الله هو وحده مركز تفكيرنا وحبنا واهتماماتنا فماذا سنفعل بعد ذلك؟ ما الذي سنفكر فيه؟ وماذا عن ممتلكاتنا وملذاتنا وعملنا؟ هذه الوحدة تبدو لنا نوع من الموت لأن فيها لم نعد نرى بهجة وسحر الحواس واللهو المقبول بيننا والذي يبدو اننا نستمتع بحريتنا ولا في الواقع بأي من تلك الأشياء التي بدونها نعتقد ان الحياة ستكون غير محتملة. ولكن هنا ما يعطى ضربة الموت: القلب يجرد من كل ما يحب ولا لزوم له، ويرتبط بشيئ واحد ضروري وبقوة لا تصدق ولا شيئ آخر فيه ويقتل نفسه بالقلق والخوف لذا قال بولس الرسول:” وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ”(1كورنثوس14:2). ان الروح التي جُردت من كل الأشياء المعقولة تبحث الآن عن شيئ بسيط للغاية ولا يمكن الوصول اليه وبحيث يصعب في نفس الوقت وجوده في بعض الأحيان. ان النفس تراه فقط من خلال الإيمان والذي يمكن ان يقال انها لا تراه وتعانقه فقط وسط الظلام والظلال.