مرحلة التعاطي | تعاطي المخدر
حيث يكّرِر الإنسان التجربة ربما تحت ضغط الأصدقاء، ولا سيما في المناسبات السعيدة، فيكّرِر الإنسان التجربة ويسعد بها ويشعر بالنشوة التي شعر بها في المرة الأولى، وهذا يشجعه على زيادة مرات التعاطي فبعد أن كانت الجلسة تتم مرة واحدة في العطلة الأسبوعية تتكرَّر مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا، ومما يتردَّد في هذه المرحلة على فم المدمنين "الحكاية تستاهل.. حجرب مرة أخرى للتأكد.. ليست هذه المرة مثل المرة السابقة.. الاختلاف يثيرني والنتيجة آمنة حتى الآن.. في المسألة سرٌ آخر أريد أن أستكشفه.. إني أحصل على شعور غريب أريده.. إلخ" (1)
وتمثل هذه المرحلة مرحلة طلب المخدر، ولا سيما عندما يكون هناك بعض المشاكل أو المتاعب التي تواجه الإنسان، فيرتبط الإنسان بالمادة المخدرة، ويصل إلى مرحلة الاعتماد، فكلما قل تركيز المخدر في الجسم كلما شعر الإنسان بأعراض الانسحاب مما يدفعه للتشوق وطلب المادة، ومما يشجع المتعاطي على الاستمرار في هذه المرحلة هو عدم ظهور آثار نفسية أو اجتماعية مدمرة، ولكن مع تقدم الإنسان في هذه المرحلة يبدأ يظهر الصراع النفسي داخل الإنسان بين ما كان عليه من استقامة وخُلُق سامية وحرية وتمتع بالحياة، وبين ما يعيشه الإنسان المتعاطي من عبودية قاسية وظلمة وضياع،هذا بالإضافة إلى المخاوف التي تنتاب الإنسان من المستقبل المظلم الذي يحمل الموت السريع في طياته.
وعندما تكتشف الأسرة هذه الكارثة فإن رد فعلها يؤثر تأثيرًا مباشرًا وقويًا على المتعاطي، فلو قابلت الأسرة هذه المشكلة بالتهاون والاستخفاف والاستهتار والاستسلام فإنها تدفع بالمتعاطي إلى طريق الموت، وإذا قابلت الأسرة هذه المشكلة بالثورة والغضب والعنف فإنها تزيد من متاعب وآلام ومشاكل المتعاطي الذي هو في أشد الحاجة ليد الحب والمعونة لإنقاذه، ولهذا فإنه يجب أن تتعقَّل الأسرة وتتفهَّم الموقف، وتحاول خلق الرغبة لدى الشخص المتعاطي لبدء رحلة العلاج.
_____