رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أثناسيوس الرسولي حقا ما أصدق ما قاله القديس جيروم عن أثناسيوس وجهاده ضد أريوس والأريوسية، وكيف استطاع أن يحول مجرى التاريخ.. قال: مر وقت كاد فيه العالم كله أن يصبح أريوسيًا، لولا أثناسيوس..! بدأت المشكلة الأريوسية قبل أثناسيوس بزمن. ومن أجلها عقد البابا ألكسندروس (البطريرك 19) مجمعًا مكانيًا حضره مائه أسقفًا من أساقفة مصر والخمس المدن الغربية. وحينما عقد مجمع نيقية المسكونى سنة 325 م، كان أثناسيوس مايزال شابًا، وشماسًا. ولكن هذا الشماس الشاب شعر أن المسئولية ملقاة على عاتقه. وشعوره بالمسئولية كان مصدر غيرته. كان في المجمع 318 أسقفًا يمثلون كنائس العالم المسيحى كله. وكان من بينهم بطاركة وعظام ورؤساء كنائس. ولكن أثناسيوس الشماس شعر أن الإيماس المسيحى كله أمانة في عنقه. فوقف يدافع عنه بكل حماس، ويرد على كل حجج أريوس ببراهين لاهوتية أقوى منها. واستطاع أن يصوغ بنود قانون الإيمان المسيحى. ولما صار أثناسيوس بطريركًا تصدى أيضًا للأريوسيين، ووضع كتابًا ضدهم إسمهContra Arianos (ضد الأريوسيين). وهو من أربعة أجزاء، تناول فيه كل الآيات التي يعتمدون عليها، ووضع التفسير السليم لها، ورد على فهمهم الخاطئ. كما وضع الكثير من المؤلفات، في الدفاع عن الإيمان النيقاوى.. وبسبب غيرته تعرض لاضطهادات كثيرة.. فاتهمه أعداء الإيمان بتهم مريرة، ودسوا له الدسائس عند الامبراطور، ونفى عن كرسيه أربع مرات. ولكن غيرته لم تفارقه في أماكن منفاه، بل كان في كل مكان ينفى إليه، ينشر الإيمان السليم، ويشرح العقيدة، ويرد على لأريوسية، ويعقد مجامع ضدها. وينتهى الأمر برجوعه إلى كرسيه، فيواصل جهاده لينفى مرة أخرى 45 سنة قضاها على الكرسى المرقسى في جهاد مستمر. ومن أجل غيرته على الإيمان، اصبح عنوانًا للإيمان بحيث أن الذي يريد أن يثبت صحة إيمانه، يقول " أنا على إيمان أثناسيوس". ولم تفتر حرارة هذا القديس يومًا واحدًا. بل كانت قوة الأريوسية تلهب غيرته بالأكثر، حتى ثبت الإيمان على قواعد سليمة. وهذه الغيرة بدأت معه، منذ معه، منذ سنى شبابه المبكر، حيث وضع كتابين هامين هما: كتاب تجسد الكلمة، وكتاب "رسالة ضد الوثنيين". وضعهما وهو شماس شاب. ومع ذلك صارًا مرجعين هامين، ينتفع بهما كل جيل أتى بعده، حتى يومنا هذا.. ولم يكتف بالرد على الأريوسية، بل تتبع كل هرطقة.. وهكذا وضع أيضًا رسائله عن الروح القدس التي وضح فيها الإيمان السليم بهذا الأقنوم الإلهى.. وصارت غيرة أثناسيوس وإيمانه وجهاده مضرب الأمثال، حتى أنه لما اشتهر القديس ايلارى أسقف بواتييه في دفاعه عن الإيمان، أسموه أثناسيوس الغرب.. |
|