها الشعور بالحرقة في المنطقة الممتدة ما بين الجزء العلوي من البطن إلى أعلى الصدر، فقد يشعر المصاب بحرقة المعدة بحرقةٍ في أيّ جزء من هذه المنطقة، وفي الحقيقة يُختلط في بعض الأحيان على المرضى ألم أو الحرقة الناتجة عن حرقة المعدة بالانزعاج الناتج عن ألم الصدر المعروف علمياً بالذبحة الصدرية، ومن الجدير بالذكر أنّ المصاب قد يشعر بحرقة المعدة بعد تناول الطعام ، أو بعد الانحناء، أو بعد الاستلقاء. إلى جانب ما سبق يجدر التنبيه إلى أنّ هناك بعض الحالات التي يصعب فيها التفريق بين الشعور بحرقة المعدة وعسر الهضم (بالإتجليزية: Indigestion) الذي يتمثل بمعاناة المصاب من الشعور بانزعاجٍ في المعدة بعد تناول الأطعمة الدهنية والوجبات الدسمة. [١] في الحقيقة هناك بعض الحالات التي تُعاني من حرقة المعدة ولكن بشكلٍ طفيف وبسيط للغاية فلا يكاد المصاب يشعر بالحرقة أو الأعراض عامةً، في حين أنّ البعض الآخر قد يُعاني من الحرقة بأعراضها بشكلٍ جليّ. تُعتبر مشكلة حرقة المعدة من المشاكل الشائعة، إذ يُقدّر عدد حالات الإصابة بحرقة المعدة من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية بما يُقارب 14-20%، وفي إحصائية أخرى أجريت؛ بيّنت أنّ هناك ما يُقارب 7% من الأشخاص الأمريكيين الذين يُعانون من حرقة المعدة بشكلٍ يوميّ ، منهم 20-40% تمّ تشخيص إصابتهم بالارتجاع المعدي المريئيّ (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease)، والذي يُعدّ الشكل الأكثر حدةً لحرقة المعدة .[٢] علاج حرقة المعدة يمكن تصنيف الخيارات العلاجية المتبعة في السيطرة على حرقة المعدة ضمن مجموعتين رئيسيتين ، أمّا أولهما فهي العلاجات المنزلية أو إحداث تعديلات على نمط الحياة، وأمّا ثانيهما فباللجوء إلى الأدوية، وفيما يأتي بيان ذلك.[٢][٣] تعديلات نمط الحياة هناك عدد من الخيارات العلاجية التي يمكن اتباعها منزلياً للسيطرة على حرقة المعدة، وكل منها مدعوم بنتائج البحث العلميّ، نذكر منها ما يأتي: [٢] تجنب تناول الوجبات الكبيرة: إذ تُحدث مثل هذه الوجبات ضغطاً على العضلة العاصرة السفلى للمريء، مُسبّبةً ارتجاع الحمض الموجود في المعدة إضافة إلى محتوياتها، وبالعودة للحديث عن هذه العضلة يجدر بالذكر أنّ الأصل في هذه العضلة أن تبقى مُغلقةً إلى أن يتناول الإنسان الطعام أو الشراب، أو يتجشأ، أو يتقيّأ، ثم لتُغلق بعد ذلك ، ولكن في الحالات التي يُعاني فيها المصاب من حرقة المعدة لا تكون العملية بالتنظيم هذا، وعليه إنّ تناول وجبات كبيرة يُحدث ضغطاً عليها مُسبّباً تمرير جزء من حمض المعدة إلى المريء. فقدان الوزن: تُوجد فوق المعدة عضلة تُعرف بالحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Diaphragm)، ومن وظائفها تقوية العضلة العاصرة السفلى للمريء، وفي حال معاناة الشخص من تراكم الدهون في منطقة البطن فإنّ هذه الدهون الزائدة تُحدث ضغطاً في البطن يتسبب باندفاع العضلة العاصرة السفلى للمريء إلى الاعلى ، وبهذا تفقد الدعم من الحجاب الحاجز ضمن ما يُعرف علمياً بالفتق الحجابيّ (بالإنجليزية: Hiatus hernia)، ويجدر التنبيه إلى أنّ الفتق الحجابيّ هو ما يجعل النساء الحوامل وكذلك الأشخاص الذين يُعانون من السمنة أكثر عُرضة للإصابة بحرقة المعدة، وإنّ ما يدعم هذا الأمر ما وجدته الدراسات من بيان أنّ فقدان الوزن قد لعب دوراً مهماً في تخفيف حرقة المعدة في حال المعاناة من السمنة. تناول الطعام قليل الكربوهيدرات: إذ يعتقد العلماء أنّ تناول الطعام الغني بالكربوهيدرات يتسبب بنمو البكتيريا وزيادة الضغط داخل البطن، وبهذا يُعدّ من أكثر الأمور المُسبّبة لحرقة المعدة، وقد فُسّر نمو البكتيريا بعدم هضم الكربوهيدرات وامتصاصها بشكل تامّ، وعليه يمكن القول إنّ تناول الطعام القليل بالكربوهيدرات يُسفر عن تخفيف حرقة المعدة ، ولكن لا يزال الأمر بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات . الامتناع عن شرب الكحول: إذ إنّ الكحول تتسبب بزيادة أعراض حرقة المعدة سوءاً. الحدّ من تناول الكافيين: فقد بيّنت بعض الدراسات أنّ تناول المشروبات المحتوية على الكافيين يتسبب بزيادة أعراض حرقة المعدة سوءاً، وبهذا إذا لاحظ المصاب معاناته من ذلك؛ يجدر به الحد من المشروبات المحتوية على الكافيين. مضغ العلكة: وذلك لما لمضغ العلكة من دور في زيادة إفراز اللعاب، والمساعدة على تخليص المريء من أحماض المعدة. تجنب تناول البصل النيء: لما يترتب على تناوله من اشتداد أعراض حرقة المعدة . الحدّ من المشروبات الغازية: وذلك لأنّها تتسبب بالتجشؤ والذي يزيد من فرصة الإصابة بحرقة المعدة. الحدّ من تناول الحمضيّات : فقد بيّن البعض أنّها تزيد من أعراض حرقة المعدة . الحدّ من تناول الشكولاتة: فقد بيّنت بعض الدراسات أنّ الشكولاتة تزيد من فرصة ظهور أعراض حرقة المعدة، ولكن لا يزال الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات . الحد من تناول النعنع: فقد يزيد فرصة المعاناة من حرقة المعدة وأعراضها، ولكن لا يزال الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات. رفع رأس السرير: فهذا يقلل أعراض حرقة المعدة أثناء الليل . العلاجات الدوائية هناك العديد من الخيارات الدوائية والتي تُباع دون وصفة طبية للسيطرة على حرقة المعدة ، نذكر منها ما يأتي :[٣] مضادات الحموضة: (بالإنجليزية: Antacids])، وتُعطي هذه المضادات مفعولاً سريعاً، ولكنّها لا تُصلح التلف الذي لحق بالمريء نتيجة أحماض المعدة. مثبطات مضخة البروتون: (بالإنجليزية: Proton-pump inhibitors) ، ومن الأمثلة عليها أوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole)، ولانسوبرازول (بالإنجليزية: Lansoprazole) . حاصرات مستقبل هستامين 2: (بالإنجليزية: H2 antagonist) ، وتُعطي مفعولاً أبطأ، ولكن يدوم لفترة أطول. |
|