بكل فخر بنعمة الله، وبرأس مرفوعة تنطح السحاب، بدأنا الحديث عن الشخص الأبرع جمالاً من كل بني البشر. وبمجرد الخوض في الحديث عنه، وكأنك فتحت قنينة ثمينة تحوي أغلى العطور وأندرها، ففاح عبيرها وعبَّق المكان. فماذا نقول عن ميلاده العذراوي، عندما جاء إلى العالم بطريقة عجيبة وفريدة، لم يأتِ أحد مثله، لا قبله ولا بعده؟! وماذا نقول عن أيام صباه، لما كانت له اثنتا عشرة سنة، عندما كان يجلس في الهيكل بين المعلمين يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بُهِتوا من فهمه وأجوبته؟! وماذا نقول عن حياة طاهرة عَطِرة خالية من الشوائب والعيوب، أدهشت الملائكة والشياطين، واعترف بكمالها الأحباء والأعداء؛ حياة مُمَيَّزة ممتلئة بالجلال والجمال؟! ماذا نقول عن تعليمه الذي شهد عنه الأعداء قائلين: «لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» (يوحنا7: 46)؟! ماذا نقول عن أسمائه، وصفاته، وتعليمه، ومعجزاته، وأمجاده؟! ماذا نقول عن حياته، وموته، وقيامته، وصعوده، ومجيئه الثاني الذي وعد به؟! الحديث يطول ويطول عن حبيب القلب ومعبوده.