«سبيل لم يَعرفهُ كاسِر، ولم تبصرهُ عين باشِق،
ولم تدُسهُ أجراء السبع»
( أيوب 28: 7 ، 8)
إن الإنسان الطبيعي هو «بلاَ إله» ( أف 2: 12 )، رغم أنه قد يكون مغمورًا ببركات الله الزمنية، ويجد هذا الإنسان لذَّته في أن يتعطَّل من أي رباط يربطه بحضرة الله. لكن هل يستطيع ذلك إذا هو أراد؟ وإلى أين يفر؟ «أين أذهب من رُوحِكَ؟ ومن وجهكَ أين أهرُب؟» ( مز 139: 7 ). وفي حضرة الله يجد الإنسان نفسه كالهارب المقبوض عليه تعيسًا ومسكينًا. وما أسهل أن يستحسن الإنسان ذاته ويكتفي بها، وبأقل القليل من أعمال البر الذاتي يشبع ويرضى، بل إن الإنسان يشبع ويقنع إذا هو نفذ إرادته الذاتية. إنه لا يعرف الطاعة، فهل هذه الحال تستقيم ودخول الله في حياة هذا الإنسان؟ إن المسيح جاء لا ليُخلِّص أبرارًا بل خطاة. من أجل ذلك إذا أراد أحد أن يخلص فينبغي أنه كخاطئ يلجأ إلى نعمة الله. وفي حالة شاول الطرسوسي، أين كل ذلك الافتخار الذي كان له؟ كان ينبغي أن يُعامَل كخاطئ مسكين، لأن كل بر ذاتي يدَّعيه الإنسان، إذا ما تتبعناه إلى جذوره واستقصينا أصولـه نجده في حقيقته كبرياء.