|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلام للتاريخ : في ذكري قرار التحفظ علي البابا شنودة وتحديد إقامته بدير الانبا بيشوي من أبونا القمص مكاريوس ســـــاويرس يوم السبت ٥ سبتمبر ١٩٨١ م ويوم الأحد ٦ سبتمبر ١٩٨١ م وهو اليوم الذى فيه أصدر الرئيس محمد انور السادات رئيس جمهورية مصر العربية القرار الجمهورى بإلغاء تعيين الأنبا شنوده اسقف التعليم بابا وبطريرك الكرازة المرقسية . وتم التحفظ عليه فى دير القديس العظيم الأنبا بيشوى ببرية شهيت بوادى النطرون وكنتُ مازلتُ طالب فى الكلية الإكليريكية القسم النهارى ( فرع الدير المحرق ) . وكنتُ انتهيت من دراسة الفرقة الثالثة بنجاح ، ولم تنتهِ بعد اجازة الدراسة الصيفية ولم تبدأ بعد الدراسة بالكُلية لنبدأ الدراسة فى الفرقة الرابعة والنهائية والحصول على بكالوريوس العلوم اللاهوتية . وكنتُ فى هذه الفترة ( فترة الأجازة الصيفية ) أخدم كتدريب فى فترة الأجازة الصيفية مع قدس ابونا الفاضل القس إرميا بولس كاهن كنيسة القديسة الشهيدة دميانة وكنتُ ارتدى روب الكلية الإكليريكية الخاص بطلبة الإكليريكية القسم النهارى وايضاً كان لبس الشماس الإكليريكى المكرس ، الذى لا يعمل عملاً غير الخدمة الكنسية . وذهبتُ لصلاة القداس الإلهى صباح الأحد ٦ سبتمبر مساعداً لكاهن الكنيسة ، وكان وقتها قدس أبونا الفاضل القس إرميا بولس فى سفر خارج القاهرة ، وكان يُصلىٓ بدل منه قدس أبونا الفاضل أخنوخ سمعان كاهن كنيسة مار مينا بشبرا مصر . وطلب منى قدس ابونا ان أقرأ الإنجيل على مهلى واخد وقت طويل وكان الإنجيل هو الإصحاح ٢٤ مِن بشارة معلمنا متى البشير وكان وقتها الأحد الواقع فى شهر نسى الصغير ، وهو آخر أحد فى السنة القبطية ويتكلم انجيل القداس عن خراب أورشليم و نهاية العالم . وقال لى قدس ابونا الفاضل أخنوخ بعد ما تخلص قراءة الإنجيل تقوم بخدمة الوعظ ، وكنتَ غير مستعد ولكن من اجل الطاعة قلت ( حاضر يا أبى ) وقال لى لا تنهِ العظة إلا اذا رأيتنى أخرج من الهيكل ( وَكَانَ قدس ابونا سيقوم بعمودية طفل اثناء قراءة الإنجيل وإلقاء العظة . وفى اثناء قراءة الإنجيل بكيت وجهشتُ بالبكاء وصدر منى صوت صراخ وانا أقرأ الإنجيل وصمت ثوانى . وكان جسدى قد إقشعر ودقات قلبى كادت تكون مسموعة فى الميكروفون الذى كنتُ امسكهُ ، وأنفاسى تتهدج متقطعة وانا انطق بكلمات الإنجيل المقدس إلى ان انتهيت من القراءة . ثم بدأتُ العظة وانا متذكر جيداً ما قلته ومازلتُ أحفظهُ . أيها الشعب المحب للمسيح ، انا عارف كلكم جايين الكنيسة اليوم ( وكانت مكتظة بالمصليين على غير العادة حتى الطرقات كانت مزدحمة ) علشان تسألوا على بابانا قداسة البابا البطريرك انبا شنوده الثالث . إطمئنوا البابا شنودة ليس أفضل من القديس يوحنا ذهبى الفم الذى نُفى عن مقر كرسيهِ . اطمئنوا البابا شنوده ليس أفضل من القديس يوحنا الرسول الذى نُفى عن مقر كرسيه فى جزيرة بطمس . اطمئنوا البابا شنوده ليس افضل من القديس ديسقورس الذى نفى عن مقر كرسيهِ . اطمئنوا البابا شنوده ليس أفضل من القديس البابا اثناسيوس الذى نفى عن مقر كرسيه . ولكن اليوم قد تشابه البابا شنوده بل تساوى مع كل هؤلاء فى جهادهم . ولازم تعرفوا ما هى تهمة البابا شنوده التى بسببها تم عزلة من رأس الدولة . @- تهمة البابا ان قلبه مملوء حب ، وحب منقطع النظير لأولاده وشعبه . @- تهمة البابا انه انسان امين ومُخلِص جداً كنيسته القبطية الأرثوذكسية . @- تهمته انه ما كان يترك فرصة ولا ويعلم ويبشر ويكرز بالإنجيل وبعظمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية . @- تهمة البابا أنه لم يكون يوماً مجاملاً على حساب الحق والدين والعقيدة والمبدأ . @- تهمته انه كان ينهض بالإكليريكية ويفتتح لها أفرع فى كل إيبارشيات القطر المصرى وخارج مصر حتى يطمئن على سلامة التعليم . @- تهمة البابا أنه كان أول مخلص لمصر بلده ، و وطنى أكثر من أى رجل فى مصر . @- تمهته انه الرجل الوحيد فى مصر الذى قال للرئيس السادات ( لأ يا سيادة الرئيس ) @- تهمته انه كان يعمل مع دولة كرست جهدها بكل أجهزتها بداية من رئيس الدولة لكراهية المسيحيين ومحاولة تهميشهم . @- تهمته انه كان يقاتل قتالاً شرساً مع المسؤلين فى الدولة ومع الســــــــماء بالصوم والصلاة حتى لا تطبق الشريعة الإسلامية على المسيحيين فى مصر . هذه هى التهم الموجهة الى قداسة بابانا الحبيب الأنبا شنوده الثالث الغالى والحبيب وأعلموا جميعًا أيها الشعب المحب للمسيح ان قداسة البابا محفوظ ومحروس بعناية إلهية سماوية ولن تمسه يدٍ لتؤديه هذا هو إيمانى وهذه هى عقيدتى . واعلموا أيضاً قول كتابنا المقدس : الجامعة ٨:٥ إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا والرئيس السادات ليس عالياً ، وحتى لو كان يعتقد انه عالى فأطمئنوا لأن فوق العالى عالياً يُلاحظ ، والأعلى فوقهما . ولازم تعرفوا قرار الرئيس السادات لى عليه عدة ملاحظات : ١- انه قرار ظالم من مسؤول ظالم ضد إنسان برئ وكتابنا المقدس بيقول : الأمثال ١٥:١٧ مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ . إذن هو بهذا القرار دخل فى خصومة مع الله نفسه . ٢- ولأن البابا شنوده هو رجل الله ( مختار بالروح القدس الذى يدير الكنيسة ) وقد مسه رئيس الدولة بهذا الظلم ، ترقبوا هى أيام معدودة وصدقونى ولن تروا وجه هذا الرئيس الظالم ، كما حدث مع موسى وفرعون . ٣- الرئيس السادات بقراره الظالم هذا قد حفر قبره بيده ويا ليته يأخذ العبرة من نيرون أول الأباطرة المضطهدين للمسيحية والمسيحيين ومن ديقلديانوس آخر الأباطرة ، وقد بادوا هؤلاء الأباطرة وسيباد السادات لأن الله لا يدع عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين . ٤- ان قوانين كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تمع وتحرم وتقطع كل من يقبل ان يحل محل قداسة البابا شنوده الثالث . فهو الرئيس الأعلى لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية ، وهو أبونا وراعينا ورئيس رؤساء كهنتنا . ٥- فوضع قداسة البابا الكهنوتى لم يتغير ولن يتغير ، وكما انه لم تتدخل الدولة فى إختياره فليس لها الحق فى عزله . واعلموا ان قرار رئيس الجمهورية بتعيين قداسة البابا البطريرك ما هو إلا عبارة عن بروتوكول بين الدول والكنيسة على ان يكون قداسة البابا البطريرك هو الشخص الوحيد من الكنيسة ومن بين كل المسيحيين الذى له الصلاحية ان يتكلم باسم الكنيسة أمام الدوله . ————————————————— وفى هذا اليوم صلى أبونا الكاهن وذكر اسم البابا شنوده الثالث فى القداس كالمعتاد ولكن طلبة الشماس رددوها كل الشمامسة معًا ، ثم رد الشعب قائلاً : يارب ارحم . ————————————————— والبند رقم ٤ بعد رسامتى فى ٤ يوليو سنة ١٩٨٢ م اجتمع المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية فىَّ غياب قداسة البابا البطريرك الأنبا شنوده الثالث وأصدر قراراً ، هو هو نص ما قلته للناس فى الكنيسة يوم الأحد ٦ سبتمبر ١٩٨١ م وأتذكر ان نيافة الأنبـــــا أغاثون اتصل بى تليفونياً لكى أقابله فى المطرانية وأعطانى قرار المجمع المقدس لكى أقرأه على الشعب فى الكنيسة . ولما قرأتُ القرار قلتُ للأنبا أغاثون انا قولت للناس فى الكنيسة هذا الكلام الموجود فى قرار المجمع المقدس يوم الأحد ثانى يوم خطاب الرئيس الظالم . فطلب منى انى احكى له القصة كامله وطلب من احد الأخوة انه يعمل لى كوب من الشاى . وبعد ما انا انتهيت من سرد القصة السابق ذكرها عاليه قال لى : وانت ماخوفتش وانت بتقول الكلام ده احسن يسجنوك ؟ قلتُ له انا كنتِ اتمنى يا سيدنا ادوق السجن علشان خاطر الكنيسة . قال لى : يعنى انا مش غلطان . قلت له : انا مش فاهم يا سيدنا . قال لى : انا مش غلطان انى اختارتك انا مش غلطان انى افتخر بك لِما بروح الإكليريكية . انا مش غلطان انى احبك واتكل عليك وأثق فيك . كنت ماسك كوباية الشاى فقمتُ وانا ماسكها ولسه بحطها فى الصينية وقعت منى وانسكبت . وكنت متلخبط بسبب كلام سيدنا واعتذرت لسيدنا بسبب لخبطة كوب الشاى وقبلتُ يدىّ سيدنا الأنبا أغاثون مطران الاسماعيلية . وانصرفتُ الى كنيستى بالقنطرة غرب لكى أتلو قرار المجمع المقدس على الشعب ، وحكيت للشعب انى قلت هذا القرار سابقًا فى الكنيسة ثانى يوم قرار رئيس الجمهورية . ————————————————— والعجيب انه المسافة الزمنية بين قرار الرئيس السادات الخاص بعزل قداسة البابا شنوده وموته ٣١ يوماً ( من ٥ سبتمبر - ٦ أكتوبر ) وخرج البابا شنوده من عزله وعاش ٣١ ســـــنة . بركة صلوات قداسة البابا شنوده تشمل كل رعية الكنيسة آمــــــــين . القمص مكاريوس ســـــاويرس ٥ سبتمبر ٢٠٢٠ م |
|