منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 02 - 2022, 06:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,145

رجل الألم القديس يوحنا ذهبي الفم




القديس يوحنا ذهبي الفم




رجل الألم:

عاش القديس يوحنا الذهبي الفم صاحب المشاعر الرقيقة وسط أتون النار، يشارك ابن الله آلامه، فجاءت أحاديثه وكتاباته عن الألم ليست نابعة عن فلسفة فكرية استقاها من الكتب ولا مجرد عظات نظرية يلقي بها أمام الآخرين، لكنها خبرة حياة عاشها طوال فترة خدمته.

وتزداد مرارة الألم أن الذي يشربه إنسان نشأ في طفولته وصبوته مدللًا... فقد نشأ في طفولته الابن الوحيد المدلل، ينعم بين أحضان أمه الشابة الأرملة تسكب فيه كل حبها وعواطفها. وجاءت صبوته وكذا شبابه حياة سهلة، لا يسمع إلا كلمات الإعجاب والإطراء، يمدحه معلمه وأصدقاؤه وزملاؤه علي نبوغه وفصاحته، لكنه ما أن دخل الدير حتى أحني بالحب ظهره ليحمل في رقة مشاعره أثقال كل نفس متألمة، وإذ قبل موهبة الكهنوت إنما قبل روح الأبوة الحانية، فدخل بالروح القدس آتون الألم مع كل ابن أو ابنة له. لم يكن يعرف الراحة ما دام يوجد قلب لا يزال غير مستريح، ولا أعطي لجفنه نعاسًا عميقًا ما دامت هناك عين غير قادرة علي النوم.
في أكثر من موقف عبر القديس لشعبه عن هذه الأبوة الحاملة للألم، فقال:
"أني أب مملوء حنوًا...
كل أم تصرخ وهي تتمخض في ساعة الولادة. هكذا أفعل أنا أيضًا. ليتكم تستطيعون معاينة النيران الملتهبة في قلبي، لتعرفوا أني احترق(41)...".
"أنى أب للجميع، لا أهتم بالقائمين فحسب، بل وبالساقطين أيضًا".
نستطيع أن نلتمس ما صار إليه بعد الكهنوت أن عرفنا أنه وهو في الدير قبل نواله درجة القسيسية حين سقط صديقه الراهب ثيؤدور في حب هيرموان بكاه بمرارة كما لو كانت تهدمت كل مدن العالم، وشاركه المرّ حتى دخل به الدير مرة أخري خلال التوبة الصادقة. وإذا أصيب الراهب ستاجيروس بمرض عصبي لم يهدأ قلبه حتى دخل به إلى الرجاء وحياة الفرح مرة أخري.
وما أن رسم كاهنًا حتى ثارت مشكلة التماثيل التي كادت أن تدفع بشعبه إلى الإبادة وحرق مدينتهم بسبب تحطيم تماثيلهم الإمبراطور احتجاجًا علي زيادة الضرائب، فتصدي للمشكلة يسند شعبه بروح الأبوة ويشاركهم آلامهم طوال فترة الصوم الكبير.
أما حياته الأسقفية فكما سبق أن رأينا لم تكن إلا سلسلة آلام متوالية. انهالت عليه اللطمات من كل جانب بغير حساب: من الأساقفة والكهنة الحاسدين له، ومن رجال البلاط الحاقدين عليه، من الإمبراطورة أفدوكسيا والإمبراطور بسبب جرأته وعدم تملقه لهما. وجاءت مشكلة الإخوة الطوال القامة دفعت به دفعًا إلى النفي في جبال القوقاز بأرمينيا يذوق مرارة السفر الشاق بجانب صحته المتوعكة والبرد القاسي وحرارة الصيف. لقد عاش أواخر حياته، محرومًا من شعبه، وحيدًا وسط الآلام حتى دفعت به إلى موت الجسد حيث أجهده الجند في الطريق...
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم ومدرسة الألم
القديس يوحنا ذهبي الفم بدد الخطية علة الألم
القديس يوحنا ذهبي الفم الألم والخطية
القديس يوحنا ذهبي الفم الألم والشيطان
القديس يوحنا ذهبي الفم الألم والجسد


الساعة الآن 03:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024