رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آسيا الصغرى بالجهد تجد أسيا الصغرى لها مجالًا في دوائر المعارف الكتابية، لأن الإقليم المعروف الآن بهذا الاسم لا يذكر بهذا الاسم في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وأول من أطلق عليها هذا الاسم هو الكاتب أورسيوس في القرن الخامس الميلادي، وهكذا أصبح الاسم يطلق الآن في كل اللغات على شبه الجزيرة التي تكون الجزء الغربي لتركيا الآسيوية. والسبب الذي يجعلنا نهتم بأسيا الصغرى من كل النواحى الجغرافية والتاريخية وأحوال شعوبها اجتماعيًا وسياسيًا في أيام العهد الجديد، هو ما قاله "جيبون" من أن الاقليم الواسع الغنى الذي يمتد من نهر الفرات إلى بحر إيجه، كان هو المسرح الرئيسي الذي ظهر عليه الرسول بولس، رسول الأمم بكل غيرته وتقواه، ولا توجد منطقة أخرى -خارج مدينة روما- قد احتفظت بكل هذه السجلات عن نمو وطبيعة المسيحية الأولي. أولا – إقليم آسيا الصغرى: 1- موقع وحدود إقليم آسيا الصغرى: أسيا الصغرى (تمييزا لها عن سائر أقاليم قارة أسيا) أو الأناضول، هو الأسم الذي يطلق على شبه الجزيرة التي تمتد بين البحر الاسود (بحر بطنس) في الشمال، والبحر المتوسط في الجنوب، مكونة معبرا مرتفعا بين أسيا الوسطى وأوربا، حيث يفصل الركن الشمالى الغربي من شبه جزيرة أسيا الصغرى عن أوربا، مضيق البسفور وبحر مرمرة ومضيق الدردنيل، ويتاخمها من الغرب بحر إيجه بجزائره العديدة المنتشرة فيه بين أسيا الصغرى وبلاد اليونان. والساحل الغربي تتخلله وديان الأنهار التي تشق طريقها وسط الجبال، وهو كثير التعاريج فيبلغ طوله أربعة أمثال المسافة المستقيمة بين أقصى نقطة في الشمال وأقصى نقطة في الجنوب، لذلك كثرت فيه الموانى الصالحة للملاحة، فأزدهرت تجارتها في كل العصور. أما في الشرق فقد جرت العادة على تحديد أسيا الصغرى بخط يمتد من الإسكندرية إلى سمسون على البحر الأسود، ولكن بالنسبة لتاريخ العهد الجديد، يجب أن نذكر أن جزءا من كيليكية وكبدوكية وبنطس (غلاطية) تقع شرقى ذلك الخط (بين خطى طول26 إلى 36 شرقا، وبين خطى عرض 36 إلى 42 شمالًا). |
17 - 05 - 2012, 10:30 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
2 – الوصف العام لآسيا الصغرى:
هناك اقليمان متميزان في شبه جزيرة الأناضول، من ثم لهما تاريخان منفصلان، هما الأقليم الساحلى واقليم الهضبة الوسطى التي تحدها سلاسل الجبال من الغرب والشرق والشمال. وتنحدر الهضبة الوسطى المرتفعة نحو الشمال والغرب حيث أن سلاسل الجبال في هذين الجانبين ليست من الأرتفاع مثل جبال طوروس في الجنوب والجنوب الشرقي، فجبال طوروس – فيما عدا في طرفها الجنوبي الشرقي – ترتفع ارتفاعا حادا مباشرا من الساحل الجنوبي حتى إنها هي التي تشكل تعاريجه. أما في الشمال فإن جبال بنطس – التي هي امتداد لسلسلة جبال أرمينية – تعطى للساحل الشمالى شكله أيضا. ولا توجد ميناء صالحة على هذا الساحل الشمالى سوي ميناء سينوب، حيث لا يوجد سهل ساحلى بالمرة . أما الساحل الجنوبي، فتوجد السهول الخصبة في بمفيلية وكيليكية، كما توجد ميناء مكرى وميناء مارياريكى وجليجا أداليا والإسكندرونة. أما في الغرب فإن الهضبة ترتفع تدريجيا من الساحل، وتوجد مسافة أكثر من مائة ميل تفصل ما بين جبال فريجية التي تبدأ منها الهضبة الشرقية وبين الساحل الغربي بخلجانه الصغيرة ومدنه التجارية، وتتكون هذه المائة من الأميال من وديان الأنهار التي تفصل بينها سلاسل الجبال. وهذه الوديان هي قنوات الأتصال ما بين الداخل وساحل البحر ومع أن هاتين المنطقتين هما جزءان من اقليم واحد، إلا أنه من الواضح – فيما يتعلق بمميزات كل اقليم من نبات وحيوان ومناخ وظروف الحياة والتاريخ – أن المنطقتين مختلفتان تماما، فالهضبة ترتبط طبيعيا بالشرق، فنباتاتها ومناخها وتغيرات درجات الحرارة فيها، وتربتها الجافة وهواؤها الجاف، مشابهة تماما للمنطقة الممتدة شرقا حتى أسيا الوسطى. أما المنطقة الساحلية فشبيهة في مناظرها وطبيعتها العامة ببلاد اليونان وجزرها، فهى تطل على بحر إيجه، وقد أثرت وتأثرت بسكان الشاطئ المقابل من بحر إيجه، ففى سميرنا كان يمكن للسائح أن يرى صورة للحياة النشطة المتألقة لجنوبي أوربا، كما يرى في أيقونية هدوء الحياة الشرقية الجامدة. ولقد كانت أسيا الصغرى في تركيبها الجغرافي وفي سكانها – على مدى التاريخ – ملتقى حضارات الشرق والغرب مع اختلافها الكبير، سواء عن طريق الأختلاط السلمى أو الالتحام في الحروب |
||||
17 - 05 - 2012, 10:31 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
3 – جبال آسيا الصغرى:
تمتد سلسلة الجبال الأرمنية غربا حتى تصل إلى الخط الوهمى الذي قلنا إنه يحدد أسيا الصغرى من الشرق، وهناك تتفرع إلى سلسلتين: جبال طوروس في الجنوب، وجبال بنطس في الشمال. ويقع جبل أرجيوس (ويزيد ارتفاعه على 12.000 قدم) عند زاوية تفرع هاتين السلسلتين، ولكنه أقرب إلى جبال طوروس منه إلى الجبال الشمالية. ويشق جبال طوروس في الجانب الشمالى من سهل كيليكية ممر يسهل اختراقه وفى نفس الوقت يسهل الدفاع عنه، ويعرف باسم " بوابات كيليكية ". كما يوجد طريق آخر طبيعى يصل من وسط كبدوكية إلى أميزوس على البحر الأسود. وهاتان السلسلتان من الجبال (ومتوسط ارتفاع جبال طوروس من 7.000 – 10.000 قدم، أما السلسلة الشمالية فأقل من ذلك كثيرا في الأرتفاع) تضمان فيما بينهما غلاطية وسهول ليكأونية التي يحدها من الغرب " داغ السلطان " وجبال فريجية التي تمتد منها إلى الساحل الغربي، ثلاث سلاسل من الجبال تكتنف وديان كايوكس وهرمس ومياندر (مندرس) التي تمتد من الشرق إلى الغرب كطرق طبيعية للمواصلات والتجارة. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:31 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
4 – الأنهار والبحيرات والسهول في آسيا الصغرى:
تقع السهول الكبرى في الداخل وتشتمل على أجزاء من غلاطية وليكأونية وكبدوكية على ارتفاع بين 3.000، 4.000 قدم وتصل إليها الأنهار من الجبال المحيطة بها لكى تنتهى في بحيرات مالحة ومستنقعات. وفي العصور القديمة كان الكثير من هذه المياه يستخدم في الري، فقد كانت المناطق – التي لا تضم الآن سوى عدد قليل من القرى الفقيرة – يغطيها في العصر الرومانى عدد كبير من المدن الكبيرة، تحيط بها زراعة متقدمة جدا ، في تربة شديدة الخصوبة بطبيعتها. أما باقى الأنهار فتشق طريقها في ممرات صخرية ضيقة في أطراف الجبال المحيطة بالهضبة وفي الجانب الغربي من شبه الجزيرة، تنحدر هذه الأنهار إلى وديان متسعة منها وديان كايكوس وهرمس ومياندر (مندرس) وهى من أخصب الوديان في العالم. وفي هذه الوديان الغربية، وفي وادى سنقاريا (سنجاريوس) في الشمال الغربي ، تجرى الطرق العامة العظيمة من الداخل إلى ساحل البحر وفي هذه الوديان قامت أعظم المدن التي ازدهرت في العصور الهيلينية والأغريقية الرومانية، ومنها انتشرت الثقافة الأغريقية والديانة المسيحية إلى كل البلاد وأعظم أنهار أسيا الصغرى هو نهر الهالز (قيزل) الذي ينبع من جبال بنطس وبعد أن ينحنى في دائرة كبيرة نحو الجنوب الغربي ، يتجه شمالا ليصب في البحر الأسود. والهالز والايريس، شرقي أميزوس، هما النهران الوحيدان اللذان لهما أهمية في الساحل الشمالى. أما الأنهار في الساحل الجنوبي – بأستثناء ساروس وبيراموس اللذين يجريان من كبدوكية ويرويان سهول كيليكية – فهى لاتعدو أن تكون سيولا جبلية تنحدر إلى البحر. ومن أهم معالم أسيا الصغرى أنهارها التي تختفى تحت الأرض في الصخور الجيرية، ثم تظهر مرة أخرى بعد أميال كثيرة كينابيع أو رؤوس أنهار. كما تنتشر الينابيع المعدنية والحارة في كل الاقليم، وتكثر بصورة خاصة في وادى مياندر (مندرس). كما توجد بحيرات مالحة كثيرة، كبراها هي بحيرة " أتا " في ليكأونية. كما تنتشر بحيرات المياه العذبة مثل كراليس وليمو في الجبال في الجنوب الغربي. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:31 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
5 – الطرق في آسيا الصغرى:
تحدد طبيعة أسيا الصغرى نظام الطرق فيها، وقد نشطت الحركة في تلك الطرق منذ فجر التاريخ، فالقادم من الفرات أو من سوريا يدخل أسيا الصغرى عن طريق مليتينى وقيصرية أو عن طريق بوابات كيليكية. فمن قيصرية يستطيع أن يصل إلى البحر الأسود عن طريق زيلا وأميزوس، وإذا واصل سيره غربا فإنه يصل إلى منطقة بحر إيجه، بإحدى الطرق التي حددتها الطبيعة كما ذكرنا آنفا، عن طريق وديان مياندر أو هرمس أو كايكوس. وإذا كانت وجهته البسفور فإنه يسير في وادى سنقاريا. كما توجد طرق أخرى تمتد من خليج أداليا إلى إنطاكية بيسيدية أو إلى أباميا أو إلى لاودكية على نهر ليكوس ومنها إلى مياندر فأفسس. وقد حدد موقع العاصمة الحثية في " بتريا " الطريق الشمالى من السهل الأوسط للقادمين من الشرق إلى الغرب. وقد تبع ذلك المسار أيضا الطريق الملكى الفارسى . وبعد ذلك كانت الطريق من الشرق تسير بمحازاة الجانب الجنوبي من أكسيلون شمالى أيقونية وأنطاقية بيسيدية إلى سهل ليكوس ومياندر وأفسس، وهو ينطبق على نفس الطريق من بوابات كيليكية في نقطة إلى الشمال الشرقي من أيقونية. ولكى يمكن السيطرة على قبائل بيسيدية في عهد أوغسطس قيصر، تم إنشاء سلسلة من الطرق في بيسيدية تخرج من أنطاكية، وكانت إحداها تمتد من أنطاكية إلى لسترة وفيها سار الرسول بولس في رحلته من أنطاكية إلى أيقونية (أع 13: 51). |
||||
17 - 05 - 2012, 10:31 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
6 – المناخ والحاصلات في آسيا الصغرى:
الشتاء فوق الهضبة طويل وقارس البرد، أما الصيف فحار وقصير، ولكن النسيم البارد القادم من الشمال يخفف من درجة الحرارة في الأصيل (العصر) والساحل الجنوبي حار صيفا وتنتشر فيه الملاريا، أما في الشتاء فمعتدل الجو. ويسقط الثلج كثيرا في المناطق المجاورة للبحر الأسود. أما مناخ الساحل الغربي فشبيه بمناخ جنوبي أوربا. وبالإقليم ثروات معدنية كبيرة، وقد استغل القدماء الكثير من المناجم. كما توجد غابات من الصنوبر والبلوط وغيرها في الجبال في الشمال والجنوب. أما الهضبة الوسطى فقد اشتهرت على الدوام بقطعان الأغنام. وكان الملك أمينتاس ملك غلاطية يمتلك قطعانا ضخمة كانت ترعى في سهل ليكأونية. كما أشتهرت أسيا الصغرى بصناعة السجاد والمنسوجات، فقد اعتمدت المدن في ثرائها – إلى حد بعيد – على المنسوجات والصباغة. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:31 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ثانيًا – تاريخ آسيا الصغرى:
مما سبق يتضح أن تاريخ أسيا الصغرى، يتوقف – إلى حد أبعد من أي اقليم آخر – على جغرافيتها، فباعتبارها " معبرا بين أسيا وأوربا " كانت على مدى التاريخ البشرى، ملتقى الشعوب من الشرق ومن الغرب، وساحة للمعارك. فمن أقدم العصور – التي يصل إليها علمنا – سكانها خليط من الأجناس والديانات والنظم الأجتماعية التي مازالت آثارها باقية. وعلى مدى التاريخ زحفت إلى شبه الجزيرة أجناس جديدة وديانات جديدة ونظم اجتماعية جديدة، لتجد لها مستقرا فيها. 1- الحثيون: في فجر التاريخ حكم أسيا الصغرى شعب آري، هم الحثيون الذين مازالت تتجمع المعلومات عنهم بسرعة حتى لا يمكن الجزم بالقول الأخير عنهم. وأسيا الصغرى تعتبر الآن أنها كانت مركز حضارتهم، وهو ما يختلف عن النظرة القديمة إليهم باعتبار أصلهم من بين النهرين. فقد اكتشفت قبورهم وكتاباتهم الهيروغليفية في كل مناطق أسيا الصغرى من سميرنا إلى الفرات. ويرجع الآن أن عاصمتهم كانت في " بوغازكيوى" (على نهر الهالز مقابل أنقرة). وقد أمكن تأكيد أن موقعها هو موقع " بتريا " التي ذكرها هيرودوت والتي فتحها كيروسيوس (قارون) عند زحفة ضد الفرس، مما يستنتج منه أن الأرض الحثية التي كانت تقع شرقى نهر الهالز كانت في ذلك الوقت ولاية فارسية وقد قام بالتنقيب في المدينة القديمة " بوغازكيوى " ونكلر وبوخشتين اللذان اكتشفا بقايا المكتبة الملكية، وهى سجلات مكتوبة على ألواح خزفية بالخط المسمارى بعضها باللغة البابلية وبعضها باللغة الوطنية (كما يظن) والتى لم تفك رموزها للآن. وتدل الوثائق التي باللغة البابلية على أنه كانت هناك علاقات سياسية وثيقة بين الحثيين والممالك الشرقية. وقى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، بيدو أن الحثيين غزوا جزءا كبيرا من سوريا ورسخوا أقدامهم في كركميش، وبذلك أصبحوا على أتصال ببلاد بين النهرين. ومنذ بداية القرن العاشر قبل الميلاد، كان الحثيون على اتصال دائم – سواء كأعداء أو كمحايدين – بأهل نينوى، ولذلك فإن فنهم تبدو فيه المميزات الأشورية الملحوظة حتى أنه لا يعتبر فنا مستقبلا. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:32 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
2- الهجرات الفرجية والبيثينية:
لا يمكن تحديد تاريخ هجرات الفريجيين والبيثنيين من جنوب شرقى أوربا على وجه اليقين، ولكن هذه الهجرات حدثت في بداية القرن العاشر قبل الميلاد عندما بدأت قوة الحثيين في الضعف. فبعد تجوال كثير وجد الفريجييون موطنا لهم في الجانب الغربى من الهضبة، ولم يكن لشعب من الشعوب من الأثر في تطور أسيا الصغرى قديما مثلما كان للفريجيين ، وبخاصة في مجال الدين. فملوك فريجية " أثروا في الفكر اليونانى، أكثر مما فعلت أي دولة أخرى فكانت لغتهم هي اللغة الأصلية للآلهة نفسها، وكانت بلادهم هي بلاد المدن الحصينة، وكان ملوكهم رفقاء الآلهة أنفسهم ". ومن أهم آثار " اقليم فريجية ": " قبر ميداس والحصن فوقه، وغيره من القبور الصخرية المحيطة به، كما توجد بعض النقوش الشبيهة بالنقوش الأيونية (اليونان ) الأولى، على بعض القبور. كما ثبت – من حوالى سبعين نقشا – إن اللغة الفريجية – وهى لغة هندية جرمانية فيها شبه باليونانية والطليانية – ظلت تستخدم في العصر المسيحى. ويدل نقشان – قد اكتشفا حديثا – على أنها كانت مستخدمة في أيقونية نفسها " أقصى مدن فريجية " على الجانب الليكأونى، حتى القرن الثالث الميلادى. وجاء في هذه النقوش اسما " ما (سيبل) وأتيس " اللتين كان لهما أثر بالغ في ديانات اليونان وروما. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:32 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
3- الليديون واليونان والفرس:
والدولة التي قامت بعد ذلك في أسيا الصغرى هي دولة ليديا – التي مازال أصلها غامضا – لقد سقطت الأمبراطورية الفريجية أمام غزوات الكيميريين في القرينين التاسع والثامن قبل الميلاد. وفي 617 ق. م صد ألياتس ملك ليديا هجوما ثانيا للكيميريين، كما أن كروسيوس ملك ليديا (وقد اشتهر كلاهما بثرائهما) كان سيدا لكل اقليم الهالز ولكل المستعمرات الإغريقية على الساحل، وقد بلغت هذه المستعمرات – التي أسسها هلاس – قمة مجدها في القرن الثامن قبل الميلاد، وانتشرت على سواحل أسيا الصغرى الثلاثة. ولفشلها في الاتحاد معا، أصبحت تحت رحمة كروسيوس، ثم تحت رحمة الفرس الذين هزموه ( في 546 ق. م) وقد قسم الفرس أسيا الصغرى إلى ولايات، ولكن المدن الإغريقية وضعت تحت سيطرة أمراء يونانيين يعترفون بسيادة الفرس. كما ظلت أجناس كثيرة في الداخل تحت حكم أمرائهم الوطنين وهزيمة أحزركسيس ( أحشويرش) أمام اليونانيين، حررت المدن اليونانية في أسيا الصغرى، وظلت حرة في عصور ازدهار أثينا. وفي 386 ق. م استعادها الملك الفارسى نتيجة دبلوماسية سبرطة الأنانية. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:32 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
4- الإسكندر الأكبر خلفاؤه:
عندما عبر الإسكندر الأكبر مضيق الدردنيل في 334 ق. م. بدأ عصر جديد لليونانيين الأسيويين، فإلى ذلك العهد كانت المدن اليونانية في أسيا الصغرى مجرد مجتمعات تجارية، ورغم الجهود المتقطعة للاتحاد، ظلت كل منها مستقلة عن الأخرى بل وفي تنافس فيما بينها. تحاول كل منها تدمير الأخرى سعيا وراء المنفعة الأنانية وظلت هذه المستعمرات محصورة في المناطق الساحلية وفي وديان الأنهار المفتوحة للغرب. وكان الإسكندر الأكبر هو أول من فكر في إنشاء امبراطورية يونانية في أسيا الصغرى ونفذ ذلك فعلا، ومع ذلك استمر التنافس بين المدن رغم أنها جميعها أصبحت أعضاء في امبراطورية واحدة لها رسالة واحدة ، وهو ما أثار فيما بعد سخرية الرومان. وفي تلك الفترة بدأ نشر الحضارة الهيلينية في المناطق الداخلية في أسيا الصغرى، فقد كان هم خلفاء الإسكندر من الأتاليديين والسلوقيين أن يوطدوا دعائم الحكم اليونانى على كل الأجناس والقوميات، وأهم كل شيء أن يرتفعوا بهم إلى مستوى الحضارة والثقافة اليونانيتين، وقد نجحت هذه الجهود جزئيا ولفترة محدودة، ولكن هذا النجاح وما تلاه من جهود الرومان أيضا، كان له أثر بالغ في انتشار المسيحية في القرن الأول. |
||||
|