|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لغة الآباء ونصوص كتابتهم * عند انتشار المسيحية كانت اللغة اليونانية هي اللغة السائدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، خلال القرون الأولى للإمبراطورية الرومانية. فقد غزت الثقافة الهيلينية العالم الروماني، حتى يصعب علينا أن نجد بلدًا في الغرب لم يستخدم اليونانية في التعامل اليومي. لهذا ننظر إلى اليونانية كلغة أساسية في كتابات الآباء. * لم يستخدم الآباء اليونانية الفصحى التي كان الإغريق يستخدمونها في الكتابة والشعر وتدوين الحوادث التاريخية، وإنما يستخدمون لغة دارجة "كوينى" والتي أصبحت من سنة 300 ق.م حتى سنة 500 م. اللغة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، ولغة الكتاب المقدس، ولغة آباء الكنيسة الأولى. وهى خليط بين الأدب الأثيمي الفصيح والعامية. * لكن اليونانية أبطلت في الشرق وحلت القبطية والسريانية والأرمنية، كما أبطلت في الغرب وحل محلها اللاتينية. لغة آباء مصر: * كان بعض المصريون يفضلون الكتابة باليونانية بجانب المصرية (الديموطيقية) لأسباب نذكر منها: 1- سهولة اليونانية عن الديموطيقية. 2- كانت اليونانية لغة الدولة الرسمية، وهذا استلزم تدوين الوثائق بها، سواء كان كاتبها يعرف اليونانية، فيكتبها بنفسه، أو يجهلها فيستخدم كاتبًا لهذا الغرض. 3- من الطبيعي كان الأهالي يقتبسون من لغة الحكام، حتى في تعاملهم اليومي. 4- كانت اليونانية هي لغة المتعلمين في البلاد الكبرى. 5- كانت اليونانية هي لغة الكنيسة والمجامع المسكونية. * نبتت فكرة تدوين اللغة المصرية بحروف يونانية مع الاستعانة ببعض الحروف الديموطيقية، فخرجت اللغة القبطية كأخر تطورات اللغة المصرية (الفرعونية)، * وفي القرن الثاني قام العلامة بنتينوس بترجمة الكتاب المقدس إلى القبطية بمساعدة تلاميذه وعلى رأسهم القديس أكليمنضس الأسكندري، وترجمت جميع المؤلفات المصرية إلى القبطية قبل القرن الخامس الميلادي. * ويلاحظ أن الأقباط لحرصهم على حفظ المعنى اللاهوتي لبعض المصطلحات استبقوها باليونانية حتى عند كتاباتهم بالقبطية. * وإذ جاءت اللغة العربية بدأت تحل محل اللغة القبطية فقضت عليها، ثم عادت القبطية في الازدهار في القرن الثامن،وأخذت الكتابة القبطية منذ القرن الثاني عشر تظهر فيه نهرين بالقبطية والعربية. وفي القرن السادس عشر انطفأ نور استعمالها كلغة للتكلم في الوجه البحري، وبقيت حتى القرن السابع عشر لغة التكلم في الوجه القبلي. * في القرن الثالث عشر صارت اللغة العربية هي اللغة السائدة في المؤلفات اللاهوتية والكنسية للقبط. * يجدر بنا أن نذكر في هذا المجال أن الآباء الرهبان القبط عُرفوا بالتقوى وإنكار الذات فمالوا إلى الحياة أكثر من تدوينها، وجاء الكثير من أقوالهم الرهبانية عن طريق الوافدين إليهم من الشرق والغرب بلغات متعددة كاليونانية واللاتينية والسريانية. |
|