رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللسان لقداسة البابا شنودة الثالث من كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث أخطار اللسان اللسان سيف ذو حدين، يمكن أن يستخدم في الخير، كما يمكن أن يستخدم في الشر ولهذا قال الكتاب: "بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان" (مت12: 37). وقد قال الرب للعبد البطال: " من فمك أدينك أيها العبد الشرير" (لو19: 22). وداود النبي قال للغلام الذي بشره بموت شاول الملك: "فمك شهد عليك" (2صم1: 16) ولما تكلم بطرس قالوا له: "لعنتك تظهرك". وقال الرب في خطورة الكلام البطال: "كل كلمة بطالة تكلم بها الناس، سوف يعطون عنها حسابًا في يوم الدين" (مت12: 36). والمقصود بالكلمة البطالة، ليس فقط الكلمة الشريرة، إنما أيضًا الكلمة التي بلا منفعة. ذلك لأن الله لم يخلق اللسان عبثًا، وإنما خلقه لفائدة، إن لم يؤدها يكون طاقة معطلة. فليس كل فضل اللسان أنه يخطئ. بل لابد أن يكون له عمل إيجابي. لأنه هل من المعقول أن توجد آله، كل فائدتها أنها لا تضر أحدًا؟! أم لابد أن يكون لها انتاج مفيد؟ هكذا اللسان.. لذلك فالثرثرة إحدى خطايا اللسان. لأنها استخدام للسان بطريقة خاطئة، وربما بطريقة مزعجة. ولأنها أيضًا أضاعة لوقت السامع، ولوقت المتكلم كذلك.. ولأن اللسان قد ينفع وقد يضر، لذلك يتعجب الرسول قائلًا: "ألعل ينبوع ينبع من نفس عين واحدة: العذب والمر؟!" (يع3: 11). وخطورة اللسان يشرحها القديس يعقوب الرسول باستفاضة، بقوله: "إن كان أحد لا يعثر في الكلام، فذاك رجل كامل، قادر أن يلجم كل الجسد أيضًا" (يع3: 3). ويقول فيه أيضًا – هكذا اللسان – هو عضو صغير ويفتخر متعظمًا. هوذا نار قليلة أي وقود تحرق. فاللسان نار، عالم الإثم.. يدنس الجسم كله، ويضرم دائرة الكون، ويضرم من جهنم (يع3: 5، 6). وفي خطورة اللسان، أعتبرت خطيئته دنسًا، وأعتبرت أيضًا نجاسة: وفي هذا قال السيد المسيح أيضًا عن نجاسة اللسان: "ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم، هذا ينجس الإنسان" (مت15: 11). إذن النجاسة ليست هي خطايا الزنا مثلًا، بل أيضًا خطايا اللسان! وهذا يعطى خطايا اللسان خطورة: ولهذا وصفها القديس يعقوب الرسول بأنها سم مميت، وشر لا يضبط وعالم الإثم، وتدنس الجسد كله، وتضرم من جهنم... أخطاء اللسان ما أكثر الأخطاء والخطايا التي يقع فيها اللسان. من الصعب حصرها. منها خطايا الكبرياء: مثل الافتخار، وتبرير الذات، ويدخل فيها العناد، - المقاوحة – ومقاطعة الآخرين أثناء كلامهم، ليتكلم هو الحديث بغطرسه. من أخطاء اللسان، خطايا الكذب: مثل الكذب الصريح، والمبالغة، وأنصاف الحقائق، والغش، والخداع، والتضليل، والتلفيق، وشهادة الزور، والمغالطة والمكر. كذلك توجد أخطاء للسان ضد المحبة. مثل كلام الشتيمة، والنرفزة، والسب واللعن، وإدانة الآخرين، وتحقيرهم. والتهكم عليهم، ومسك سيرتهم، والغيبة، والنميمة، والدسيسة. كذلك ألفاظ التهديد، والتعيير وافشاء أسرار الناس، والتشهير بهم، والقاء المسئولية عليهم والهروب من المسئولية ونشر الشائعات. ومن هذه أيضًا: خطايا القسوة: ومنها الكلام الجارح الموجع الذي لا يبالي فيه قائله بمشاعر من يتحدث إليه. وكذلك ألفاظ التهديد والتخويف، وما إلى ذلك. ومن خطايا اللسان: عدم العفة: مثل القصص البطالة، والفكاهات الماجنة، والأغاني العابثة، والعبارات الجنسية، وكل كلام الأغراء، والكلام المكشوف، والأسلوب غير المهذب، والأسلوب الوقح، وما تستحي الأذن الحسنة المحتشمة من سماعه. كذلك توجد أخطاء للسان في العقيدة. مثل كلام التجديف، ونشر الشكوك في الدين والعقيدة، ونشر البدع والهرطقات وإعثار العرفين بها، واستخدم اسم الله باطلًا، وتشويه الفكر بالخرافات. وهناك أخطاء هي صغر نفس: مثل كلام التملق، والمديح الزائف، ومجاراة المخطئين في أخطائهم. . والسلوك بلسانين، ومع كل ريح، والنفاق، والرياء، وكثرة الشكوي والتذمر، وعبارات الخوف واليأس.. |
|