العماد عند البروتستانت
لا يؤمن البروتستانت أن المعمودية لازمة للخلاص، بل يعتبرونها مجرد علامة للإيمان أو فريضة، ويعتبرون أن الخلاص هو بالإيمان وحده مستشهدين بالآية التي قالها معلمنا بولس الرسول لسجان فيلبى عندما أراد أن يقتل نفسه ظنًا منه أن المسجونين قد هربوا "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع16: 31) ولكن هذه الآية كانت لها قصتها؛ حيث إن السجان كان يريد أن يقتل نفسه، فطلب منه معلمنا بولس الرسول أن يؤمن لكي ينجو من الخطر الذي يهدده؛ هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى؛ هذه القصة كانت لها تكملة، وهى أنه بعد أن آمن؛ قد اعتمد هو وكل أهل بيته كنتيجة لهذا الإيمان "واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون" (أع16: 33) إذن كان لابد من المعمودية..
لم يكتفِ معلمنا بولس الرسول بإيمان السجان فقط كما يدّعون حيث لم يرِد في الآية شيء عن المعمودية، بل ذُكِر فقط كلمة "آمن"، لذلك قد قام معلمنا بولس بعماد سجان فيلبى.. فالإيمان يفتح لنا الباب لأخذ البركات والخيرات السماوية. لذلك فإن الآية التي يستشهد البروتستانت بها لم تكن بالمعنى الذي يفسرونه أن معلمنا بولس الرسول طلب الإيمان فقط.
لا نستطيع الاعتراف بمعمودية البروتستانت، لأن معلمنا بولس الرسول قد قال "رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة" (أف4: 5) فالرب واحد الذي نؤمن به، وهو الإله الواحد المثلث الأقانيم.. على الرغم أن البروتستانت يؤمنون بالرب يسوع المسيح مثلنا، لكن إيمانهم بباقي الأسرار الكنسية وبأمور أخرى كثيرة تتعلق بالإيمان يختلف عن إيماننا فالإيمان هنا مختلف. وبذلك لا تنطبق آية "رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة" بالكامل.. لأنه كيف يؤمنون بمعمودية واحدة وهم لا يؤمنون بسر الكهنوت أصلًا، والكاهن هو المسموح له بالتعميد؟!! وكيف تكون معمودية واحدة، وهى ليست على أساس الإيمان الواحد؟! فلا يمكن أن تكون المعمودية واحدة إلا إذا كان الإيمان واحد فإيمانهم في سر العماد نفسه، وإيمانهم في المعمودية في حد ذاتها، مختلف عن إيماننا..
فكيف يعتمد أحد وهو لا يؤمن أن المعمودية هي شرط ضروري لخلاصه؟! بل مجرد شيء شكلي، أو لإتمام فريضة، أو لمجرد إعلان الإيمان فقط.. فكيف ينال الولادة الجديدة، الميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح الذي قال عنه السيد المسيح "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5)؟!!
ومن قصة الطفل المريض بسرطان الدم التي قد ذكرناها في الصفحات السابقة؛ نرى أنه من خلال معمودية أرثوذكسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ قد أعلن الله قدرته على شفاء المريض بعمل إعجازي ليس له مثيل.. فلم يُسمع مطلقًا عن إنسان مريض بسرطان الدم أن يُشفى بهذه الصورة الفجائية إلاّ بمعجزة؛ سواء بسر مسحة المرضى أو بمعموديته. وهذا يدل على أن معمودية الطفل السابقة بالكنيسة البروتستانتية، لم تكن بحسب إرادة الله.