|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين العهد القديم والعهد الجديد
إنتشر إتجاة في التعليم المسيحي ينظر للأمور نظرة لم تمتلئ لعمق جوهر الإيمان المسيحي الحي وأسرار الملكوت، ويُري فيها أن ما هو مكتوب في كتب العهد القديم[1] (ويسميه بالخطاء العهد القديم) لا ينطبق علي الزمن الذي نحيا فيه بعد مجي المسيح بالجسد وما هو مكتوب في أسفار العهد الجديد[2] (ويسميه بالخطأ العهد الجديد)[3] والعكس، ويتم إفتراض أن العهد الجديد بدأ منذ ألفي عام، وحين نسأل عن دقة أكبر، هل بدأ العهد الجديد عند تجسد المسيح أم عند قيامته؟ نجد الإرتباك الواضح بسبب النظرة المادية الزمنية للأمور الروحية نحو إله فوق الزمن. بل والبعض يتجرأ (وقد يكون بحسن نية لكن تأثيرها سلبي) ويقول أننا نلنا نعمه حلول المسيح بطريقة لم ينالها الأباء الأوائل وأبطال الإيمان مثل إبراهيم وداود وموسي وغيرهم من الأنبياء، والسبب هو الفارق الزمني، ونسوا أن يسوع المسيح إله فوق الزمن، فهو أمس واليوم وإلي الأبد (عب 13: 8)، وكأن الله ظالم لكل من ولدوا قبل تجسد المسيح (أقول تجسده لأنه كائن قبل إبراهيم وإبراهيم رأه كما أعلن هو في يوحنا 8 : 58). وسط هذا الخلط والإلتباسات وغلق أبواب النعمة الكائنة في أسرار كتب العهد القديم، وتحطيم وحدة العهدين، وما قد يصيبنا بالتوهان والكبرياء، أو التوهم أن الله مجبر علي التعامل معنا بطريقة معينة لمجرد أن عقارب الساعة تشير لما بعد ميلاد المسيح، لذا توَجب علينا توضيح مفاهيم الفرق بين العهدين علي أساس كتابي حي مبني علي الكلمة ووحدتها وتعاليم الكنيسة، لكي تنفتح أمامنا غني أسرار الله، ويكون الكتاب المقدس أمام عيوننا قصة حية مملؤة وحدة وتناغم. نبذة تاريخية في عام 140 م، ظهر إنسان يدعي ماركيون (Marcion) من بلدة سينوب (Sinope) علي البحر الأسود، وقام بتعليم واحدة من أوائل الهرطقات في المسيحية، وأول هرطقة ظهر فيها فكر الثنائيات، فقد رأي ماركيون أن تعاليم المسيح لا تتوافق مع إله العهد القديم، حيث وجد مركيون صعوبة في التوفيق بين النصوص القاسية في العهد القديم التي تأمر بالدمار قتل الشيوخ وأطفال والنساء وبين النصوص الحنونة التي تأمر بمباركة اللاعنين وإدارة الخد الآخر، كيف يكون الرب حنوناً، ومنتقماً في نفس الوقت، كيف يكون دياناً ومنعماً في نفس الوقت، كيف يأمر بقتل الأطفال وفي نفس الوقت يمسح علي رؤوسهم؟ هل الذي يقول دع الأطفال يأتون إليه،يمكن أن يكون هو نفسه من أرسل دبتان لتفترس إثنين وأربعين طفلا لأنهم قالوا لأليشع في براءة طفولة : يا أقرع، كيف يسفك الدماء ثم تسفك دمائه، وخرج مارقيون من هذه الدوامة بفكره. وقد تطور فكر ماركيون في مراحل لاحقة حتي وصل إلي إفتراض إلهين منفصلين لكل عهد، ومنه نشأت بدعة الغنوصية. ومن هنا بدأ يعلم أن إله العهد القديم يختلف عن إله العهد الجديد، لأن إله العهد القديم في نظره إله الغضب والنار، إله مخيف ومرعب، وألقي ماركيون بالعهد القديم جانيا وكتب كثير في هذا المجال الهادم، وطُرِد من الكنيسة في روما عام 144 م[4]. كان ماركيون هو أول من تكلم بتلك الأفكار وأدخل أول ثنائية في تاريخ المسيحية، واعتبرت تعليمه هرطقة لأنه يشوه شخص الرب ويقسمه، لم يفكر أحد في الكنيسة الأولي من الرسل والأباء نحو شخص الرب بمثل هذه الثنائية، فقد عاشت الكنيسة الأولي علي أسفار العهد القديم لقرون حتي ظهور العهد الجديد وإمكانية تداوله، فقد كانت الكنيسة تري في كتب العهد القديم سر المسيح وروح النعمة كما كان بولس الرسول دوماً ينير كتب العهد القديم بروح العهد الجديد. وقد كتب العلامة ترتليان أكثر من خمسة كتب للرد علي هرطقته وذلك لإنتشارها الواسع[5]، وقال أن ” إنّ ماركيون يُعلِّم الكتاب المقدس لا بقلمه بل مشرطه (مقصِّه) مستأصلا كُلِّ ما لايوافق تفكيرهُ “[6] . نبدأ فنقرأ هذا المقطع من ترتليان في كتابه “ضد مركيون”. فهو يعطينا نقطة الأنطلاق في تعليمه حين يحاول أن يطرح مشكلة الشر : “تألَّم مركيون ، شأنه شأن عدد كبير من الناس ولاسيما الهراطقة ، بسبب مشكلة الشر ، وضعفت عيناه بسبب إفراطه في الفضولية . عندئذ وجد كلمة الخالق : “أنا الذي خلقتُ الشرور” (اشعيا 45 :7 ). وبقدر ماظنَّ أنّ الخالق هو صاحب الشر مستفيدا من براهين أخرى تقنع العقول الفاسدة في هذا ألأتجاه ، قدر ذلك فهم في تفسيره أن هذا الخالق هو الشجرة الرديئة التي تحمل ثمارا رديئة، أي الشرور . وكتب العلامة الأب بولس الفغالي موضوع عن ” مرقيون (ماركيون) في الكتاب المقدس”[7] جاء فيه : “حين نقرأ ما بقي لنا من آثار مرقيون ، نكتشف أنَّ هذا الذي أسَّس كنيسة تُقابل الكنيسة الكاثوليكية ما زال حيّا حتى اليوم . فهو يرفض العهد القديم باسم العهد الجديد ، ويفصل اله موسى عن اله يسوع المسيح ، بل يعتبر أنَّ أسفار العهد الجديد ، ولا سيّما ألأناجيل ، قد دخلتها أمور يهودية . لهذا يجب أن نُطّهر العهد الجديد من شوائب عُلِّقت به بسبب اليهوديّة المسيطرة . وهو ينطلق من بولس الذي نال وحيا خاصا ، ومن لوقا الذي هو تلميذ بولس ، وهكذا يكوِّن ديانة خاصة نجد آثارها اليوم لدى عدد من الذين يسمّون نفوسهم ” بحّاثة ” مع أنّهم ينطلقون من أمور مسبقة فيسخِّرون نصَّ الكتاب المقدس من أجل أغراضهم الشخصية التي قد لا تكون بعيدة عن حب المال الذي أعتبره بولس أصل كُلِّ الشرور (1 تيموثاوس 6 : 10 ). أيضاَ حارب العلامة أوريجانوس بشدة محاولات البعض من التقليل من كتابات العهد القديم وفي رده علي كلوسوس (Celsus) الذي إنتقد العهد القديم أوضح اوريجانوس أن العهد القديم جزء من تدبير الله وتهذيبه للبشرية التي لا تحتمل إعلان المسيح فجأة ولا هي مؤهلة له[8]. والقديس كيرلس الأولشليمني اورد جزء كامل للرد علي تلك البدعة في رسالته للموعوظين المقبلين علي المعمودية[9] “وعمل كيرنتوس أيضًا على خراب الكنيسة، وكذلك ميناندر وكربوقراط والأبيونيّون ومرقيون فمُ الكفر. ذلك أنَّه بشَّر بإلهين مختلفين أحدهما صالح والآخر عادل، مناقضًا ما قاله الابن: »يا ابتِ العادل« (يو 17: 25). وكان يقول كذلك إنَّ الآب هو غير الذي خلق الكون، مخالفًا بذلك قول الابن: »إذا كان العشب الذي يُوجد اليوم في البرّ، ويُطرح غدًا في التنّور، يلبسه الله هذا الشكل« (لو 12: 28)، و»إنَّه يُطلع شمسه على الأشرار والأخيار، ويُنزل غيثه على الأبرار والفجّار« (مت 5: 45). ويعتبر مرقيون هذا المصدر الثاني للشرّ، إذ أنَّه اختار شهادات من العهد القديم ودحضها بشهادات من العهد الجديد. وكان بذلك أوَّل من تجرَّأ على فصل العهدَين، تاركًا الكرازة بكلمة الإيمان بلا دليل، لأنَّه كان قد تخلّى عن الله. وبما أنَّه لم يعد هناك مبشِّر للإيمان، فقد أراد تقويض إيمان الكنيسة.” ما هو العهد؟ وردت كلمة عهد “ בּרית ” في كتب العهد القديم 268 مرة وكانت تأتي بمعني ميثاق أو إلتزام بين طرفين، أو إتفاق علي أمر معين بين طرفين، وكانت هناك عهود بين الله والبشر لم يرد فيها كلمة عهد بطريقة مباشرة، لكن كان سياق الحديث يعلن وجود إتفاق بشكل صريح بين الطرفين – أي الله والإنسان. وفي كتب العهد الجديد وردت كلمة عهد “ διαθήκη” حوالي 30 مرة بنفس المعني وتتناغم في كلماتها مع نفس فكرة العهد في كتب العهد القديم. يتضح أن العهد هو هنا شكل وجوهر لإتفاق بين الله من جهه والإنسان من جهه، وهذا الإتفاق والإلتزام هو ما يحدد شكل وجوهر العلاقة بين الطرفين والتعاملات الكائنة فيها، أي أن العهد هو شكل علاقة وليس له أي صله بفترة زمنية. ما هو العهد القديم؟ لأن الإنسان دوماً يظن أن عنده في ذاته ما يعطيه وما يفعله لينال المجازاه، أوجد الله له العهد القديم لهدف وغاية سنوردها لاحقاً، فالعهد القديم هو عهد يلتزم فيه الإنسان أن يقوم بنفسه وبقدرته الذاتية علي تنفيذ الوصية وعدم كسرها ويجني إما ثمار تنفيذ الوصية وهي البركة، أو ثمار كسرها وهي اللعنات. وكما نلاحظ أن العهد القديم محوره هو الإنسان وعمله ومجهودة، ومدي نجاحه في تحقيق الوصيه، وهذا العهد يتناسب مع طبيعة الإنسان ويتوافق معها جداً، فهو دوما يري نفسه قادر ويستطيع، فالعهد القديم هو عهد أعمال من جهه الأنسان. نري العهد القديم معلن بوضوح في سفر التثنية الإصحاح 28 حاملاً بركات ولعنات، ونري الله يورد سر من أسرار الدخول للملكوت في الإصحاح التالي (29) حين يخبرهم أن القلب يشتهي دوما أن يحيد عن الرب في إعلان لسر فساد الإنسان، ثم في الإصحاح الثلاثين يعد بالقبول بعد العصيان والتمرد والخيانة لانهم سيعترفون بفسادهم، ويورد قرب الوصية حينها لقلبهم الجديد والتي أعلن بولس لنا أن تلك الأيات بها سر المسيح الكائن منذ الأزل[10]. ما هو العهد الجديد؟ هو عهد قائم علي أن يكسو الله الإنسان بشخصه وطبيعته الإلهية بدلاً من ذاته الساقطة، ويغطه ببره وصلاحه بدلاً من فسادة، ويملآه بحياته بدلاً من موته، ويغير قلبه بقلب جديد عوضاٌ عن قلبه النجس، وهذا هو دور الله في العهد، وهنا نري من وصف العهد أن دور الإنسان يكون في الإقرار الحقيقي أن ذاته ساقطة، وفاسد ومائت وقلبه نجس، ويشتهي الحياة مع الله، فيأتي الله ليقوم بعمله الخلاصي وفداء نفسه وغمره بالبر. نري أن العهد الجديد محوره هو شخص الرب، فهو من يحتضن الإنسان ويرفعه ويغير قـلبه ويكسوه بالحياة والبر والصلاح، ودور الإنسان هو الإيمان فقط، أي التصديق في فساده وعقمه من جهه الحياة والحق والنور، والإرتماء في أحضان الله والتصديق في قبول الله له وغفرانه المجاني وتغيره لطبيعته فالعهد الجديد هو عهد إيمان من جهه الإنسان[11]. سنري كيف كان ذلك العهد قائم منذ أدم ولكن بصورة مخفية، وظل يستعلن بصورة أوضح وأوضح إلي أن جاء ملئ الإستعلان في شخص يسوع المسيح القائم منذ الأزل. لقد كانت أول مرة يورد فيها مصطلح العهد الجديد علانية هي في سفر أرمياء النبي في قمة زيغان الشعب وإقتراب التأديب، حين قال الرب: ها أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً.لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.َلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلِينَ: [اعْرِفُوا الرَّبَّ] لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ. (أر 31: 31 – 24) لاحظ أن الكلمات تشير بسر مخفي إلي أن العهد السابق تم نقضه من جهة الشعب لا من جهه الله، فمن الواضح أن الإنسان بحريته هو من يقرر شكل العلاقة وجوهرها مع الله (أي العهد)، حتي أن الكتاب يخبرنا عن أوناسا “بلا عهد” (رو 1 : 31)، ومن المؤكد أن الله لم يقرر أن يكون بلا عهد معهم، لكن من الواضح أنهم إختاروا أن يحيوا بلا عهد معه، لذا، يتضح لنا أن العهد هو إختيار الإنسان. ويعود بولس الرسول ليؤكد أن العهد الجديد يتم الدخول إليه بالإيمان حين يتكلم عن ملئ الزمان… والتي تظنها زمان التجسد… بينما بولس يورد أيتين يوضح بهما كيف ان ملئ الزمان هو الإيمان وَلَكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقاً عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. (غلا 3: 23) هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. (غلا 4: 3 – 5) هنا يتضح أن مجئ الإيمان هو مدخل العهد الجديد… وهو ما يعطي روح واحد يربط الكتاب المقدس كله….فمن أول إبراهيم إلي آخر من تبرروا…الكل دخل إلي نعمة المسيح بالإيمان. الناموس كلمة الله حاملاً للعهدين بعض الكلمات الكتابية تصف بوضوح كمال كلمة الرب وشهادات الناموس أنها كامله وتنتشل الإنسان من خطيته وتخلصه: نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً.(مز 19: 7) إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.(رو 7: 12) وبعضها يصف الناموس بأنه لا يبرر ولا يخلص: لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ.(رو 3: 20) لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.(غلا 2: 21) وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».(غلا 3: 11) قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.(غلا 5 : 4) وبعضها يحل ذلك التناقض الظاهري: فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ.(رو 7: 14) وَلَكِنَّ إِسْرَائِيلَ وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ!لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لَيْسَ بِالإِيمَانِ بَلْ كَأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ(رو 9: 31- 32) توجب علينا أن نفهم جيداً جداً، أن الناموس كان حامل في شكله الخارجي العهد القديم كما تم تعريفه أعلاه بسبب فساد الإنسان[12]، لكنه في جوهره كان يحمل روح العهد الجديد بسبب بر الله[13]، وكان الإختيار للإنسان في التعامل مع الناموس حسب إتجاه قلبه كما أوضح بولس الرسول في رومية 9: 31 – 32 . فإن كان إتجاه الإنسان يريد أن يحيا لله (يسعي في إثر ناموس البر)، لكن إتجاه قلبه يقتنع بأنه في ذاته قادر علي الإلتزام بالوصية (كأنه أعمال ناموس)، فسنجده تلقائيا دخل في منهج العهد القديم، وإتجاه قلبه يقوده دوماً إلي محاولة تتميم الوصية بذراعة وإثبات قدراته التي يثق بها، فيتحرك بجفاف وحرفية وجهل ناتج من فسادة الذي لا يقر به، وطمعاً في البركات والنعيم وكأن الله صراف بنك السعادة، فيجد الإنسان نفسه غارقاً في الفشل واليأس ففشله يجتلب عليه اللعنات لا البركات (حجر صدمة)، ويختار الإنسان الموت عن الحياة[14]. أما لوكان إتجاه قلب الإنسان يري نفسه فاسد وعاجز ونجس وغير قادر علي الحياة بالكلمة وتبعيتها، ويلقي هذا الإنسان بنفسه وكيانه علي الله مؤمنا بفسادة وبحب الله وقبوله له، يحتضن الله الإنسان ويقتبله ويعطيه قلبا جديداً فيصبح الناموس هو كلمة الحياة التي لهج فيها داود ويصبح باراً[15]. فالحياة كانت كائنة في الوصية القديمة، كانت الشريعة تحوي في أعماقها شخص المسيح الحي، المن المخفي والكنز الحقيقي الذي لا يجده إلا من يبحث عنه بصدق، لذا كان الله صادق حين أعطي كلمة الوصية وقال أنها قريبة لقلبك. «إِنَّ هَذِهِ الوَصِيَّةَ التِي أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ ليْسَتْ عَسِرَةً عَليْكَ وَلا بَعِيدَةً مِنْكَ.ليْسَتْ هِيَ فِي السَّمَاءِ حَتَّى تَقُول: مَنْ يَصْعَدُ لأَجْلِنَا إِلى السَّمَاءِ وَيَأْخُذُهَا لنَا وَيُسْمِعُنَا إِيَّاهَا لِنَعْمَل بِهَا؟ وَلا هِيَ فِي عَبْرِ البَحْرِ حَتَّى تَقُول: مَنْ يَعْبُرُ لأَجْلِنَا البَحْرَ وَيَأْخُذُهَا لنَا وَيُسْمِعُنَا إِيَّاهَا لِنَعْمَل بِهَا؟ بَلِ الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ جِدّاً فِي فَمِكَ وَفِي قَلبِكَ لِتَعْمَل بِهَا.«اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلتُ اليَوْمَ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالخَيْرَ وَالمَوْتَ وَالشَّرَّ. (تث 30: 11 – 15) وهذا السر المخفي الذي أودعه الله عن شخص المسيح كلمة الله الكائن في الناموس كشفه بولس بوضوح[16] لأَنَّ مُوسَى يَكْتُبُ فِي الْبِرِّ الَّذِي بِالنَّامُوسِ: «إِنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا».وَأَمَّا الْبِرُّ الَّذِي بِالإِيمَانِ فَيَقُولُ هَكَذَا: «لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟» (أَيْ لِيُحْدِرَ الْمَسِيحَ)أَوْ «مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» (أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ)لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ» (أَيْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا)لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ.(رو 10: 6 – 09) كما نري، الرب لم يخدع الشعب بناموس مائت لا يخلص، بل كلمة الله كائنة منذ الأزل وقادرة أن تخلص من قلبه يريد أن يتبعها فيجد المسيح قائم من الأموات يغمره بالحياة الجديدة الكائنة في شخصه منذ الأزل[17]. أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ (الحياة المخفية في تبعية القلب للكلمة والموت الظاهر في التبعية المتكلة علي ذات الإنسان لا الله). البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ (العهد الجديد) لِتَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ (تث 30: 19) قد يعاند الإنسان ويكمل في طريق الأعمال، فيتحول لذلك الفريسي المدقق في الأمور من الخارج، والمملؤ نجاسة من الداخل، أو يعلن يأسه ويعترف بفشله في تحقيق الناموس، وهنا ينفتح أمام الإنسان أبواب العهد الجديد، ويستعلن للإنسان الهدف الكائن من الناموس، فهو مؤدبنا للمسيح (غل 3 : 24). أي أن الناموس حسب فكر الإنسان الطبيعي الذي يتوهم أنه قادر علي أن يحيا البر بذاعه، أثبت للإنسان أنه فاشل، وقاده للإيمان بحقيقية أنه فاسدة، وللبحث عن شخص المسيح ليخلصه، والإيمان بشخص ذلك المخلص[18]. شخص المسيح هو إستعلان لكلمة الله الحي المخفي في الناموس القديم في المسيح وتجسده، تم إستعلان أن كلمة الله ليس قواعد جافة أو مبادئ كما ظن الكثيرون في زمان ما قبل تجسد الكلمة، بل كلمة الله شخص حي، شخص الله نفسه الذي إختار أن يتجسد وسطنا ويعمل في نفوسنا بالحياة الكائنة في ذاته، فهو كلمة الله الذاتية، كما إسُتعلن للأمناء في زمان ما قبل تجسد الكلمة مثل داود الذي يناجي الكلمة الحية ويراها بالروح كشخص واقف أمامه ويناجي الكلمة بأطول مزمور (119). نعم، كلمة الله حية وفعالة، بهاء مجد الله ورسم جوهره‘ حمل الكلمة شخص الله في ذاته وأتي متجسداً ليعلن لنا أنه هو هو من يكلمنا منذ البدء، وأنه لما حسبنا وصايا جافة نفعلها بذراعنا وقوتنا، لم يكن كذلك، بل شخص الكلمة حي وفعال والإيمان به يجلعه يملأ الكيان والقلب ويجدده ويغير النفس لتكون علي صورته. فدم المسيح وفدائه كان معروف أمام الأب قبل الدهور وقائم منذ الأزل، لأنه قدم نفسه بروح أزلي، فالخروف القائم في السماء كأنه مذبوح (رؤ 5 : 6) هو حقيقة ليست تحت الزمن المادي. عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، (1بط 1 : 20) فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! (عب 9 : 14) الحياة بالعهد الجديد في أسفاروأزمنة العهد القديم نري في كتب وأزمنة العهد القديم إستعلانات الله لعهد النعمة مخفية للعين المغلقة، ومفتوحة للعين ذات البصيرة الروحية، ودوماً يأتي عهد النعمة بالإيمان (أي العهد الجديد) بعد فشل محاولات الإنسان الطبيعي في الحياة مع الله بالبر والتقوي والصلاح بذراعة (أي العهد القديم)، ونري ذلك في أغلب قصص رجال الله الأبطال فنُدهش حين نري أن الكتاب المقدس كله بعهديه يتحقق في حياة شخص، فهو يبدأ بفساد، ويحاول الوصول اللي الله حسب أعمال ذارعة (حسب العهد القديم) ثم يعلن يأسه من نفسه ويؤمن بفشله وبحب الله وقبوله، فيكسوه الله ببره وبمواعيد العهد الجديد. أدم بعد السقوط، والفشل في الرجوع للصورة الأولي بورق التين الذي سقط مع هبوب ريح النهار، وبعد الفشل في الحوار مع الله بإلقاء اللوم علي حواء أو إلقاء اللوم علي إبليس، نجد أن الله يكسو الإنسان بحياة ذبيحة دموية تخفي في طياتها ستر الله للإنسان وقبوله بعد خطيته. إبراهيم نجد أن بولس حين شرح العهد الجديد وعمل المسيح في حياته، كان مرجعه للعهد الجديد هو إيمان إبراهيم الذي عاش قديماً جداً، لكن بولس يشرح كيف بدأ العهد الجديد في حياته، لقد بدأ حين أعلن عقمه أمام الله يائساً (تك 15 : 2)، فإذ بالله يعده أن نسله يكون مثل رمل البحر وتتبارك الأمم في نسلك. ويعلن الكتاب أن إبراهيم أمن، أمن بعقمه ومماتية مستودع سارة، وأمن بالله الذي يدعو الأشياء الغير موجودة موجودة (رو 4 : 17)، فحسب له براً بالإيمان، ويؤكد بولس علي إستعلان أن العهد الجديد قائم علي الإيمان بشخص الله خارج عن حدود الزمن، وشرب إبراهيم الخبز والخمر من يدي ملكي صادق كاهن الله العلي (تك 14 : 18) الذي هو المسيح (عب 7 : 1)، ورأي المسيح بشهادة فم المسيح وتهلل وفرح (يو 8 : 56). بل يعلن بولس السر المخفي في إبنيه إسحق وإسماعيل كتحقيق للعهدان، عهد أن يكون مثمراً من الرب بأن يعطيه إسحق (العهد الجديد) وقطع العهد في سفر التكوين الإصحاح 15، لكنه مال لطريقته الذاتية في تحقيق الثمر ودخل علي هاجر لينجب منها إسماعيل ويحاول تحقيق العهد بذراعه (العهد القديم) وكأنه اخذ عهد نعمة وحوله لأعمال، فجاء الرب ليستحي الوعد الأول بإستعلان إسحق في الإصحاح 17 من سفر التكوين، ويعلن الرب رفضه لإبن الجارية وإستعلن الوعد والعهد في إبن الحرة، إبن الوعد والعهد الجديد. فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ. لَكِنَّ الَّذِي مِنَ الْجَارِيَةِ وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَأَمَّا الَّذِي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ. وَكُلُّ ذَلِكَ رَمْزٌ، لأَنَّ هَاتَيْنِ هُمَا الْعَهْدَانِ، أَحَدُهُمَا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ الْوَالِدُ لِلْعُبُودِيَّةِ، الَّذِي هُوَ هَاجَرُ. لأَنَّ هَاجَرَ جَبَلُ سِينَاءَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ يُقَابِلُ أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا. وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعاً، فَهِيَ حُرَّةٌ. (غلا 4: 22 – 26) يعقوب ولنا معه وقفة ليس بقليلة، لقد قابل الله يعقوب وهو في قمة خطيته وهروبه بعد سرقة البكورية، من المؤكد أنه لو تخيل ظهور الله له في تلك الحالة لتوقع العقاب، لكن العجيب أن الله تكلم بطريقة عكس كل التوقعات البشرية لشخص في هذه الحالة: وَرَاى حُلْما وَاذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الارْضِ وَرَاسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلائِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَاوَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «انَا الرَّبُّ الَهُ ابْرَاهِيمَ ابِيكَ وَالَهُ اسْحَاقَ. الارْضُ الَّتِي انْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا اعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الارْضِ وَتَمْتَدُّ غَرْبا وَشَرْقا وَشِمَالا وَجَنُوبا. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ.وَهَا انَا مَعَكَ وَاحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ وَارُدُّكَ الَى هَذِهِ الارْضِ لانِّي لا اتْرُكُكَ حَتَّى افْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ».(تك 28 : 12 – 15) ما قاله الله ليعقوب هو قمة إستعلان العهد الجديد، فكل كلمة قيلت له من فم الله محورها شخص الله نفسه، ووعده له أن يكسو ببره ويحفظه ويباركه، وما كان علي يعقوب إلا التصديق أن الله يقبله بخطيته ويكسوه ببره. فماذا كان رد فعل يعقوب؟ للأسف لم تستوعب طبيعته البشرية هذا القبول المجاني الغير مشروط، لقد تصرف يعقوب بغرابة جداً، ولم يقبل نعمة العهد الجديد المعروضة عليه، فأخذ نفس كلمات الرب التي تعد بعطية الحياة، وحورها ليجعلها مشروطة وصنع عهداً قديماً مبني علي ترقب الإنسان لبركة الرب بناء علي سلوكة ووعد الإنسان بتبعية الرب وإعطاء تقدمة بشروط . فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقّا انَّ الرَّبَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَانَا لَمْ اعْلَمْ!»وَخَافَ وَقَالَ: «مَا ارْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا الَّا بَيْتُ اللهِ وَهَذَا بَابُ السَّمَاءِ!»وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَاخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَاسِهِ وَاقَامَهُ عَمُودا وَصَبَّ زَيْتا عَلَى رَاسِهِوَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ ايلَ». وَلَكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ اوَّلا كَانَ لُوزَ.وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرا قَائِلا: «انْ كَانَ اللهُ مَعِي وَحَفِظَنِي فِي هَذَا الطَّرِيقِ الَّذِي انَا سَائِرٌ فِيهِ وَاعْطَانِي خُبْزا لِاكُلَ وَثِيَابا لالْبِسَوَرَجَعْتُ بِسَلامٍ الَى بَيْتِ ابِي يَكُونُ الرَّبُّ لِي الَهاوَهَذَا الْحَجَرُ الَّذِي اقَمْتُهُ عَمُودا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَانِّي اعَشِّرُهُ لَكَ». (تك 18 : 16 – 22) وهكذا، عاش تحت يعقوب ثقل العهد المشروط الذي وضعه هو، فكانت النتيجه الإمتلائ من الخطية والإحساس الدائم بانه لا يستحق البركة لفشله، مما أدي إلي حياة متوترة قلقة يعتمد فيها علي ذراعة بسبب كسره للوعد المشروط دوماً وإحساسة الداخلي أن الله سيكسر هو الأخر العهد!! إلي أن تقابل مع الرب وصارعة (تك 32 : 24)، وكسر حق فخذه، فطلب البركة المجانية ، فأخذ ما كان له في الرؤيا القديمة التي لم يفهمها واَعطي إسماً جديداً وبدأ عهداً جديداً. نجد في قصة إبراهيم ويعقوب وشعب الله أيام موسي سر عجيب جداً ومدهش، فالحقيقة المذهلة للنفس أن الله عنده عهد واحد فقط!! وهو عهد النعمة القائم علي بر الله الذي يكسو به الإنسان الخاطئ بالحب والمراحم ويبره ويعطيه مجاناً الحياة والحرية والنور، لكن الإنسان حتي الأمين، لايفهم ذلك بتلك البساطة والقوة، فيحول عينيه إلي نفسه بسبب طبيعته المتمحوره حول ذاته لينظر دخلها وينتظر أن تثمر براً وصلاحا، ويسقط من بر الله، ويخلق فهماً خاصاً للعهد كما فعل إبراهيم وسعي ليستحضر إسماعيل، وكما فعل يعقوب تماماً ووضع عهد مشروط لنعمة مجانية، وكما فعل شعب الله أيام موسي بعد أن تحرر بدم العهد إنساق لناموس يفعله بذاته بدلاً من الإلتصاق بالكلمة الحية في الوصية، الرابط المشترك في كل هذه القصص هو تحوير الإنسان لبر لله، ومع الوقت يصبح عنده عهداً قديماً مثقلاً للنفس تحت الإلتزام الخارج من الذات والمربوط بالبركة، أو كسر الوصية المربوط باللعنة، بينما الله أراد ومنذ البدء أن يعطيه الحياة في الوصية ليحيا تحت جناح الله ويكسوه الله ببره، وفي مراحم الرب وسابق علمه، يستخدم الرب ذلك التحوير البشري ليكون مؤدباُ لنفوسنا لكي يستعلن شخص المسيح كملئ إعلان البر الإلهي وتدبير عمل الله لقبول الخلاص المجاني القائم علي شخص الفادي فقط، فالله عنده عهد نعمة يسكو به الإنسان…لكن الإنسان تدريجياً يرتد للناموس…فيعيد الله إعلان النعمة. شعب الله أيام موسي قمة إستعلان العهد الجديد، فبدأ بصراخ من العبودية والذل والطين، وضربات الرب للمصرين، وخروجهم القائم علي خروف الفصح ودم العهد الجديد، وتبعيتهم لله وروحه ساكن في وسطهم (اش 63 : 11)[19]. وموسي نفسه الذي بدأ بذراعه وفشل فشلاً زريعاً، فإنتهت علاقته بالله القائمة علي قدرته الذاتية، وبدأ عهداً جديداً مع الله اخلي الله فيه ذاته القديمة وأعطاه حياة جديدة، ويتجرأ بولس بروح النعمة ويقول جهاراً أنه حسب عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر(عب 11: 23 – 26)[20] وفي حياتة الجديدة بالمسيح، نظر بها مجد الرب بوجه مكشوف دون حجاب العهد القديم كما قال بولس [21]… الذي شرح العهد الجديد في موسي وقارنه بحجاب العهد القديم في الشعب.. فتجلي العهدين في نفس المكان والزمان… ليؤكد أن العهد شكل علاقة وليس فترة زمنية (2كو 3 : 18). داود نجد أن داود زني وقتل، وشريعة العهد القديم تحكم عليه أن يموت مرتين، ويتنبأ ناثان النبي أنه سيُفعل ببـيته كما فعل هو، لكننا نجد ذلك داود النبي الذي يحيا في العهد القديم زمنياً لكنه حسب الله يحيا في العهد الجديد، بمجرد أن يعطي توبة قلبية، يَرفع عنه العقوبة[22] وتتحول إلي خلاص، ويخبر فم ناثان النبي إستعلان العهد الجديد في حياة داود حين قال: فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ… ». (1صم 12: 14) علي من نقلها؟ الشريعة تقول أن مثل هذا يرجم ويموت؟ لكنه لا يحيا بالشريعة ومجهوداته الذاتية في الإلتزام بها؟ إنه يحيا في المسيح الكائن منذ الأزل. وهنا تنتقل الخطية علي المسيح بل ويموت إبن الخطية ويظنها البعض عقاباً، بينما ناثان قالها واضحة انه لاجل ألا يشمت أعدء الرب بسب هذا الطفل (2صم 12 : 14)، هذه قمة المحبة ومحو الخطية من جذورها بالدم، فذلك المولود سيجعل خطيته أمامه في كل حين ويجعلها شكاية دوما لاعداء الرب علي قلب دواد الأمين التائب، بينما لا يريد الله أن يمتلي التائبون من الضمير الشرير[23]. الحياة بالعهد القديم في أسفاروأزمنة العهد الجديد نجد أن أسفار العهد الجديد وكتبه بنصب تركيزها علي النعمة المُستعلنة في شخص يسوع المسيح، لكنها لا تشير من قريب او من بعيد علي أن الزمان قد تغيير أو أن الله هدم ما سبق وصنع أمراً مخالفاً لما كان، بل بالعكس تؤكد علي سر نعمة المسيح الأزلية و إستعلانها في شخص يسوع، وحقيقة وجود نعمة المسيح جنباً إلي جنب من قديم الزمان. فبولس كتب في كورنثوس الأولي الإصحاح العاشر عن مسيرة الشعب ومعموديته وشرابهم من المسيح شخصياً لأنه صخرتهم الروحية، بل ويتجرأ ويقول أنهم جربوا المسيح لانه يعي تماماً أن المسيح كان معهم في البرية، وأخيرا يرتقي فوق الازمنة ويربطنا نحن بهم بالروح حين يقول أن ذلك كتب لنا نحن، ويعلن لنا حقيقة هامة أننا وهم واحد. فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَاماً وَاحِداً رُوحِيّاً وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَاباً وَاحِداً رُوحِيّاً – لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. لَكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. وَهَذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُوراً كَمَا اشْتَهَى أُولَئِكَ. فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ».وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً. وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضاً أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضاً أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. فَهَذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً وَكُتِبَتْ لِإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. (1كو 10: 1 – 11) وبخ بولس أهل غلاطية علي إرتدادهم للعهد القديم بالناموس، ولنقف قليلا هناً، فنهاك إحتمالية قائمة أن يرتد الإنسان عن المسيح ويعود وينسحب لناموس الأعمال والتبرير القائم علي كفائته وإلتزامة وأن يكمل بالجسد بعدما بدأ بالروح(غل 3 : 3)[24] ، فهذا كله يؤكد أن العهد شكل علاقة نحددها نحن وليس فترة زمنية الرب مجبر علي المثول تحتها! وفي باكور الكنيسة الأولي، نجد أول مجمع ينعقد لاجل الإرتباك بقيود الناموس وحركة الإنسان الذاتية التي تبحث عن شئ يفعله تحت كلمة “ينبغي” أن نفعل ونفعل لترد الكنيسة من المسيح وعمله إلي ثقل الإنسان وعمله الذي فشل سابقاً فَالآنَ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللهَ بِوَضْعِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ التَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟ لَكِنْ بِنِعْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضاً». (أع 15: 10 – 11) إستعلن البر في شخص المسيح وعمله لخلاصنا، لكن الطبيعة البشرية تحن لنفسها لتكون محور العمل، فالحياة في ملئ النعمة والإرتماء في بر الله هي بالحقيقة أمر ضد الذات ومميت لها، لذا وُضع الصليب والقيامة لكي تنفلت نفوسنا من فخ الذات وينكسر وننجو بحريتنا وحياتنا التي في شخص الله الكلمة. وفي سفر الرؤيا الذي يتكلم حول الأيام الأخيرة، نجد حقيقة من 404 أية في السفر، يوجد 275 أية مقتبسة من كتب العهد القديم، في إعلان واضح من الرب أن ما كتب قديماً لم ينته بعد بل هو باق وفعال ومستمر إلي أواخر الأيام. وعلي عكس ما حدث مع داود النبي حين زني قديماً ونٌقلت الخطية علي المسيح، نجد أن حنانيا وسفيرة في قمة إستعلان العهد الجديد ضُرباً بالموت الذي إجتذاباه لأنفسهما، لقد كان كلاهما يحيان في العهد القديم، وروح الله يري ذلك، لقد فعلا نفس ما فعله عخان بن كرمي في أيام يشوع (يش 7 : 1)، إختلسا ما للرب في نجاسة قلب يحيا بعهد مشروط لا نعمة يشوبها ضعف وهوان، فحدث لهما بالتمام ما حدث مع عخان وماتا… فهل لنا أن نقرأ كتب العهدين بروح الله الواحد وقلبه الواحد؟ هل لنا أن تقرأ كتب العهدين معاً ونري المسيح هو هو أمس واليوم وإلي الأبد (عب 13 : 8)، والإنسان هو هو، يتبعه بإيمان قلبه والإرتماء في أحضانه، أو بإتكال علي ذاته وأعمالها؟ عخان يُرجم لانه سرق وقلبه يحيا في العهد القديم فضُرب بالموت، وبالمثل حدث لحنانيا وسفيرة في ملئ إستعلان العهد الجديد زمنياً لكنهم في العهد القديم قلبيا، والرب إله قلوب، داود يزني وينقل الرب خطيته عنه، مثلما فعل مع التي أمسكت في ذات الفعل (يو 8 : 3)ويطلقها مغفورة مبررة بدمه وهو لم يسفك بعد بالجسد!! حقاً ما أعجب أحكام الرب عن الفحص وطرقه عن الإستقصاء؟ العهدان حولنا وفينا لننظر حولنا بعيون الروح، سنري أن البشرية حولنا تحيا في مختلف العهود مع الله. فهناك من يحيا بلا عهد، ومن يحيا في العهد الجديد، ومن يحيا في العهد القديم. والرب يعطي كل واحد حسب طلبته وإختياره الحر. فكما كان …. هكذا يكون… فمنذ متي الله يحده زمان ومكان؟ فما أعمق الله الذي ينظر القلب دوما وأبدأ فهو إله اشخاص لا أزمنة ومجموعات وطوائف وتحزبات. فلو دخلنا بقلب وعيني الله لنقترب من تلك الأمور والأحداث، لرئينا إتجاهات القلوب تعلمنا أين كانوا روحيا. ولنورد حقائق تاريخية لشعوب وأفراد زمنياً كانوا في العهد الجديد بمفهومنا القاصر السطحي. فهناك من يحيا في نعمة المسيح منذ أيام إبراهيم والي يومنا هذا، وهم أبطال إيمان منهم من نالوا مجد وسمعنا عنهم وعرفنا سيرتهم، ومنهم المجهولين التائهين في المغائر والبراري. وهناك من يحيا بلا عهد ويجلب علي نفسه عقاب سدوم وعمورة حتي تلك اللحظة، من زلازل وفيضانات وبراكين. وهناك من يحيا في العهد القديم، يحاول إرضاء الرب بأعماله، فتجد حياته مضروبة بلعنات العهد القديم لكي يتأدب لبر المسيح. شعوب مسيحية جاز فيها نفس قصة السبي والإبادة الجسدية التي جازت في إسرائيل أيام أرمياء النبي،فحين سلك الشعب أيام أرمياء النبي في العهد القديم وكسروه، جائت تأديبات كسر الناموس في تثنبة 28، خصوصاً، مع التدين المظهري الشكلي وعدم الإعتراف بالخطية.وتكررت القصة مع شعب مصر في القرن الخامس حين حادوا عن المسيح وفسدوا، فكانوا روحيا في العهد القديم، فحدثت تأديبات الفتح العربي[25] ومن يقرأ تاريخ الكنيسة وقتها يدرك مدي الزيف والفساد وخلط ما للمسيح بالسياسة والسلطة. والقسطنطينية، التي إنهارت فيها المسيحية جازت في نفس تأديبات العهد القديم وتحول المقر البابوي لجامع أيا صوفيا الشهير وتحولت القسطنطينية بلد المسيحة الي الدولة العثمانية وتركيا حاليا[26].، وتكررت القصة في دولة أرمينيا حين دخل الأتراك وأبادوهم إبادة جماعية[27]. والمشترك في كل تلك الحقائق وغيرها أنها كانت لمسيحين في العهد الجديد لكن الروح كانت روح العهد القديم. فهل تتكرر في حياتنا وكنيستنا وبلانا الأن؟ أين أنا من العهد لم يكن الهدف تقديم دراسة مائتة تنعش العقول أو تنفخ القلب بالمعرفة… بل الهدف هو أن يقيم كل إنسان نفسه، وعلاقته مع الله. هل أحيا حقا في العهد الجديد؟ أم أني مازلت أحيا في العهد القديم؟ هل دخلت لملئ الحياة في المسيح وبالمسيح؟ أم أني أحيا تحت نير عبودية مشروطة وضعتها أنا بذاتي؟ هل توجد أراض في حياتنا تحيا تحت نير العهد القديم الذي خلقناه والرب لم يريده؟ وماذا عن من نخدمهم؟ وماذا عن كنيستنا القبطية؟ وماذا عن الوطن الذي نحيا فيه؟ أين يقع هؤلاء من الله ومن العهود؟ فحين نعلم أين هم؟ سنقتني رؤية سماوية لخدمة تلك النفوس الغالية. فالفاهمون يضيؤن كالشمس (دا 12 : 3)، والرب يشرف من السماء ليبحث علي فاهم طالب للرب(مز 53 : 2)؟ ليس فهماً عقلياً لحقائق جافة، بل إستنارة ذهنية لقلوب تشتهي الدخول للعهد الجديد وتشتهي أن تجذب معها النفوس. فالله يريد هؤلاء الفاهمين المشتاقين لحياته وأسرار حقه لكي يرد كل شئ للمسيح من خلال عمله فينا وبنا. في الصورة: مقارنة بين العهدين حيث كلمة الله علي جبل، في العهد القديم، كلمة الله أعلي الجبل والشعب أسفل يزني، لانه كان يتعامل بجمود، ويريد ان يصعد لها بذاته… أما في الصورة الثانية، كلمة الله الحية هي شخص المسيح، ينزل من علي الجبل ليقتني النفوس الضعيفة ويقيمها معه علي الجبل. Romany Joseph 15 th January 2012 [1] العهد القديم تسمية مسيحية للكتب المقدسة ، وأول من إستخدم تعبير عهد قديم هو ميلتس (Melito) أسقف ساردس عام 180 مدخل للعهد القديم – القس صمؤيل يوسف – ص 33 [2] أول من أطلق تسمية العهد الجديد هو ترتليان عام 200 م، علي الأناجيل والرسائل وسفر الرؤيا T.D.Barnes, Tertullian: a literary and historical study Oxford, 1971 [3] أول قائمة في اسفار العهد الجديد كما هي بين أيدينا – ظهرت في رسالة القيامة (التاسعة والثلاثين) لأثناسيوس عام 367 م، بمعني ان العهد الجديد استغرق ما يزيد عن 3 قرون حتي يظهر في صورته الحالية هذا الكتاب هو أطول أعمال ترتليان، وهو أحد الكتب التي وعد بكتابتها ضد الهراطقة في نهاية كتابه “علاج الهراطقة”، ولهذا العمل أهمية كبيرة إذ يمثل مصدرًا أساسيًا لمعرفتنا ببدعة مرقيون، وهو يتكون من خمسة كتب: الكتاب الأول: يفند الثنائية التي علم بها مرقيون بين إله العهد القديم وإله العهد الجديد، ويبرهن على أن مفهوم الألوهية نفسه لا يتفق مع مثل هذه الثنائية، فالله لا يمكن أن يكون إلهًا إذا لم يكن واحدًا، لأنه إذا كان سيدًا عظيمًا لابد أن يكون فريدًا ليس له نظير ولا يكف عن أن يكون سيدًا عظيمًا. الكتاب الثاني: يثبت أن خالق العالم هو نفسه الإله الصالح. الكتاب الثالث: يتناول خريستولوجيا مرقيون، وإذ كان يعلم بأن المسيح الذي تنبأ عنه الأنبياء في العهد القديم لم يأت بعد، لذلك يوضح ترتليان أن المسيح الذي جاء هنا على الأرض ليس إلا المخلّص الذي تنبأ عنه الأنبياء. الكتابين الرابع والخامس: يقدم فيهما ترتليان تعليقًا نقديًا على نسخة العهد الجديد التي يستشهد بها مرقيون، مثبتًا أنه ليس هناك أي تناقض بين العهد الجديد والعهد القديم. والشكل الحالي الذي وصلنا به العمل يمثل الإصدار الثالث منه، إذ أن النسخة الأولى منه كتبها ترتليان في عجالة، لذلك كانت سطحية، ويذكر ترتليان أنه أدخل إضافات في هذه النسخة التي وصلتنا، ويعتقد Quispel أن هذه الإضافات هي الكتابين الرابع والخامس. 4] يربط أوريجانوس مرارًا وتكراراً بين العهدين القديم والجديد كلما تحدث عن الخالق، وذلك في غمز من جانب اصحاب العرفان واتباع مرقيون أوريجانس – في المبادئ – تعريب الأب جورج خوام البوليسي – طباعة منشورات المكتبة البوليسية – هامش المعرب – ص 67 [5] على هامش الكتاب – المرقيونيَّة والمانويَّة – الأب بولس الفغالي – الفصل الأول: مرقيون في قراءة الكتاب المقدَّس [6] اوريجانوس. كونترا سيلسوس - كتاب السابع [7] كيرلس الأورشليمي، العظة السادسة للموعوظين، استعدادًا لقبول سر العماد. فقرة 16 [8] هنا ذبيحة المسيح الكفارية تمتد للوراء لتبرير كل من تمسك ببر الله سالفاً وهو تحت عجز الناموس والجسد، ثم تقف ذبيحة المسيح الكفارية أيضاً في الحاضر الممتد حتي الأبدية لتكمل عمل بر الله بإستمرار. الأب متي المسكين – التبرير بين الماضي والحاضر، وبين الإيمان والأعمال ص 21. [9] ولكن يظل بر الإنسان دائماً مستمداً من إيمانه الشديد ببر الله عندما يدفعه ليعمل ويجاهد لتتميم وصايا الله مهما كلفه ذلك من عناء وخسارة عالماً أنه في النهاية سيتبرر. الأب متي المسكين – التبرير بين الماضي والحاضر، وبين الإيمان والأعمال ص 13 [10] فأين الخطأ هنا؟ الخطأ هنا هو في طبيعة الإنسان التي ملكت عليها الخطية التي جاء الناموس ليكشفها ويفضحها، وليس لكي يرفعها، الخطأ هو في إعتبار الناموس حيياً والعمل بالناموس يبرر، مع أن الله هو الذي يحي وهو الذي يبرر، الخطأ أن الإنسان لم يلتفت إلي شهاة الضمير ويرتفع إلي مستوي بر الله حتي يري أن كل أعماله وتدقيقاته هي في الحقيقة عجز في عجز، ونجاسة في نجاسة، أمام عيني الله الفاحصة الكلي والقلوب والكاشفة أستار الظلام!! الأب متي المسكين – التبرير بين الماضي والحاضر، وبين الإيمان والأعمال ص 8. [11] وهكذا ينكشف وضعان متعارضان أشد التعارض للناموس، الأول أنه قار أن ينجي من الموت، والثاني أنه يؤدي للهلاك. أما الوجه الأول كونه قادر أن ينجي من الموت، فهو ليس منه إنما يكون بسبب بر الله الذي فيه الذي يحيي، إذ تمسك الإنسان بالإيمان، وأما الوجه الثاني فكونه يؤدي للهلاك، فهو بسبب التمسك بالناموس دون بر الله الأب متي المسكين – التبرير بين الماضي والحاضر، وبين الإيمان والأعمال ص 19 [12] لما أُعطي الله التوراة وما فيها من ناموس للشعب، إعتبره الشعب إستعلاناً خاصاً لبر الله إختص به إسرائيل دون بقية الأمم، وبناء علي ذلك إعتُبر أن كل من يتمسك بناموس الله إنما يتمسك ببر الله، وكل من يعمل به يتبرر، وهكذا صار الناموس الذي يمثل واجبات العلاقة التي تربط الله بالإنسان واسطة لبر الإنسان، ثم تمادي المعلمون في تعليمهم حتي أصبح مقدار التدقيق في تكميل واجبات الناموس مصدرا لبر أكثر، وقليلاً قليلاً، إنتقل مفهوم التبرير عند الشعب من وضعه المجاني الذي كان بمقتضي التبعية لله البار، إلي مفهوم العمل بالناموس ليصير الإنسان بارا في نفسه، وإنتهي الأمر بتعريف البار أنه الإنسان الأكثر إلتزاماً بتدقيقات الناموس! الأب متي المسكين – التبرير بين الماضي والحاضر، وبين الإيمان والأعمال ص 7 [13] وهكذا نجد أن البار (الصديق) في العهد القديم هو في الواقع إنسان برأه الله بعد أن إختبره فوجده حسب قلبه أو ناموسه، وهذا ما حدث لداود بعد وهو فتي، فأولاً نجد داود فجأة في موضع الإختبار الشديد عندما سقط شاول الملك في يديه بينما كان يقتفي أثره، فنجد داود لا يرد الإسائة بل يستر عدوه ويطلق سراحه: “فقال شاول قد أخطائت…فأجاب داود:…الرب يرد علي كل واحد بره وأمانته” (1صم 26 : 21 – 24) وهكذا نجد الرب بعد إختبارات كثيرةمثل هذه يصدر قراره عن داود “فتشت قلب عبدي داود فوجت قلبخ حسب قلبي” الأب متي المسكين – التبرير بين الماضي والحاضر، وبين الإيمان والأعمال ص 13 [14] هنا بولس عمل عملين: الأول بدأ يشرح الأية التي في سفر التثنية في مضمونها السري الإلهي، بإعتبار أن أعمال الناموس هي بعينها “كلمة الله” إذ رأي الإنسان الناموس في واقعه الإلهي الذي سوف يستعلن في النهاية شخص يسوع المسيح الأب متي المسكين – تفسير رسالة رومية: إصحاح 10: 5 – 13 ص 461. [15] بحسب أصل الأية هنا، فإن الله حينما خاطب شعب إسرائيل بفم موسي، كان يعبر لهم في بساطة منتهي البساطة عن سهولة العمل بالناموس بإعتبارة كلمته الحية التي كل من يخضع لها يحيا بها بكل تأكيد، بينما الذي لا يأخذها في مضمونها الحي بل كأمر ووصية حرفية يميتها في ذاتها دون أن يتصل بقلبه وروحه بقائلها والموصي بها الأب متي المسكين – تفسير رسالة رومية: إصحاح 10: 5 – 13 – ص 461. [16] وهكذا تدخل البشرية كلها بواسطة ذبيحة المسيح داخل دائرة تبرير الله، ولكن ليس عن إضطرار أو إجبار، بل عن إختيار وإيمان. فبر الله جُعل في شخص يسوع المسيح ليشمل الجميع، ولكن لا يتمتع به إلا من يريده ويسعي إليه حتي ولو كان عاجزاً “ الأب متي المسكين – التبرير بين الماضي والحاضر، وبين الإيمان والأعمال ص 21 [17] من دلائل حضور المسيح خارج حدود الأزمنة، أن الوحي يتكلم في أكثر من موضع علي سكني الروح قبل مجئ المسيح في الشعب حين سلكوا بالنعمة كما ذكر الأيام القديمة موسى و شعبه اين الذي اصعدهم من البحر مع راعي غنمه اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه (اش 63 : 11)،أو في أفراد سلكوا بالنعمة كما صرخ داود حين أخطأ: لا تطرحني من قدام وجهك و روحك القدوس لا تنزعه مني (مز 51 : 11). وهذا يرد علي الظن الشائع أن روح الله يحل فقط في زمن العهد الجديد، بسبب مشكلة ربط العهد كعلاقة بالزمن. [18] إننا لا نعني بكلمات المسيح مع علمه فقط عندما أصبح إنساناَ وعاش في الجسد، إذ كان المسيح كلمة الله موجوداً قديماً في موسي والأنبياء، وبالفعل، كيف يعقل أن يمكن هؤلاء التنبؤ عن المسيح بدون كلمة الله، ليس من العسير علينا في شئ أن نقيم البرهان علي هذا من الكتب الإلهية أن موسي والأنبياء تكلموا وأجروا ما أجروا من أعمال ممتلئين من روح المسيح، ولكن قصدنا أن نخوض في الموضوع الحاضر، حسبنا الركون في إعتقادي إلي شهادة القديس بولس هذه في الرسالة التي سطرها لعبرانيين (عب 11: 24) أوريجانس – في المبادئ – تعريب الأب جورج خوام البوليسي – طباعة منشورات المكتبة البوليسية – 65 – 66 [19] وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ. (2كو 3: 18) [20] يخطئ كثير من المفسرين ويربطون حادثة زني إبشالوم مع زوجات داود بتلك الحادثة، وهذه التفسير جريمة في حق الكلمة وحق الرب نفسه، فناثان النبي نطق بالتأديب علي داود قبل توبته قائلا:وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». (1صم 12: 10 – 12) فالتأديب كان أن يفعل جاره به كما فعل هو لكي يفيق، وليس أن يفعل إبنه ذلك، فما فعله إبشالوم هو ناتج مباشر لتقصير داود في تربية اولادة وإكتاره من النساء ولو كان تفسير المفسرين لهذا الموقف صحيح، لتحتم علي كل تأئب عن الزني أن يري أولاده أو زوجاته يزنون مهما تاب أو بكي وغفر الله له، فإن كان هذا هو الرب مع كاتب المزمور الخمسين اشهر مزمور للتوبة، فكيف يفعل مع من يقرؤه، اليس هذا ما يروج له كثيرون أن الخطية لها عقاب جسدي والله يغفر الأبدي فقط، فينزعون فرح التوبة عن المساكين ويحبسوهم اسري خطاياهم؟!! قكل هؤلاء المفسرين اغفلوا مبدأ أبائي عميق وبسيط في التفسير الكتابي حيث قالوا أن كل تفسير للكتاب لا يكون جوهره قائم علي محبة الله الأبوية هو تفسير باطل. فليرحمنا الرب!! [21] لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ.(عب 10: 22)، لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتاً.(2كو 7: 10)، فتوبة داود تحسب كحزن بحسب مشيئة الرب، بينما وجود ثمرة الخطية أمامه، كان سيجعله عرضة للمحاربة من ضمير شرير [22] علي مر العصور التاريخية, هبت نهضات روحية, قامت حركات دينية, وتأسست جماعات مسيحية, وانتعشت كنائس قديمة…, هبت نسمات الروح القدس, وانتشرت المحبة, واعيد اكتشاف عظمة الله ومحبته, وازيحت تفاهة الانسان من الطريق, وفي نفس الوقت, اعيد اكتشاف لا محدودية متطلبات الله, ولامحدودية نعمته, وتم اعلان هذه الامور, وشعر الناس بانهم مدعوون, ومٌرحب بهم, وليسوا مدانين, وتغير سلوكهم وحياتهم, واتقدوا حماسا ومارسوا مسيحيتهم ثم تدريجيا, وحتميا, في هذا المناخ الاكثر طهرا, والاكثر التزاما, ينشأ نوع جديد من الخضوع للاعراف, فتبدأ نعمة الله تصبح مشروطة, وتبدأ الادانة تظهر من جديد, كل من لا يلتزم بمعايير معينة يشتبه فيه بانه خائن ومرائي, وهذا هو ما يوقظ الرياء, لان كل انسان في محاولة منه ان يعيش الحياة التي تتفق مع ايمانه, سيحاول ان يبدوا افضل من حقيقته, ويبدا يخفي اخطائه بدلا من ان يعترف بها, كذلك, فهو يريد من ابنائه ان يكونوا حسني القدوة, بما يليق بالاسرة التقية وهكذا, يعود التزمت الاخلاقي, وبالتالي تٌخمد نسمات الروح القدس, ولكي يضمنوا استمرار الكنز المفقود, يتمسك الناس اكثر فاكثر ببعض المبادي التي ورثوها من العصر المجيد, في شكل دستور اخلاقي جديد ومحدود, وما كان قبلا يُعمل بتقائية وطاعة لله عن فرح وطيب خاطر, ردا علي نعمته الفائضة, اصبح الان يُعمل عن اضطرار والزام حرفي وخوف من النقد, وهكذا يعود للظهور مرة اخري الخوف المرضي من المحرمات, وفوق كل شئ, يبدأ الناس يتظاهرون بانهم اكثر تقوي من حقيقتهم, كان هذا هو الخطأ الذي وقع فيه حنانيا وسفيرة, والذي وبخه بطرس الرسول بكل قسوة (اعمال 5 : 1 – 11) بول تورينيه – من كتاب النعمة والذنب – ص 146 – 14 [23] الملاحظ لتاريخ الأقباط يجد إنحدارا واضحا في الحياة المسيحية بعد مجمع خلقدونية عام 449، وإبدأ إستعلان الإنحدار في عام 451 حيث إنقسمت الكنيسة لخقدونية ولا خلقدونية بدوافع سياسية وسلطوية باطناً وروحية ظاهراً، ونري فداحة الحال الذي وصل إليه الأقباط أنه حين عُزل البابا ديسقوروس هاجوا وذبحوا البطريرك البديل بروتوريوس ومثلوا بجثته وأحرقوها بالنار في شوارع الإسكندرية (تاريخ الأمة القبطية- ا.ل باتشر الجزء الثالث – الفصل السادس والعشرون – ص 61) ومن تلك النقطة المظلمة وضح جداً تغرب الشعب الشديد عن المسيح، والإنشغال بالسياسة وأمور العالم بل والكارثة وضعها في ثوب مسيحي، وتاريخ الكنيسة من تلك النقطة كله صراعات وتحزبات وحركات سياسية ويخلوا من أي لمحات روحيه، وإنتهي ذلك التدهور بإلترحيب بالفتح الإسلامي بمصر ظاناً ان الخلاص سيأتي منهم لا من الله! فرحبوا بهم وشمتوا بالرومان المهزومين امامهم (تاريخ الأمة القبطية- ا.ل باتشر الجزء الثالث – الفصل ثاني وللثلاثون – ص 136)، وبعد ستة اشهر من إستقرار جيوش عمروا بن العاص وأخذهم للبلاد ما عدا الإسكندرية ، إكتشف الأقباط حقيقة الوحشية لمن ظنوهم مخلصين، فكانوا يقتلون ويذبحون ويهتكون اعراض النساء (نفس المرجع السابق)، وبقيت الحقيقة أنه ملعون من يتكل علي ذراع بشر. وجاز في الشعب نفس ما حدث لكنيسة الله في أيام أرمياء؟ [24] يذكر كتاب العذاب الأحمر لريتشارد وورمبراند، أنه بينما يحاصر العثمانيون القسطنطينية، كان البطريرك يناقش التصرف السليم في حالة وقوع ذبابة في كأس التناول!! ولعل هذا أكبر دليل علي السلوك الفريسة والتصفية عن البعوضة وبلع الجمل. [25] مذبحة الأرمن دليل آخر علي حوادث بروح العهد القديم في أزمنة العهد الجديد، بسبب شكب العلاقة التي تتخطي الزمن، فالملاحظ أن الأرمن كان كل أحلامهم وأهدافهم هي نيل حقوق وإستقلال من الدولة التركية، سارت الأمور من سئ لأسواء كما زاد تركيزهم علي نيل الحقوق حتي إنتهت بالمحرقة الأرمينية البشعة علي يد الأتراك التي ذبح وقُتل فيها 2 مليون أرمني، ويتوجب علينا أن نعرف لماذا سمح الرب بذلك ونتعلم فهذه الأمور كتبت لتعليمنا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأحلام بين العهد القديم والعهد الجديد |
ما هو الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد؟ |
الميراث | العهد القديم والعهد الجديد |
العهد القديم والعهد الجديد |
الغيرة في العهد القديم والعهد الجديد |