|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة لنيافة انبا ميخائيل مطران أسيوط بعنوان : الشهداء وعزاء السماء وقضية سمعان الثلاثاء 29 اكتوبر 2013 القيت بفمه الطاهر بكنيسة الشهيد ابادير و اخته ايرينى صباح الاحد8/10/1989 † مجداً واكراماً إكراماً ومجداً للثالوث القدوس الاب والابن والروح القدس اله واحد أمين . † كنيستنا فى أسيوط تفتخر بانها تضم جسدى الشهيدين المباركين ولذلك فالفرحة تملأ قلوبنا جميعاً واننى لأتساءل لماذا نفرح بإستشهاد القديسين ونعيد لهم ، ونتبارك بهم، ونتشفع بصلواتهم المرفوعه أمام الله .. لماذا كل هذا ؟! لعلنا كلنا نجيب بأنهم قديسين قد ارتفعوا إلى السموات وهم امام عرش النعمه مسبحين ومهللين مع الملائكه عكس ما نشاهده الان عندما يرحل الأحباء يملأ الحزن قلوب الكثيرين ويلبثون باكين، ونائحين يا ترى لماذا ؟! أليست النهايه واحده ، أو أليس الطريق واحد ، أليس الطريق الذى سلكه أباءنا القديسين هو نفس الطريق والمسار الذى يتجه اليه كل مؤمن و مسيحى وعابد بالروح و الحق .. بالطبع هو نفس الطريق !! ولكن بدلاً من أن نفرح ونتهلل كما نحن نتهلل الله فى تذكار القديسين نرى العكس !! . † يا ترى من أين أاتت هذه العادات والتقاليد التى تتعارض مع المسيحية ومبادئها الساميه إنها من العالم ..مبادئ عالميه .. ليست من المسيحيه فى شئ . فمع ايماننا بان الكثيرين الذين يرقدون فى الرب هم اناس اتقياء قطعوا مسيرة الحياه فى ذهد وعباده الحق وفى حضور القداسات وممارسة الاسرار الالهيه من اعتراف وتناول .. واقتطعوا من اموالهم نصيب الرب وقدموه للكنيسه لكى ينفقوا على احتياجاتها وعلى المساكين ..اذن كل هذه الحصيله الطيبه وكل هذا الرصيد المبارك الذى يزّين ويشّرف المؤمن نجد أنه عندما يرحل من هذه الحياه ..نرى الكثيرين حزانى وباكين عليه .. † قد يقول البعض انه (الفراق) صعب .. طبعاً للفراق حقاً لوعته وله تأثيراته ، يهز المشاعر ، فتزرف الدموع .. ولكن الدموع للحظات أو دقائق .. اما الذكريات ستبقى مقدسه فى القلب ..لن نقول اننا ننسى فقيدنا بعدما ابتعد عنا ورحل الى الامجاد ألسماويه. بل أقصد بهذه المقدمه بأن افرحنا التى نتمسك بها عندما يفارقنا احباءنا هى افرارخ سماويه.. هذه الأرض المتعبه بما فيها من عثرات ، وقلاقل ، ومتاعب وايضاً من مغريات وشهوات ساقطه وباطله وحروب ومنازعات وبغضه وحسد .. ككل هذا يشوش الفكر ويعكر صفو حياة الأنسان ويقلق راحته ويفقده كل شعور بالبهجه .. أما المسره الحقيقيه فهى فى كلمة الله.. فى اتباع وصياه وعندما نرحل مزودين بكل رصيدنا الروحى لاشك فى أن نكون قد ختمنا على المتاعب وأنهيناها وبدأنا حياه الخلود الحياة السعيده التى نفرح بها فرحاً مجيداً لا ينطق به، أبدياً لا ينتهى .. † بهذا يجب أن نعلم يقيناً اننا لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم .. بالطبع معروف لنا جميعاً أن لايمكن لكائن على الأرض مهما طالت أيام حياته انه سيبقى فيها الى ما لا نهايه .. عمرناً محدود .. سبعون أو ثمانون مع القوه حتى لو وصلت الى المائة أو ما يزيد فهى ستنتهى حتماً . † ننتقل من هذا سريعاً الى افراح الشهداء التى يجب أن نحياها دائماً مع كل شهداءنا و قديسينا والذين قدموا حياتهم وبذلوها اما بدماءهم كطيب مسكوب أو بعبادتهم الصادقه المستمره بالروح والحق .. هذه الحياه العابده والساجده والباذله فهى ايضاً طيب مسكوب والتى تفكر دائماً فيما هو حسن .. انها الحياه المقدسه .. نحن فى كنيسة شهيدنا ابادير وشهيدتنا ايرينى كل منهما حمل رسالة المسيحى الحقيقى .. جاءوا الى مصر من انطاكيه لكى يعلنا ايمانهم بالمسيح امام حكام مصرالذين اشتهروا فى ذلك الوقت بقساوة القلب ( الفراعنه ) .. جاء المسيحيون من اقصى البلاد الى مصر لكى يقدموا ايمانهم ويعلنونه صراحةً.. جاء شهيدنا الى مصر بعيداً عن موطنهم حتى لا تعوقهم الروابط ألجسديه بالاهل والاقارب والام التى توسلت كثيراً بألا يفعلا هذا .. لكنهما صارا فى طريقهما .. وهنا فى مصر أعلنوا إيمانهم صراحةً .. ونالوا البطولة الخالدة التى يجب أن نقتدى بها ونعلنها دائماً لانهم يرفعون الصلاة ويتضرعون لاجلنا حتى نكمل مسيرتنا .. † نحن أبناء بالروح لاولئك القديسين وأيضاً أبناء بالجسد لكثيرين من أجدادنا الذين أستشهدوا فى بلادنا المصرية وبذلوا أموالهم ، وبذلوا ممتلكاتهم ، وبذلوا أرواحهم ، وحسبوا دمائهم وكل مقتنياتهم تافهة جداً فى أعينهم فى سبيل الوصول الى ملكوت الله لكى ينالوا الحياة الدائمة مستقرة فى المسيح ألهنا .. † هنا نرى خدمة الطيب المسكوب الذى سمعناه فى أنجيل قداس اليوم .. يحكى عن أمرأة خاطئة فى المدينة .. الكل يعرف أنها خاطئة .. أنها زانية تركت جسدها لكثرين من الذئاب الآدمية المفترسة .. لكنها تلاقت مع المسيح رب المجد .. أحست بالطهر والنقاء فية .. أنطبعت فى أعماقها الصورة .. أشعرها بقيمة الفضيلة وسوء الرزيلة .. إهتز كيانها ، تغير وجدانها أسرعت نحوه ، أسرعت ألية .. فى مكان لايمكن أن تفكر فى الوصول أليه مالم تحصل على شجاعة من نوع فريد .. ياترى كيف دخلت بيت سمعان الفريسى ؟ وسط كبار القوم .. هؤلاء الذين يتمسكون بالدين .. ويظهرون بأنهم متمسكون بالشرائع .. ويبدون أمام الناس فى مسوح التقوى .. كل هذة المظاهر كانت عوائق لاى أنسان عادى أن يتجرأ ويدخل بيت سمعان أو بالحرى قصر سمعان الفريسى ؟! فكيف لامرأة يقضى القانون والشرائع برجمها .. كيف لها أن تتجرأ وتظهر علناً فى المدينة وتصل الى ذلك البيت ؟! لاشك أنها كانت فى ذلك الوقت تحمل عزيمة الجبابرة ، وأيماناً قوياً يزلزل الجبال لابيت سمعان فقط .. ذهبت المرأة حاملة قرورة الطيب من المؤكد أنها قد رأت يسوع قبل ذلك وأستمعت ألية وكلماتة كانت كألاسهم أخترقت أعماقها ونفذت تعاليمة .. وعندما ذاع الخبر أن يسوع فى بيت سمعان رأت المراة أنها فرصة يحب أن لاتفلت منها .. يجب أن تذهب أليه هناك وليحدث مايحدث .. حتى لو كان هناك قطع رقبتها ليكن ما يكون ؟! رجم ليحدث ؟! أخذت عزيمة الشهداء .. ووضعت فى قلبها أن تتلاقى مع يسوع حتى فى بيت رجل قاسى يتمسك بالقوانين والشرائع والناموس .. † لنترك المراة قليلاً وعلى الجانب الاخر لننظر الى سمعان والفريق الذى معة لاشك أنهم من كبار القوم .. من أعيان البلد .. لايمكن لسمعان أن يدعوا أصدقائة من الكتبة والفريسين ناس حافظين لشرائع موسى والاسفار المقدسة .. ناس على مستوى العلم والثقافة ولهم الزعامة والمكانة .. يدعوا سمعان يسوع ويلبى يسوع الدعوة .. لا حباً فى التكريم .. ولكن ليواجه سمعان بدرس قد ينفعة يوماً ما .. لم يكن يسوع يفتخر لانة دعى لوليمة الفريسى ، لقد أتهموه يوماً وقالوا لتلاميذه لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة .. مع المنبوذين .. مع أولئك الذين لفظهم المجتمع .. أرادوا أن يلصقوا التهم بالرب يسوع بأنه يعيش مع طبقة منحلة يكرها مجتمعهم المتدين .. تشهيراً بيسوع وبصفاتة .. لانهم غير عالمين أن رسالته أن يرفع المساكين من التراب والبائسين من المذبله ليجلسهم مع رؤساء شعبة .. يسوع يريد أن يترقى بهولاء المنبوذين يرفع مستواهم الاخلاقى ويقودهم الى أبواب التوبة والتدين الحقيقى لا التدين الزائف الظاهرى الجامد .. † وكما كان يسوع يقبل دعوة الخطاة والعشارين ويسعى أليهم قبل أيضاً دعوة الفريسى .. والفريسى أراد أن يختبر يسوع .. أراد أن يرى فية مواضع الضعف ربما ليشهر به .. وفى دعوتة ليسوع أيضاً يكسب الجماهير التى تسير وراءه .. لم تكن فى الحقيقة دعوى صافية أو نقية وفى خلال الوليمة تدخل المرأه الخاطئة مقتحمة كل الحواجز والابواب .. لم تبالى باى عقبة أو نظرات الانتقاد .. وهنالك عند قدمى يسوع فى أنسحاق كامل ومن وراءه جثت وعند قدمية بكت .. زرفت دموع كثيرة كى تغسل القدمين الطاهرتين التى سعت كثيراً وراء الخطاة وسعت أليها أيضاً بحثاً عنها .. † لقد عرف يسوع جوهر النفس الانسانية وقيمتها فأهتم بها لكى ينقذها ولكى يبعثها حية بعد موتها بالخطية ويعيدها الى أمجادها مره أخرى . وبالتالى شعرت هذة المرأة ( وكل نفس خاطئة لجأت الى المسيح ) شعرت وأدركت هذا الحب الفريد الذى يتجة نحوها .. لم تكن رعاية ظاهرية أو عطف وراءه مصلحة ما ولكنة كان حباً صافياً نقياً وعطاءاً كاملاً بدون مقابل . † لقد أحب يسوع نفوسنا .. بذل نفسة لاجلنا .. سفك دمائة نيابة عنا فنحن المجرمون الذين نستحق الجلد والصلب والعقاب .. هذة المرأة التى سكبت الدموع وجففت القدمين بتاجها .. بشعرها وبقارورة الطيب التى أحضرتها خصيصاً لدهن القدمين الطاهرتين .. ينظر أليها سمعان ومن معه بعيون حاقدة وناقدة .. لعله شعر فى أعماقة بأن هذة المرأة فازت بكرامة عند المسيح أكثر منة .. يسوع يعلم فكر الانسان لانة أودع فينا الضمير الذى يبكتنا داخلياً ( وأن لم تلومنا ضمائرنا فاللة أعظم ) لاشك أن سمعان قد أهتز فى داخلة .. شعر بأن هذة المرأة قد حصلت على كرامة أكثر منه .. ياه هو الذى أقام الوليمة ، والذى أستقبل يسوع فى بيتة فكيف هذا ؟! عيناه حاقدة لانة ضميرة قد ثار فى أعماقة .. لان له خطايا يطمرها داخل أعماقة ولم يحصل على الغفران لانة لم يشعر بأنة خاطئ وبحاجة الىالتوبة والندم .. فكيف له أن يظهر هذا .. وهو فى عين الناس ( كبير قوى ) وحافظ الوصايا وتقى .. كيف يعلن أن له خطايا داخلية لم يكشف عنها ليحصل على التوبة .. لم يتحرك .. ظل جامداً .. فكر فى أعماقة هل دة المسيح الطاهر الذى يقولون عنة أنة صاحب رسالة ، نبى قائم بيننا كيف يسمح لامرأه خاطئة نجسة أن تقترب منة ؟! .. كان علية أن يأمر هو أولا ً بطردها من حضرتة ..انتقاد ليس فى محله ..لم يعى رسالة المسيح .. لقد جاء ليدعو الخطاه للتوبه .. اذن لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى .. هذه هى رساله يسوع ( اريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ) .. وليس بأحد غيره الخلاص .. أن لدى المسيح وحده القدره على غفران الخطايا فهو الاله الحقيقى الذى يغفر و يصفح و يجدد ويقيم من الموت ( الموت الروحى ) .. † ياسمعان لنا أن نسألك ألم تبدر منك قط نظرة شريره أم أنت كأيوب البار الذى كانت له زوجه متمرده تعيره فى مرضه ولم تقف قط بجانبه ومع ذلك يقول ايوب (عهداً قطعت لعينى فكيف اتطلع الى عذراء) كيف انظر الى فتاه أخرى؟! لقد كان قانعاً وراضياً بما حدث.. أما سمعان وأمثاله فقد اجازت لهم الشريعه ان يتزوجوا اكثر من امراه لقساوة قلوبهم .. لم يكن لديهم القدره على الصفح عندما تخطئ الزوجة .. كان لهم أن يطلقوا ويتزوجوا كيفما شاءوا.. لم يكن عندهم المعايير الكاملة التى جاء بها المسيح ومع ذلك كان ينظر وينتقد .. الاعمى رغم أنه بصير † يسوع يقول له يا مرائى أخرج أولاً الخشبه من عينيك .. فيه خشبه ( كبيره قوى) فى عينيه .. مش شايف كبرياؤه .. الخشبه بتمنعه من الرؤيه وتحجب ذاته المتكبره وكرامته ومكانته فى المجتمع تحول دون أن ينظر الى الضعيف الصغير .. يرى ان هو ( الكبير ) وغيره اقزام فى عينى نفسه !! اخرج أولاً الخشبه من عينيك ثم حينئذ تستطيع ان تخرج القذى الذى فى عين اخيك .. تقدر تداوى القشه الصغيره اللى فى عين اخيك وتتطيب خاطره وترده للكنيسه بروح الرفقه .. تسمعه كلمة الله فى حنان لا فى غطرسه .. تشعره بروح الزماله و الاخوه والمحبه.. تشعر بالمكتوب كلنا فى الموازين الى فوق .. وان قلنا اننا بلا خطيه نضل انفسنا وليس الحق فينا .. ( الجميع زاغوا وفسدوا واعوزهم مجد الله ). † لم تكن روح سمعان الفريسى مثل روح تلك المرأه القديسه والتى نالت من ثمر الرب السلام .. رأى يسوع محبتها الكثيرة .. والتى رأى فيها يسوع ندامتها وتوبتها الصادقه.. واختزن الرب يسوع دموعها لديه .. لم تذهب عبثاً ، يقول الرب يسوع مغفوره لك خطاياك الكثيره † يغفر رب المجد خطايا هذه المرأه ثم يصرفها أيضاً بسلام ..سلام لا يستطيع العالم اطلاقاً ان يمنحه..سلام رب المجد هو السلام الدائم .. لو تكلمنا كثيراً، كثيراً عن هذه المرأة التى ارتقت الى مكان القداسه سيمتد بنا الحديث ولكن لكل مرة مناسبتها † ليعطى الرب نعمة لكل كلمه لتأتى بالثمار المطلوبه لحسابه فى ملكوت السموات .عشتم جميعا ًفىمحبه المسيح ورعايته الى الأبد أمين |
|