18 - 11 - 2024, 01:19 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
* إنني لا أقدم لك رأيي الخاص، إنما أذكر رأي الطوباوي أنطونيوس الذي أخزى به كسل راهب معين غلبته اللامبالاة... فإذ جاءه إنسان وقال إن نظام النسك هذا غير كامل، معلنًا أنه يطلب للإنسان فضيلة أعظم، ممارسًا ما يخص الحياة الكاملة وحدها بطريقة أكثر مما يليق بالنسبة لسكان البرية، عندئذ سأله أنطونيوس المبارك عن مكان سكناه، وعندما قال له أنه ساكن مع أقربائه، مفتخرًا بمساعدتهم له متحررًا من كل اهتمام وعمل يومي، مكرسًا حياته للقراءة والصلاة بغير انقطاع من غير تشتيت روح، للحال قال له الطوباوي أنطونيوس: أخبرني يا صديقي العزيز، هل تحزن لأحزانهم ومصائبهم، وتفرح لأفراحهم؟
اعترف الرجل بأنه يشترك معهم في ذلك، عندئذ قال له الشيخ: "يلزمك أن تعرف أنك ستُدان في العالم الآتي عن الجماعة التي تعيش معها هكذا مشتركًا معهم في ربحهم وخسارتهم، فرحهم وحزنهم"...
وإذ لم يقتنع بهذا أردف الطوباوي أنطونيوس قائلًا: هذا النوع من الحياة وهذه اللامبالاة ليس فقط تدفع بك إلى الخسارة السابق ذكرها، ولو أنك لا تشعر بها الآن، كما جاء فيسفر الأمثال: "ضربوني ولم أتوجع. لقد لكأُوني ولم أعرف" (أم 35:23)، وجاء في النبي: "أكل الغرباءُ ثروتهُ وهو لا يعرف، وقد رُشَّ عليهِ الشيب وهو لا يعرف" (هو 9:7)، وإنما أيضا يسحبون ذهنك بغير انقطاع نحو الأمور الزمنية، ويغيرونه حسب الظروف. كذلك إذ يقدمون ثمار أيديهم لك ويمدونك بالمئونة، بهذا يحرمونك من تنفيذ وصية الرسول المبارك لأنه عندما قدم آخر وصية لرؤساء كنيسة أفسس أكد لهم أنه بالرغم من مشغوليته بواجباته المقدسة الخاصة بالكرازة بالإنجيل إلا أنه كان يعمل من أجل احتياجاته واحتياجات الذين يعملون معه في الخدمة، قائلًا: "أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خَدَمَتهْا هاتان اليدَان" (أع 34:20). ولكي ترى كيف أنه فعل هذا كمثالٍ لنا يقول في موضع آخر: "إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يُقتدى بنا، لأننا لم نسلك بلا ترتيبٍ بينكم... ليس أن لا سلطان لنا، بل لكي نعطيكم أنفسنا قدوةً، حتى تتمثَّلوا بنا" (2 تس 7:3، 9).
|