منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 03 - 2021, 02:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

أستير تدعو الملك للوليمة




أستير تدعو الملك للوليمة



إذ صامت أستير مع جواريها ومردخاي وكل يهود شوشن في تذلل أمام الله وبدموع إنطلقت أستير إلى الملك متكئة على صدر إلهها لكي تدعو الملك وهامان إلى وليمة خاصة... هي في الحقيقة وليمة الصليب التي خلالها خلص شعب الله وهلك هامان (إبليس).


[أستير تقابل الملك [1-2.





أستير تقابل الملك






"وفي اليوم الثالث لبست أستير ثيابًا ملكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية مقابل بيت الملك، والملك جالس على كرسي ملكه في بيت الملك مقابل مدخل البيت" [1].


أعدت أستير نفسها لهذا اللقاء بالصوم والتذلل مع الصلاة وجاءت تلتقي مع الملك في اليوم الثالث لتدعوه مع هامان إلى وليمة تعدها لهما. لقد رأي كثير من الآباء أن رقم "3" يُشير إلى القيامة[28]، فإن كانت وليمة أستير تُشير إلى وليمة الصليب التي أعدها الرب ليخلص شعبه ويصلب إبليس وكل أعماله الشريرة، فإنها إنطلقت إلى هذه الوليمة بروح القيامة. بمعنى آخر إن كانت هذه الوليمة تُشير إلى الصليب، فإن ما أصاب هامان من هلاك إنما هو بصليب الرب القائم من الأموات. على الصليب هلك هامان الحقيقي أي إبليس لأن المرتفع على الصليب هو "القيامة" بعينه (يو 11: 25).


إنطلقت أستير إلى الملك كما إلى الصليب خلال قوة قيامة الرب، لذلك خلعت المسوح ولبست الثياب الملكية، إذ آمنت بالله الذي يُقيم المسكين من المزبلة.


يقدم لنا تتمة أستير صورة رائعة تفصيلية عن لقاء أستير مع الملك (ص 15)، فيذكر أنها إذ خلعت ثياب حدادها ولبست ملابس مجدها استدعت مدبر الكل ومخلص الجميع الله [5]. وكأنها تعلن أنها من أجله خلعت المسوح ولأجله لبست المجد، وانها لن تنطق للعمل بدونه. إستدعته ليكون مرافقًا لها، لا بل ليكون في قلبها ويتكلم على لسانها، بل تكون هي مختفية فيه حتى يطلق سهامه في قلب الملك ليحوله من القسوة إلى الحب. لقد استدعت الله مخلص الجميع إذ عرفت "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله" (أم 21: 1).


إنطلقت أستير معها جاريتان، تستند على واحد كأنها لم تستطيع أن تقف لتنعمها وترفهها والأخرى تتبعها ترفع أذيالها... وكانت مشرقة اللون في ريعان جمالها ووجهها أنيس ومحبوب جدًا. دخلت كل الأبواب بابًا بابًا ثم وقفت قبالة الملك حيث كان جالسًا على عرشه بلباس المُلك مزينًا بالذهب والجواهر ومنظره رهيب فرفع عينيه وأظهر غضب قلبه باشتعال عينيه فسقطت الملكة واستحال لون وجهها إلى صفرة واتكأت رأسها على الجارية استرخاءً، فحوّل الله روح الملك إلى الحلم فأسرع ونهض عن العرش مشفقًا وضمها بذراعيه حتى ثابت إلى نفسها وكان يلاطفها بهذا الكلام: "مالك يا أستير أنا أخوك لا تخافي إنكِ لا تموتين إنما الشريعة ليست عليكِ ولكن على العامة، هلمى والمسي الصولجان". وإذ لم تزل ساكنة أخذ صولجان الذهب وجعله على عنقها وقلبها، وقال: "لماذا لا تُكلمينني؟!" فأجابت وقالت: "إنيّ رأيتك يا سيدي كأنك ملاك الله فاضطرب قلبي هيبة من مجدك، لأنك عجيب جدًا يا سيدي ووجهك مملوء نعمة". وفيما هي تتكلم سقطت ثانية وكاد يغشى عليها، فاضطرب الملك وكان جميع أعوانه يلاطفونها.


إنه لقاء عجيب يكشف عن لقاء الكنيسة الحية المختفية في المسيح يسوع القائم من الأموات مع الآب لتنعم بحبه وأحضانه الأبدية.

أقول ما أحوجنا أن ننطلق مع أستير في اليوم الثالث، حاملين في دخلنا قوة قيامة الرب التي تنزع حدادنا وتهبنا أمجادًا داخلية وثيابًا ملوكية تليق بلقائنا مع الرب السماوي. لننطلق معها ويكون معنًا أيضًا جاريتان نتكئ على الواحدة وتحمل الأخرى أذيالنا؛ كما حمل كلمة الله الناسوت كجارية له فظهر في صورة الضعف وهو ملك الملوك، لكن بقى الناسوت – الجارية الأخرى – من وراء يخضع لعمله الإلهي في إنسجام... هكذا مع الفارق لنتكئ على الجسد كجارية يخضع لنفوسنا في الرب، وليكن الجسد وراءنا يسير على خطوات الروح ويخدمها ولا يكون متسلطًا عليها يحركها بشهواته وملذاته الزمنية.


لنسير مع أستير التي بدت كخائرة، وكأنها تسقط تحت الصليب مع مسيحها، تشرب معه كأس آلامه وتشاركه شبه موته لتحمل قوة قيامته.


لنكن كأستير، تختفي في الله مخلصنا، فتدخل من باب إلى باب حتى تبلغ حضرة الملك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هكذا يدخل بنا كلمة الله من قوة إلى قوة (مز 84: 7)، وينطلق بنا من مجد إلى مجد (2 كو 3: 18)، فتنفتح أمامنا الأبواب الدهرية من أجله (مز 24: 7).



أخيرًا إذ دخلت إلى الملك لاطفها: "يا أستير أنا أخوكِ لا تخافي، إنك لا تموتين إنما الشريعة ليست عليك ولكن على العامة". ألسنا نسمع ذات الكلمات حين ندخل حضن الآب فنجد الإبن أخًا بكرًا لنا، يشفع فينا لننعم بشركة أمجاده فلا نخاف الدينونة لأننا لا نموت. وكما يقول الرسول بولس في جرأة: "من سيشتكي على مختاري الله؟! الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين؟! المسيح هو الذي مات بل بالحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا" (رو 8: 32-34).


لقد ضم الملك أستير بين ذراعيه ووضع صولجان الذهب على عنقها، هكذا يضمنا الآب في حضنه ويقيمنا كملكة بالصليب (صولجان الذهب) الذي قبلناه حاملينه مع الرب على عنقنا.


أما قولها أنها رأته كملاك الله فاضطرب قلبها من هيبة مجده فيحمل رمزًا للكنيسة التي تعاين أسرار الله وتنظر وجهه وتدخل في هيام حب أبدي لا ينقطع، وتبقى كل أبديتها تتأمله بحب ممتزج مهابة!


الآن نردد ما قاله القديس أُغسطينوس: [ألم يحقق الله لها ما سألته (14: 13) إذ عمل في قلب الملك... سمع لها فغيّر قلبه بقوة خفية فعالة حتى قبل أن يسمع توسلاتها[29]].

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رضى الملك على أستير
أستير تدعو الملك للوليمة
دعوة الملك وهامان للوليمة
انت تدعو للوليمة كل خاطئ يارحيم
ترنيمه انت تدعو للوليمة { الفرح المسيحي }


الساعة الآن 02:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024