رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سجُود المجُوس «أَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ» ( متى 2: 11 ) سُجُود المَجُوس للمسيح له مدلول عظيم. فنحن نعلم أنه لا يجوز مطلقًا السُجُود لغير الله، هذا ما نتعلَّمه، ليس فقط من كلمة الله بصفة عامة، بل من إنجيل متى بصفة خاصة. فلقد رفض المسيح السجود للشيطان، الذي وعد في المقابل أن يعطيه كل ممالك العالم، وذلك «لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» ( مت 4: 10 ). لكن المسيح الذي قال هذا الكلام للشيطان بحسب متى 4، نقرأ عنه في إنجيل متى بالذات إنه قَبِل السجود 7 مرات بعد خروجه للخدمة، بالإضافة إلى سجود المجوس له هنا وهو بعد صبي صغير (2: 2، 11؛ 8: 2؛ 9: 18؛ 14: 33؛ 15: 25؛ 20: 20؛ 28: 9، 17). بعد ذلك لمَّا حاول كرنيليوس أن يسجد للرسول بطرس منعه الرسول من ذلك ( أع 10: 25 ، 26)، ولما حاول الوثنيون أن يذبحوا لبولس وبرنابا مزقا الرسولان ثيابهما ( أع 14: 11 -13)، ولما حاول يوحنا الرائي أن يسجد للملاك الذي أراه هذه الأمور، منعه الملاك، موضحًا له أن السجود ينبغي أن يتجه اتجاهًا واحدًا نحو الله ولا سواه ( رؤ 19: 10 ؛ 22: 8، 9). ولنلاحظ دقة الوحي هنا في وصف سجودهم، فيقول: «رَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ». فالبشير لا يقول: “فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُما”، بل «فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ». فالسجود كان له وحده. ويا لها من حكمة أن المَجُوس لم يسجدوا للنجم الذي ظهر لهم، ولم يسجدوا أيضًا حين رأوا هيرودس الملك مع كل مظاهر السلطان والجاه التي كانت محيطة به، لكنهم حين رأوا المسيح، أمكنهم من خلال حجاب الاتضاع وستار الفقر، أن يروا مجده «فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ». |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس الأنبا صيصوي | الأنبا شيشوى |
القديس البار "سيصوي (شيشوي) المصري |
الطِيب المحفوظ واللص المدسوس |
القديس الأنبا صيصوي * (الأنبا شيشوي) |
القديس الأنبا صيصوي (الأنبا شيشوي) |