رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خزاف يصنع آلهة 7 إِنَّ الْخَزَّافَ يُعْنَى بِعَجْنِ الطِّينِ اللَّيِّنِ، وَيَصْنَعُ مِنْهُ كُلَّ إِنَاءٍ مِمَّا نَسْتَخْدِمُهُ؛ فَيَصْنَعُ مِنَ الطِّينِ الْوَاحِد الآنِيَةَ الْمُسْتَخْدَمَةَ فِي الأَعْمَالِ الطَّاهِرَةِ وَالْمُسْتَخْدَمَةَ فِي عَكْسِ ذلِكَ، وَأَمَّا تَخْصِيصُ كُلِّ إِنَاءٍ بِوَاحِدَةٍ مِنَ الْخِدْمَتَيْنِ فَإِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى حُكْمِ صَانِعِ الطِّينِ. 8 وَبِعَنَائِهِ الْمَمْقُوتِ يَصْنَعُ مِنْ هذَا الطِّينِ إِلهًا بَاطِلًا، وَهُوَ إِنَّمَا وُلِدَ مِنَ الطِّينِ مِنْ حِينٍ يَسِيرٍ، وَعَنْ قَلِيلٍ سَيَعُودُ إِلَى مَا أُخِذَ مِنْهُ حِينَ يُطَالَبُ بِدَيْنِ نَفْسِهِ. 9 غَيْرَ أَنَّ هَمَّهُ لَيْسَ بِأَنَّهُ يَتْعَبُ وَلاَ بِأَنَّهُ قَرِيبُ الأَجَلِ، لكِنَّهُ يُبَارِي صَاغَةَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَيُعَارِضُ النَّحَّاسِينَ، وَيَعْتَدُّ مَا يَصْنَعُهُ مِنَ الْخَسَائِسِ فَخْرًا. لأنه إذ يكدُّ خزَّاف في عَجنِ الطين اللَّين، ويُصوَّر كل شيء مما نستخدمه. من الطين عينه يصنع الآنية المخصصة للأعمال النظيفة، والمُخصصة لعكس ذلك، كلها على السواء. وأما تخصيص كل إناء من كلتا الفئتين، فإنما يعود إلى حُكم صانع الطين. [7] سبق أن تحدث عن النجار (ص13-14) الذي وهبه الله مهارة وفنًا لصنع السفن لنفع البشرية، وقد حوَّل مهارته إلى صنع أصنام ميتة تحطم البشرية وتفسدها. لآن يتحدث عن الخزَّاف الذي يليق به وهو يعجن الطين يذكر كيف خلق الله الإنسان من الطين، فيمجد خالقه بمهارته ويعمل لحساب البشرية، لا أن يشكِّل صنمًا خزفيًا في غباوة، يدفع الناس إلى الممارسات النجسة أثناء عبادتهم للأوثان! هكذا يليق بكلٍ من النجار والخزاف أن يشهدا لحكمة الله المخلص والخالق، لكن في غباوة حوَّلا أفكار البشر عن خالقهم ليعبدوا الأصنام الخشبية أو الخزفية. لا يهاجم الحكيم النجارين والخزافين، فإنه يمكن لكل أصحاب المهارات أن يعملوا ويُبدعوا لحساب بنيان البشرية، فيخرجوا من الخشب أدوات منزلية أو أدوات عمل، ويخرجوا من الطين أوانٍ نظيفة ومبهرة تستخدم في الطهي أو تقديم الطعام والشراب أو الزينة إلخ. فالعمل في الخشب والطين والحجارة والمعادن مقدس، إن كانت إرادة العاملين مقدسة. كل شيء طاهر للطاهرين. * كل الأشياء الموجودة صالحة، لأن خالق هذه جميعها هو كلي الصلاح. القديس أغسطينوس * الخلائق ليست رديئة من طبعها، فلو كانت رديئة لما خلقها الله، إذ أن كل خليقة الله حسنة كما قال الرسول بولس (1 تي 4: 4)، ثم أن وصية الله لا تأمر بأن نرذل الخيرات ونهرب منها، بل أن نحسن تدبيرها. ولا يدان أحد لامتلاكه أموالًا، بل لافتخاره بها أو لأجل سوء استعماله لها. القديس باسيليوس الكبير * أليس العالم صالحًا؟ أليست الحياة الحاضرة صالحة؟ لكن إن سحبتني هذه عن المسيح أحسب كل هذه الأشياء خسارة. لماذا؟ "من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي". فإنه إذ تشرق الشمس، يحسب الجلوس بجوار شمعة خسارة. فالخسارة تقوم على المقارنة، على السمو على الأمور الأخرى... لاحظوا كيف يدعو كل شيء خسارة، ليس في ذاتها، وإنما من اجل المسيح. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إذا صنع الإنسان لنفسه آلهة إذًا فهي ليست آلهة |
آرميا النبي | هل يصنع الإنسان لنفسه آلهة وهي ليست آلهة |
خزاف صالح بدون شمع |
أيها الرب يسوع المسيح، أنت ألهب قلوبنا بالنار السماوية |
خشاف وكعك |