رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة كورش من المشرق: 8 «اُذْكُرُوا هذَا وَكُونُوا رِجَالًا. رَدِّدُوهُ فِي قُلُوبِكُمْ أَيُّهَا الْعُصَاةُ. 9 اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. 10 مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلًا: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي. 11 دَاعٍ مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ، مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ رَجُلَ مَشُورَتِي. قَدْ تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ. قَضَيْتُ فَأَفْعَلُهُ. 12 «اِسْمَعُوا لِي يَا أَشِدَّاءَ الْقُلُوبِ الْبَعِيدِينَ عَنِ الْبِرِّ. 13 قَدْ قَرَّبْتُ بِرِّي، لاَ يَبْعُدُ. وَخَلاَصِي لاَ يَتَأَخَّرُ. وَأَجْعَلُ فِي صِهْيَوْنَ خَلاَصًا، لإِسْرَائِيلَ جَلاَلِي. هذه هي مسرة الله [10]، أنه صنع في القديم ولا زال يعمل ويبقى عاملًا من أجل خلاص شعبه. حمل أثقالهم في أيام موسى عند خروجهم من مصر ويحملها أثناء ردهم من السبي البابلي ولا يزال يحملها خلال ذبيحة الصليب القائمة. دُعي كورش -رمز السيد المسيح- بالطائر الكاسر [11] لأنه سريع الحركة، قوي ينقضّ على بابل ليخطفها كفريسة، يخطف آلهتها وكنوزها... إنه رمز للسيد المسيح الذي انقضَّ على عدو الخير وحطم مملكته ليرد للإنسان كرامته وحريته وغناه الروحي. "من أرض بعيدة رجل مشورتي" [11]، رمز السيد المسيح القادم من السماء ليصير "ابن الإنسان" (رجل مشورتي) الذي يُحقق إرادة الآب فيه بمسرة. يرى إشعياء النبي المخلص قادمًا من بعيد فيدعو الأمم البعيدين للقرب منه والتمتع ببره وخلاصه: "اسمعوا ليّ يا أشداء القلوب، البعيدين عن البر، قد قربت برّي، لا يبعد وخلاصي لا يتأخر" [12-13]. ربما يوجه حديثه هنا إلى البابليين قساة القلوب معلنًا لهم أن مقاومتهم لبرّ الله ولخلاصه لن تدوم، فقد اقترب وقت الخلاص. ولعله يتحدث مع الأمم قساة القلوب حتى يقبلوا برّ الرب وخلاصه بلا مقاومة. |
|