![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يحتاج بعض الناس إلى قسط من النوم أقل من الآخرين؟
نتمنى جميعا أن نتمكن من الحصول على قسط أقل من النوم دون أن نعاني من أي عواقب صحية، فبعض الناس يمكن أن ينالوا قسط قليل من النوم، ولفهم هذه القدرة النادرة، حدد الباحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أولا طفرة جينية في الأفراد يعتقدون أنها قد تستحق الثناء، ثم قام العلماء عن قصد بصنع نفس الطفرة الجينية الصغيرة في الفئران، وتوضح الدراسة إن الفئران كانت بحاجة أيضا إلى نوم أقل وذاكرة أفضل ولم تعاني من أي آثار سيئة أخرى، وعلى الرغم من أن الأدوية ذات الفوائد نفسها لن تكون متاحة في أي وقت قريب وقد لا تتحقق أبدا فإن الفكرة جذابة بشكل لا يصدق، وتناول حبة واحدة منها يحصل المرء على قسط من النوم أقل دون أي آثار سلبية. يقول باتريك فولر، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد ومركز بيت إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن الذي لم يكن مشاركا في الدراسة، وجدت مفهوم المنتج الجيني الذي قد يوفر الحماية من الإضطرابات المرضية المصاحبة لتقيد النوم المحدود، وإذا كان ذلك صحيحا، فسيكون لذلك في الواقع آثار علاجية محتملة، فضلا عن توفير نقطة دخول أخرى للإستكشاف والإجابة على السؤال لماذا ننام؟ التي تبقى واحدة من أعظم الألغاز في علم الأعصاب. ![]() يقول كبير مؤلفي الدراسة يينج هوي فو أستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة إن الوقت مبكر جدا لمثل هذه الأوهام، وبدلا من ذلك، الدراسة مهتمة بفهم أفضل آليات النوم الصحي للمساعدة في منع الأمراض التي تتراوح من السرطان إلى الزهايمر. الأشخاص الذين يحتاجون إلى قسط قليل من النوم هؤلاء الأشخاص ينامون بكفاءة أكبر، ومهما كانت وظيفة النوم بالنسبة لنا فإن الأمر يستغرق منا ثماني ساعات للشعور بالراحة، ولكن الأمر يستغرق لديهم ست أو أربع ساعات، وإذا تمكنا من معرفة سبب الكفاءة العالية لديهم، فيمكننا إستخدام هذه المعرفة لمساعدة الجميع على أن يكونوا أكثر فعالية. تواصل الأشخاص الذين يعيشون على الساحل الشرقي والذين ينالون قسط قليل من النوم مع فريق فو بعد سماعهم عن منشور سابق لعمله، والدراسة لم تكشف عن أي معلومات أخرى عنهم لحماية خصوصيتهم باستثناء أنهم يستريحون تماما بعد أربع إلى ست ساعات من النوم بدلا من سبع إلى تسع ساعات، كما يقول فو، فإن هؤلاء الأشخاص الذين لديهم طفرات متشابهة أكثر تفاؤلا وأكثر نشاطا وأفضل في المهام المتعددة من الشخص العادي، وإنهم يحبون أن يظلوا مشغولين، ولا يحبون إضاعة الوقت. ![]() يضيف فو مازح حول تجربته الأكاديمية الخاصة، كل تلك الليالي التي مكثت فيها للدراسة كان من الأفضل أن أنام، وأوضحت الدراسة أن هذا لا ينطبق على الأشخاص الذي ينالون قسط قليل من النوم واللذين يحتاجان بصدق 5.5 و 4.3 ساعات من النوم كل ليلة على التوالي. مدح زيتزر من جامعة ستانفورد بتصميم الدراسة، قائلا، البدء بالبشر والذهاب إلى القوارض ثم العودة أمر رائع، ويضيف أن الفئران ليست قدوة مثالية لأنها تنظم النوم بشكل مختلف عن البشر، ويعتقد الكثير من الأفراد أنهم ينامون لفترة قصيرة، ولكن عندما يتم وضعهم في المختبر، يأخذون قيلولة من النوم النموذجية من سبع إلى تسع ساعات. ينام الناس بشكل طبيعي لفترة قصيرة إذا كانوا يستريحون لفترة قصيرة نسبيا حتى عند إعطائهم الفرصة للنوم في عطلات نهاية الأسبوع، ويقول زيتزر إذا كنت تحصل على قسط إضافي من النوم عندما تتاح لك الفرصة فهذه علامة جيدة على أنك تحتاج إلى مزيد من النوم. ![]() آلية عمل الطفرة المكتشفة حديثا ليست واضحة تماما، واستخدم فو وفريقه بحث جزئيا لاستكشاف كيف يختلف البروتين الذي ينتجه جين الأشخاص الذين يتناولن قسط قليل من النوم NPSR1 عن البروتين الذي يصنعه الجين الطبيعي، ووجدوا أن الطفرة تجعل المستقبل أكثر حساسية ونشاطا، ويقول فو، إن تفاصيل تلك العملية لا يزال يتعين العمل عليها. اكتشفت فو في السابق جينين آخرين متورطين في النوم، ويقول إنه يواصلو استكشاف الآليات الكامنة وراء هذه الجينات، مضيفا أن سرعة عمله ستكون أسرع إذا حصل على دعم مالي أكبر، ويقول فو بمجرد أن يجد حوالي 10 أجزاء من اللغز الوراثي، يمكن أن تكون كل جزء نقطة للبناء عليها، ونأمل أن نتمكن في يوم من الأيام من معرفة الصورة الكاملة. |
![]() |
|