رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالا له: ((نَستَطيع)). فقالَ لَهما يسوع: ((إِن الكأَسَ الَّتي أَشرَبُها سَوفَ تَشرَبانِها، والمَعمودِيَّةَ الَّتي أَقبَلُها سَوفَ تَقبَلانِها. تشير عبارة "نَستَطيع" إلى جواب التلميذين الفوري بدون أيّة مشكلة الذي يعبر عن اسْتِعْدادِهِما الكَامِلِ، بِالقِيامِ بكل أمر يلزم للوصول إلى غايتهما المنشودة، أَيْ الجلوسُ عَن يَمينِ وَعَن يَسَارِ الرَّبِّ في مَجْدِهِ! ولكن كلامهما لم يخلُ من جهلهما للمجد الذي يطلبانه وبالتالي هروبهما وقت صلب المسيح بدليل شهادة الإنجيل “فتَرَكه التَّلاميذُ كُلُّهم وهَربوا"(متى 26: 56). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " قالا "نستطيع" عن جهلهما بالتجربة. فالحرب للجاهل مُستحسنة، تمامًا كما تبدو تجربة الموت والألم لعديم الخبرة أمرًا بسيطًا. أفلا يجدر بالتلاميذ أن لا يقولوا "نستطيع"، لو كانوا يعلمون كيف هي تجربة الموت! عظيم الحزن الذي يسبّبه الألم، لكن الموت يسبّب خوفًا أعظم (موعظة 35). في حين أنّ يسوع نفسه صلَّى إلى أبيه عندما طلب منه شرب كأس الآلام: "يا أَبتِ، إِن شِئْتَ فَاصرِفْ عَنِّي هذِه الكَأس… ولكِن لا مَشيئَتي، بل مَشيئَتُكَ!" (لو 22: 42). إن جوابهما يدل على أنهما مُخلصان للسيد ويودان لو تألما معه. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "لقد تسرعا في الإجابة إذ ظنا أنهما ينالان كرامة الملكوت فورًا". وقد يأتي تسرُّعهم بالإجابة بسبب محبتهم للمسيح وجهلهم بما يعنيه المسيح وبسبب تفكيرهم المحصور في مجد أرضى.ويُعلق الأب ثيؤفلاكتيوس "قد أجاباه بغير إدراك قائلين له: "نستطيع"، إذ حسباه يتحدث عن كأس منظورة وعن المعمودية التي كان اليهود يمارسونها تقوم على الغسل قبل الأكل". |
|