|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والد قتيل جنوب سيناء يطالب «مرسى» بالقصاص له «قتلوا ابنى بدم بارد» قالها عبدالعزيز سلمى وهو يحاول جاهداً أن يمنع دمعتين ترقرقتا من عينيه أن تنسابا على جانبى وجهه، استعان بمقدرته على إخفاء الدموع فى مواصلة حديثه «أنا أطالب الرئيس مرسى بأن يتدخل وياخد لنا القصاص من اللى قتلوا ابنى وينهى سياسة الظلم اللى واقعة علينا»، يمد يده بزجاجة مياه حيث المياه شحيحة فى مضارب البدو بجنوب سيناء ويرش منها على قبر ترابى لا يزال حديثا وهو يتمتم «ربنا يرحمك يا سلمى يا ولدى». وسلمى عبدالعزيز سلمى 17 سنة هو ابن قبيلة الحماضة التى تسكن بمنطقة أبوزنيمة بجنوب سيناء، قال والده إنه توقف بسيارة نصف نقل تملكها الأسرة داخل محطة بنزين للتزود بالوقود مساء يوم 22 يونيو الماضى، عندما برز له فجأة ضابط جيش وطالبه بإخراج أوراق الرخصة، الأمر الذى أربك الصبى الصغير فحاول التحرك بالسيارة، غير أن الضابط لم يمهله، وقفز فى الصندوق الخلفى للسيارة وأطلق عليه النار فأصابه فى جنبه ورجله، وطبقاً لرواية الأب فإن الابن نقل إلى مستشفى شرم الشيخ وظل فى العناية المركزة لمدة يومين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه، رفض الأب إقامة سرادق لتلقى العزاء فى ابنه المقتول قبل أن يتم القصاص ممن قتله، ويتحقق العدل على حد قوله. القصاص هو مطلب والدة سلمى التى ترى أن ابنها قتل بدون وجه حق «أنا كنت فى شرم لما انضرب عليه نار، رجعت بسرعة لقيتهم نقلوه المستشفى، دخلت عليه فى الإنعاش لقيت فى جنبه 4 طلقات والدكتور قاللى ما فيش فايدة». لا تبكى الأم على ابنها البكرى أحد ولدين أنجبتهما بالإضافة إلى ابنة وحيدة «ممكن نسامح الظابط فى حالة واحدة، لو جه واعتذر لنا، غير كده مش هنسيب تارنا، وأنتوا فى مصر بتقولوا البدوى خد تاره بعد 25 سنة، وإحنا مش هنسيب حق ابننا يروح هدر». لا تختلف الجدة عن الأم فى شىء، فهى تؤكد على ضرورة القصاص من قتلة حفيدها «ده ابن ابنى، ما كملش تعليمه فى المدرسة، وأبوه كان بيربيه عشان ييجى يوم يتسند عليه، وأول ما جه اليوم ده، قتلوه وحرموه منه» تتحدث الجدة عن العلاقة المتوترة بين قبيلتها وأفراد الأمن فى سيناء «إحنا اللى وقفنا مع الجيش فى الحرب قبل كده، ولو قامت حرب تانية إحنا برضه اللى هنقف معاهم، عشان عارفين مكان المية، ودروب الجبل وما حدش هيساعدهم غيرنا». أشعل مقتل سلمى فتيل النيران بين أبناء قبائل جنوب سيناء والدولة ممثلة فى أجهزتها الأمنية، إذ قام عدد منهم بالتجمع فى الطريق العام يوم الجمعة الماضى اعتراضاً على ما أسموه سياسة «القتل العشوائى» التى قالوا إن الأجهزة الأمنية تنتهجها منذ وقت طويل ضد بدو جنوب سيناء، وما زاد الأمر تعقيداً أن الجيش فض المظاهرة بالقوة كما يقول محمود سلمى أحد عواقل قبيلة الحماضة، بل واعتدى بالضرب على شيخ القبيلة الذى خرج للتضامن مع أبناء قبيلته، وانتهت المظاهرة التى قال محمود إنها كانت «سلمية» و«ملتزمة بالقانون» دون أى نتيجة مما دفع أبناء القبيلة للتفكير فى تصعيد احتجاجاتهم رغبة فى توصيل صوتهم للمسئولين، فقرروا تسليم بطاقاتهم الشخصية للأجهزة المعنية معلنين تخليهم عن جنسياتهم المصرية إذا لم تستجب الدولة لمطالبهم وتقتص ممن قتل ابنهم. الوطن |
|