قف عند الصليب لترى: كم تألَّم فادي الورى
مذلولاً مهانًا لأجلك، محتملاً عنك كل القضا
لينقذك من هلاك رهيب؛ ألم الصليب قد ارتضى
بيلاطس غسل يديه، فها القاضي بالبراءة يحكم
على أي شيء إذًا يجلده؟! لا يهمه: البريء يتألم
قد أراد رضا الشعب.. أليس هناك من يتكلم؟!!
لا نريده.. أصلبه، الشعب يصرخ هاتفين
قد اختاروا بارا باس ليُطلَق، بغضوا مَن شفى المتعبين؟!!
في الجلجثه هناك معلَّـقًا، وهم ينغضون الرأس هازئين
استهانوا به، بصقوا عليه، جنود قساة قد احتقروه
إكليل شوك ضفروا له، على رأسه الكريم وضعوه
بعد موته آخر يطعن من طلب الغفران لمن صلبوه
أين التلاميذ أين ذهبوا؟! كلهم من حوله قد هربوا
يهوذا الخائن يبيعه والباقين فيه قد شكَّوا
آخَر أمام جارية ينكره؛ أين الذين ادّعوا أنهم أحبّوا؟!!
قف صديقي واخلع نعليك، إنك هنا في ارهب مكان
الصخور تشققت، الشمس أظلمت، ثلاث ساعاتٍ من الزمان
إلهي إلهي لماذا تركتني؟ هكذا يصرخ ابن الإنسان
كان من الخلف إبليس يعمل يخطِّط ويدبِّر بكل دهاء
لم يكن يعرف إنه بموته سوف يفتح باب السماء
لقد سحق رأس الحية كما وعد الله حواء
المسيح مات لأجلك؛ فهيا أقبِل إليه
اعترف له بخطيتك، ثِق فيه متكلاً عليه
إن في دمه الكفاية، لا يزال فاتحًا يديه
رفيق عفت