ما قاله بولس أيضًا لتيموثاوس: «لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مُستحكـَّة مسامعهم، فيصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون إلى الخرافات» (2تيموثاوس 4: 3، 4). وبقدر أمانة الخادم، وتقديره واحترامه لكلمة الله، واقتناعه وتمسُّكه بها، بقدر ما يكون ناجحًا في خدمته، ومُؤيَّدًا بقوة الروح القدس، ومؤثِّرًا في النفوس. ويجب أن نعرف أن الجسد الذي فينا يستثقل كلمة الله، ويمَلّ منها سريعًا، ويقنع فقط بالفُتات، مع أكبر قدر من التسليات والحكايات التي تروق له. لكن الخادم الحقيقي لا يسير بآراء الناس، ولا يسعى لإرضائهم وإعجابهم. إنه يسمو فوق ذلك، وهو يعلم أنه يخدم السيد العظيم الذي كلَّفه بهذه الخدمة وسيقدِّم له الحساب. لهذا فهو يُقدِّم كلمة الله بالحقيقة ككلمة الله، بكل أمانة وإخلاص. وهذا ما كان يفعل بولس إذ قال: «لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله» (2كورنثوس2: 17)، أي دون تخفيف بأفكار بشرية أو مبادئ اجتماعية.