رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو هذا الموضع إلا السيد المسيح نفسه الذي فيه يرى إسحق ابنه قائمًا من الموت معه وبه أيضًا! سبق لنا الحديث عن سرّ الأيام الثلاثةالتي خلالها ننعم لا بذبيحة إسحق بل ذبيحة السيد المسيح القائم من الأموات. ويرى القديس إكليمنضس الإسكندري أن هذه الأيام الثلاثة التي يليق بنا أن نجتازها لنعاين الموضع من بعيد إنما هي: التطلع إلى الأمور الصالحة، شهوات النفس الحسنة، أدرك النفس للأمور الروحية. وكأن النفس لا تقدر أن تعاين سر ذبيحة الصليب ما لم تتطلع إلى الصالحات وتشتهيها في أعماقها وتدركها، أما الذي يفتح العينين لمعاينة هذا السر فهو السيد المسيح نفسه، إذ يقول: [تنفتح عينا الفهم بواسطة المعلم الذي قام من الأموات ]. هكذا وسط التجربة وبين ضغطات الألم، وعند كثرة الهموم، امتلأت نفس إبراهيم تعزية انفتاح بصيرته الداخلية في اليوم الثالث لمعاينة سرّ المصلوب القائم من الأموات، فتهلل في داخله إذ رأى يوم الرب (يو 8: 56). تحول أتون التجربة إلى ندى سماوي بظهور السيد المسيح المصلوب القائم من الأموات أمام بصيرة إبراهيم أب الآباء. "فقال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما" [5]. يقول الأب قيصريوس: [الخادمان اللذان أمرهما إبراهيم بالبقاء مع الأتان يشيران إلى الشعب اليهودي الذي لم يسطع أن يصعد ويبلغ إلى موضع الذبيحة، إذ لم يريدوا الإيمان بالمسيح. الآتان تشير إلى المجمع اليهودي، والكبش الموثق في الغابة بقرينه يبدو أنه يرمز إلى الرب، لأن المسيح أوثق بين الأشواك بقرون إذ علق على خشبة الصليب وسُمر بالصليب]. |
|