لماذا تكلم الكتاب المقدس بالامثال؟

[Mary Naeem]

لماذا تكلم الكتاب المقدس بالامثال؟

(1) ما هو المثل: المثل حديث موجز للموعظة أو للعبرة، وهو القول السائر بين الناس، المتمثل بمضربة، أي بالحالة الأصلية التي ورد بها الكلام. كما أنه القصة القصيرة البسيطة التي تهدف إلي توضيح أمر أو إيصال مفهوم معين. وهو في الأصل قصة تشبيهية أو استعارة تمثيلية مستمدة من الطبيعة أو من الحياة اليومية، لإلقاء مزيد من الضوء علي بعض الحقائق الروحية، ولإيجاز عبارته يسهل علي الذاكرة اختزانه. وتختلف الأمثال باختلاف الشعوب والحضارات والعصور. والمثل أمر شائع في آداب كل الشعوب.
(ب) المثل في العهد القديم: لم يكن استخدام الرب يسوع للأمثال أمراً مستحدثاً، فإننا نجد في العهد القديم بعض الأمثال، كما في:

(2) أسطورة الأشجار التي أرادت أن تمسح عليها ملكاً، والتي رواها يوثام بن جدعون لأبيمالك (قض 9: 7- 21).
(1) المثل الذي ضربه ناثان النبي لداود الملك عن نعجة الرجل الفقير (2 صم 12: 1- 7).
(2) مثل الأخوين وولي الدم الذي ضربته المرأة التقوعية لداود الملك بهدف إعادة أبشالوم (2 صم 14: 1- 11).
(3) مثل الأرز والعوسج الذي ضربه يهوآش ملك إسرائيل لأمصيا ملك يهوذا (2 مل 14: 8- 13).
(4) مثل الأسير المفقود الذي ضربه أحد الأنبياء لأخاب الملك (1 مل 20: 35- 40).
(5) مثل الكروم الذي انتج عنباً رديئاً (إش 5: 1- 7).
(6) مثل النسرين العظيمين والكرمة (حز 17: 2- 10).
(7) مثل الأشبال لتصوير حال ملوك يهوذا (حز 19: 2- 9).
(8) مثل الكرمة التي غُرست علي مجاري المياه الكثيرة ولكن ريحاً شرقية يبستها (حز 19: 10- 13).
(9) مثل النار التي أضرمت في وعر الجنوب (حز 20: 45- 49).
(10) مثل القدر التي سُلقت بها العظام (حز 24: 3- 5).

(جـ) الأمثال التي نطق بها الرب يسوع المسيح: إن ما يقرب من ثلث أقوال الرب يسوع جاء في صورة أمثال، وهو أمر مُلفت للنظر، وبخاصة أنه الوحيد الذي استخدم الأمثال بهذه الكثرة في تعليمه في العهد الجديد، فليس في الرسائل أي أمثال، وإن كان بها الكثير من التشبيهات والاستعارات. ويتراوح عدد الأمثال في الأناجيل ما بين خمسين وستين مثلاً، بناء علي التعريفات المختلفة للمثل، وأغني الأناجيل في الأمثال هو إنجيل لوقا، إذ به نحو 24مثلا، منها خمسة عشر مثلاً لا تُذكر إلا به. وبإنجيل متي عشرون مثلاً، منها أحد عشر مثلاً لا تذكر إلا به. وبإنجيل مرقس ثمانية أمثال منها مثلان فقط لا يوجدان إلا به. ومع أن كلمة "مثل" أو "أمثال" لا توجد في إنجيل يوحنا، إلا أن الرب يسوع استخدم بعض التشبيهات لنفسه، مثل الراعي الصالح، والباب، وخبز الحياة، والكرمة.
(1) أقسام أمثال المسيح: والموضوعات التي تشير إليها الأمثال التي ذكرها الرب يسوع، محدودة نسبياً. ويقسمها "جرمياس" (Jermias) إلي ثمانية أصناف أساسية، بينما يختصرها "هنتر" (Hunter) إلي أربعة أصناف، هي: (1) مجيء الملكوت. (2) نعمة الملكوت. (3) أناس الملكوت. (4) أزمة الملكوت. ولكن يبدو أن هذا مغالاة في التبسيط، ولكنه يؤكد أن الأمثال ترتبط بعمل الرب يسوع المسيح رباطاً لا ينفصم.

(2) الهدف من الأمثال: إن الهدف الواضح من استخدام الرب يسوع المسيح للأمثال هو توضيح حقائق روحية، "فكل إنسان يحب القصة". ولذلك استخدم الرب يسوع قصصاً رائعة مأخوذة من الطبيعة، كمثل الزارع (مت 13: 3- 23)، وحبة الخردل (مت 13: 31و 32). ومفاجآت الحياة كالدرهم المفقود (لو 15: 8- 10)، والعذارى الحكيمات والجاهلات (مت 25: 1- 13)، وذلك لتوصيل حقيقة روحية لأذهان السامعين.

ويسيء البعض فهم قول الرب للتلاميذ "لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات، وأما لأولئك فلم يُعط…. من أجل هذا أكلمهم بأمثال، لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لايسمعون ولا يفهمون… لأن قلب هذا الشعب قد غلظ وآذانهم قد ثقل سماعها، وغمَّضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم" (مت 13: 11- 15).
ويري البعض، وبخاصة من القدماء أن الرب يشير في أقواله هذه إلي ممارسة الله لسيادته المطلقة في أن يختار من يشاء وأن يقسِّي من يشاء، ولكن يرفض الأكثرون هذا التفسير باعتباره لا يتفق مع إرادة الله "أن جميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2:4)، ويرون أن الرب إنما يشير إلي واقع غير المؤمنين، وأن عدم فهمهم للحق ليس لأن الله حجبه عنهم، بل لأنهم رفضوا الإيمان به، فتقست قلوبهم وأظلمت أذهانهم، كما يتضح من القول: "لأن قلب هذا الشعب قد غلظ، وآذانهم قد ثقل سماعها، وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم" (مت 13: 15). فالله يريدهم أن يبصروا وأن يسمعوا وأن يفهموا وأن يتوبوا، ولكن "إله هذا الدهر قد أعمي أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله" (2 كو 4: 4). ومتي أبي السامع أن يتجاوب مع رسالة الإنجيل، فإن قلبه يزداد قساوة. وهذا ما يجب أن يُفهم من أقوال الرب المشار إليه (مرقس 4: 11- 15).

(3) تفسير الأمثال: لم تختلف الآراء حول تفسير أقوال الرب يسوع كما اختلفت حول تفسير الأمثال التي نطق بها. فيفسر أوريجانوس مثل السامري الصالح هكذا: "الإنسان الذي وقع بين اللصوص هو آدم، وكما أن أورشليم تمثل السماء، فإن أريحا- التي كان الإنسان نازلاً إليه- تمثل العالم. واللصوص هم أعداء الإنسان، أي الشيطان واتباعه، والكاهن يمثل الناموس، واللاوي يمثل الأنبياء. أما السامري الصالح فهو المسيح نفسه. والدابة التي أركب الرجل الجريح عليها، ترمز إلي جسد المسيح الذي يحمل آدم الساقط. والفندق يرمز إلي الكنيسة، والديناران هما الآب والأبن. ووعد السامري بالرجوع ثانية، يشير إلي مجيء المسيح ثانية". ويوجد ما يشبه ذلك في كتابات ترتليان وأغسطينوس وغيرهما. وقد عارض هذا التفسير الآباء الأنطاكيون (وبخاصة تيودور الموبسوسي ويوحنا فم الذهب)، ولكن رغم ذلك فقد ساد التفسير المجازي.

وفي عهد الإصلاح- في العصور الوسطي- حدث تقدم كبير في دراسة الكتاب المقدس، وانعكس ذلك علي فهم الأمثال وتفسيرها. وقد رفض لوثر وكلفن- بوجه عام- التفسير الرمزي لها، لأنهما أرادا أن يريا "مبادئ الإصلاح" في كل أجزاء الكتاب المقدس، بما فيها أمثال الرب يسوع.

وكانت الخطوة الكبيرة الثانية في تفسير الأمثال، هي ما قام به "ادولف جوليخر" (Adolph Julieher) بنشره كتابيه عن "أمثال يسوع" في 1888، وفي 1889. وقد أنكر جوليخر وجود أي رمزية في الأمثال، وأصر علي أن كل مثل ليس به إلا حق واحد لا غير، يهدف إلي تعليمه، وأن التفاصيل الأخرى ما هي إلا زخارف لهذا الحق الواحد، واستنكر كل التفاسير الرمزية غير الموضوعية للأمثال، التي طالما حالت دون الفهم الصحيح لها، مع أن بعض الأمثال تتضمن عناصر رمزية. كما أنه أخطأ في تأكيده علي أن الأمثال ليس بها إلا حقائق أدبية، كلما كانت عامة أو شاملة، كان ذلك أفضل. وقام سي.هـ. دود (C.H. Dood)في كتابه "أمثال الملكوت" بتصحيح ما قاله "جوليخر" وكان أهم إسهاماته أنه وضع الأمثال في إطار الواقع الذي قيلت فيه، أي أن عمل الله الأبدي (أو الفدائي) قد تحقق في شخص الرب يسوع المسيح وخدمته وتعليمه، ففيه قد أتى الملكوت، ويجب فهم الأمثال في إطار هذا الملكوت الذي قد تحقق.

[Ramez5]

ميرسى كتير على الموضوع المميز
ربنا يبارك خدمتك

[Mary Naeem]

شكرا على المرور

[Ƒ̐ὰ̗đƴ]

مووضوع جميييل ومميز
ربنا يبارك خدمتك

[Mary Naeem]

شكرا على المرور

[duosrl]

ربنا يبارك خدمتك

[Mary Naeem]

شكرا على المرور

[بيدو توما]

موضوع جميل ورائع جداً
شكراً جزيلاً أختي العزيزةMary للمشاركة الجميلة جداً
تحياتي وأحترامي والرب معك يباركك ويبارك حياتك وأعمالك وخدمتك
المباركة ربنا يفرح قلبك ويفيض عليك بنعمه الغنية وسلامه العظيم ومحبته الدائمة...
والمجد لربنا يسوع المسيح دائماً..وأبداً..آمين

[Mary Naeem]

شكرا على المرور

[MenA M.G]

أمين
ربنا يبارك خدمتك