كان يسوع على الأرض يعمل بنفسه أعمالًا مباشرة، ولا يلجأ إلى أحد ليُشرِكَه معه في أعماله. أمّا اليومَ فهو يعمل بوساطة خدّام الكنيسة، مِنَ الأساقفة والكهنة، وعن طريق منح الأسرار المقدّسة السَّبعة التي رسمها للمؤمنين قبل أن يصعد إلى السَّماء. وهذه الأسرار السَّبعة المقدّسة ترافقنا من المهد إلى اللَّحد: المعموديّة تَلِدُنا للحياة الإلهيّة، والميرون يُثبّت فينا هذه الحياة، والقربان الأقدس يُغذِّيها وينمّيها، وسرّ التَّوبة يُعيدها إلينا إذا ما فقدناها بالخطيئة، والمسحة الأخيرة تصون نفس الإنسان المريض من هجمات الشَّيطان عند ساعة الموت، وسرّ الزَّواج يقدّس الزَّوجين ويؤازرهما على أن يعيشا عيشة المحبّة المتبادلة. أمّا سرّ الكهنوت فهو الوسيلة الرُّوحيّة الكبرى التي يمنح بها يسوع، الكاهنُ الأعظم، المؤمنينَ به الأسرارَ المقدّسة، فتكون حياتهم الأرضيّة منتعشة بالحياة الإلهيّة التي تؤهّلهم للحياة الأبديّة. ويؤكد إنجيل اليوم أن يسوع حقَّق رجاء الشُّعوب الذي وعد به أشعيا. ويتحقق هذا الرَّجاء في خليقة جديدة في إنسان جديد، إنسان ينفتح مسمعاه وتنحل عقدة لسانه، فيسمع ويتكلم بلسان طليق.