طلبتُ إلى الأمّ الرئيسة أن تأذن لي بالصوم لمدّة أربعين يوماً، آكل في النهار فقط قطعة خبز، وأشرب كأس ماء. إنّما، عملاً بنصيحة معرّفي ]الأب سوبوكو[ لم توافق الأم الرئيسة على أربعين يوماً، بل فقط على سبعة أيام: «لا أستطيع أن أُبعِدَكِ تماماً عن واجباتك يا أختي، لأن بقيّة الراهبات قد يلاحظن شيئاً ما. أسمحُ لك أن تكرّسي ذاتك للصلاة وأن تدوّني بعضاً من تلك الأشياء، ولكن يصعب عليّ أن أحميكِ فيما يخصّ الصوم، بالواقع أستطيع أن أفكّر بحلّ آخر». ثم قالت: «اذهبي الآن يا أختي، وربما سأفكّر بذلك». في صباح الأحد، عرفتُ أنّ الأم الرئيسة عيّنتني بوّابة وقت الطعام، قصد أن تعطيني مناسبة للصوم. لم أذهب في الصباح إلى الترويقة ولكن بعد قليل قصدتُ الأمّ الرئيسة وسألتها عمّا إذا قد عيّنتني بوّابة لتمكّنني من الصوم دون أن يُكتشف أمري. أجابت الأم: «هذا ما فكّرت به، لمّا عيّنتك، يا أختي». رأيتُ عندئذ أنها فكّرت بما سبق وجال في خاطري.