|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة لا تنتظر المجازاة فالمحبة تعطى بلا مقابل، ولا تتوقف على مكاسب أو شفاء أو بركات مالية. إذا عدنا إلى القصة، فإننا نعرف من الحضور سمعان الأبرص، وهذا يعني ببساطة أنه قد شفي من برصه، لأنه لو كان ما يزال أبرص لكان مشرداً في الكهف والمغاور في جبال فلسطين. أي أن دعوة سمعان لشخص الرب يسوع أن يأتي إلى بيته لتناول الطعام لم ينبع من محبة مضحية، بل جاء للتعبير عن شكره مقابل ما حصل عليه من شفاء. كذلك نعرف من الحضور جموع التلاميذ الذين حصلوا على الخلاص وعلى امتياز دعوتهم رسلاً وخداماً للمسيح. ولكن ماذا بخصوص مريم؟ ما الذي حصلت عليه شخصياً مقابل العطر الباهظ الثمن؟ أي ما الذي دفعها لتقدم العطر لشخص الرب يسوع؟ الجواب هو محبتها المضحية لشخصه بلا حدود، فلقد تحملت الانتقاد والإهانة وتجرأت ودخلت إلى محضر الرب بدافع من محبة لا تنتظر أي مقابل، لقد أحبت الرب دون أي اهتمام بالثمن. ما قامت به مريم كان عمل عطاء. ما قامت به مريم كان عملاً مكلفاً. ما قامت به مريم كان عمل محبة. ما قامت به مريم كان عملاً جميلاً. ما قامت به مريم كان عملاً خالداً. خلاصة: قال الرب يسوع في الآية رقم 9 "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا". وهذا ما حصل ويحصل بالضبط. فها نحن اليوم نتذكر عمل المحبة الرائع والجميل الذي قامت به مريم تجاه شخص ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. يريد منا الرب أن نخبر بما فعلته مريم. أي أن نقول لأنفسنا وللعالم أن مريم أظهرت محبة عظيمة لشخص الرب يسوع، وأن هذه المحبة لم تكن كلمات مجردة بل عملاً فيه جرأة وتضحية وشجاعة، عملاً ثميناً ومكلفاً. والسؤال الذي يجب أن نوجهه إلى أنفسنا عندما نتأمل في عظمة محبة مريم لشخص الرب. هل لدينا محبة عظيمة كما كان عندها؟ هل نحب الرب من كل القلب؟ هل لدينا أي استعداد أن نقدم للرب أغلى ما عندنا؟ هل عندنا محبة شجاعة؟ هل لدينا الاستعداد أن نخاطر بأنفسنا في سبيل خلاص النفوس وإعلان مجد ربنا. المحبة تعني التكريس، المحبة تعني أن نعطي عندما يكون لدينا ما نعطيه. المحبة المسيحية لا تنتظر أي ثمن أو عطاء بالمقابل. المحبة هي أغنى وأعظم عطية نقدمها للرب وللآخرين. المحبة المسيحية لا تتوقف عند أي حد أو أي وقت. المحبة سرمديَّة. المحبة يجب أن تبقى، وأن تعطي بلا توقف حتى وسط الآلام والأمراض والضيقات. لذلك دعونا يا إخوتي أن نصلي بحرارة وجرأة طالبين من الرب أن يُعَمِّدَنا بالمحبة. المحبة الصادقة. المحبة الشجاعة. المحبة المكرسة. المحبة الثمينة والمكلفة، المحبة الدائمة. دعوننا لا ننسى أن الله يحبنا أكثر جداً مما نحبه نحن. وأن دعوة الله تقوم على المحبة. وأننا لا نستطيع أن نرد لله أو نعطي الله ما يعادل محبته لنا. ولكن علينا أن نبذل جهودنا لنعطي لربنا أكبر قدر من المحبة. أجل: لنحب الله بلا حدود، فهو الذي أحبنا أولاً وأسلم نفسه لأجلنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يُخطئ من يدعي أن العقاب هو المجازاة |
في يوم المجازاة العظيم |
أما المجازاة فأبدية |
المجازاة؟! |
رجيم الأجازات للتخلص من 4 كيلو في الأسبوع |