|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجمع أريمينم مجمع أريمينم فى 22 مايو سنة 359م إلتأم مجمع أريمينم وعدد أساقفته 400 أسقف ، وحدث أن قام اساقفة الشرق وأعلنوا أنهم عازمون ألا يثيروا موضوع أثناسيوس وسيلتزمون الصمت ، والغريب أن هذا الأمر وافقا عليه أورساكيوس وفالنس اللذان كانا مناصرين لآريوس ، ومن المعروف تاريخياً أنهما قدما للأساقفة فى روما نص إقرار ، وسحبا نفسيهما من جانب الأريوسيين ، وأعلنا قبولهما للهوموؤوسيون " المساواة فى الجوهر " علناً .. وهذان الأسقفان معروف أنهما إنتهازيان ، ويميلان دائماً لصف الغلبية ، ولكن إرادة الرب أعلنت حيث إنضم لهما بنفس الجماس جرمينيوس واوكسنتيوس وديموفيليوس وغايس مؤيدين اثناسيوس . إنقسام وسط الأساقفة ولكن حدث أن بدأ الأنقسام فى آراء الأساقفة وإبتدأ كل فريق يقول رأياً مخالفاً ، ربما حدث هذا بتدبير من أورساكيوس وفالنس لأنهما أنتهزا فرصة الإنقسام وأعلنا أن كل التسويات المتتابعة التى تمت لمحاضر القانون الإيمانى يلزم أن تلغى كلها ويبقى الأخير فقط الذى أقروه فى مجمع سيرميم وأن يعتبروه انه هو الصيغة القانونية الوحيدة ، وبدأ يقرآن من ورقة فى أيديهما قانوناً آخراً آجازوه فى سيرميم ، وأبقياه سراً حتى أعلناه فجأة فى مجمع أريمينيم وترجماه من اللاتينية إلى اليونانية وكان محتواه هو : حزف كلمة " الهوموؤوسيوس " ولا يؤكدون على التشابة بين ألاب والإبن . أغرب حدث فى المجمع : قرائة خطاب أثناسيوس عن المجامع وعندما سمع الأساقفة الأرثوذكس هذه القرارات قاموا فى الحال غير راضيين وقالوا للمجمع : [ نحن لم نأت إلى هنا لأننا فى حاجة إلى قانون الإيمان ، فنحن نحتفظ بما تسلمناه منذ البدء ، بدون أى تحريف ، ولكننا جئنا هنا لكى نوقف ونقمع كل بدعة أضيفت إلى الإيمان ، فإذا كان الذى تلى ألان علينا لا يحوى أى شئ مبتدع ، فليصر فى الحال حرمً على علنى للهرطقة الأريوسية ! بنفس الوضع الذى سبق الثانون الكنسى أن رفض به جميع الهرطقات بإعتبارها تجديفاً ، لأنه صار واضحاً لدى كل العالم أن العقيدة الكفرية التى لآريوس قد تسببت فى إضطراب الكنائس وكل المتاعب حتى اليوم " . ولكن قام أورساكيوس وفالنس وجرمينيوس أسقف سيرميم وأوكسنتيوس أسقف ميلان ( الذى جلس على كرسية من بعده الأسقف أمبروسيوس) وديموفيليوس وغايس ورفضوا هذا الكلام وعملوا على تمزيق وحدة صف الساقفة تماماً . تعليق البابا اثناسيوس : [ من ذا الذى لا يهلل لأمانة ضمير هؤلاء الأساقفة الذين تحملوا مشاق السفر وأخطار البحر وهم فى غاية الرضى ، لكى بعزيمة مقدسة وتصرف قانونى يسقطون الأريوسيين ويحرسون تحديدات إيمان الاباء دون أن تمس ، لأنهم أدركوا إذا ما هم هدموا أعمال الآباء فسوف يأتى بعدهم من يهدم أعمالهم ] (4) ويتعجب المؤرخ سقراط من أن الاباء الأرثوذكس قرأوا فى المجمع علناً خطاب وصل من اثناسيوس يدحض أعمال المجمع ويعلق على ما جرى بالفعل داخل المجمع بكل حوادثه ، وهو رسالة " المجامع" فصل 8 وهذا مما يذهل العقل !! ومما يذكر أن رسالة المجامع كتبت فعلاً فى سنة 359م وهى نفس السنة التى أجتمع فيها مجمع أريمينم أى فى 22 مايو 359م فكيف بلغت أخبار هذا المجمع إلى البابا اثناسيوس ورد عليها بحيث قرأ المجمع رسالته بهذه السرعة لتقرأ فى ميعادها وكأنه أسقف حاضراً معهم وواحد منهم ، وما هذه الغيرة العجيبة لهذا الأسقف الذى يبلغ الستين عاماً .. ولكنهم يفسرون هذا الأمر ويقولون ان اثناسيوس ذهب إلى هناك بالفعل وحضر عن كثب هذه المجامع سواء فى أريمينيم أو سلوقيا ، حيث ذكر أثناسيوس فى أول الكتاب : " وقد عزمت أن أعطيكم تقريراً عما رأيت بنفسى " ويقول آخرون أنه ربما كان قريباً من هذه المجامع ، وأعتقد بعض المؤرخون أنه كان يرحل إلى اى مكان محمولاً بقوة إلهية إعجازية !! وبناء على إقتناع المجمع برسالة أثناسيوس قرر المجمع إسقاط كل من أورساكيوس وفالنس وأوكسنتيوس وجرمينيوس وغايس وديموفيليوس لرفضهم توقيع الحرم على عقيدة آريوس ، ولكنهم عادوا وأعتذروا وسحبوا تأييدهم للأريوسيين فقبلوهم فى الشركة ، ولكنهم كانوا بتلوون كالأفعى ويتلونون كالحرباء فأسرعوا إلى الإمبراطور مباشرة حاملين معهم عرضاً لقانون الإيمان الذى قرئ فى المجمع (5) تعليق البابا اثناسيوس : [ أى ثقة من بعد ذلك يمكن ان توضع فى أعمال هؤلاء الأساقفة !! بعد ان نقضوا اعمال ىبائهم ، فكيف يدعون بعد آباء !! وماذا سيعلمون شعبهم ، بعد أن أقروا ان ىبائهم مخطئين !! ومن ذا الذى سيطيعهم ، بعد أن عصوا معلميهم !! وكيف يدعون اساقفة ، بعد أن أقروا هرطقة من رسموهم !! ] ملاحظة : يقول العالم وليم برايت إن هذا القانون الذى اسموه " القانون الكاثوليكى غشاً يحوى أن أبن الإله مخلوق (6) مع مخالفات أخرى . 20 اسقفاً يحملون قرارات المجمع للأمبراطور وكان من العادة بعد إنتهاء المجمع أن يرسل المجمع بقراراته إلى الأمبراطور فحمل 20 اسقفا خطاب من المجمع يؤكدون فيه تمسكهم بإيمان مجمع نيقية وتقاليد ألاباء ، وقد أوضحوا ألاعيب جماعة أورساكيوس وفالنس ، وكيف أنهم بعد ان اسقطوهم من رتبهم بسبب رفضهم لبدعة آريوس عادوا وأعتذروا وقدموا موافقتهم على الإيمان الأرثوذكسى ، ثم بعد ذلك أرتدوا باسرع مما أعتذروا ، لهذا رفع الساقفة صوتهم للأمبراطور بأنهم يقطعون هؤلاء المنافقين من شركتهم ، ويطلبون سرعة العودة لبلادهم لأسباب ضعفهم ومرضهم وحاجة كنائسهم إليهم (7) ولكن قبل أن يصل العشرين أسقفاً بخطاب المجمع سبقهم أورساكيوس وفالنس وأوغروا صدر الإمبراطور . رد الإمبراطور على خطاب المجمع : كتب الأمبراطور خطاباً يهاجم فيه قرارات المجمع وأمر العشرين اسقفاً أن ينتظروا ذهابه إلى أدرينويل وعودته من هناك ، وعلى جميع ألساقفة ألاخرين أن ينتظروا فى أريمينيم ليملى عليهم ما يختص بامر "الإيمان " وذهب الأمبراطور إلى أدرينويل فى بلدة نيقا أو نيس Nicaea فى تراس ليجتمع مع أورساكيوس وفالنس ووفد من الساقفة أتباعهم وأعادوا صياغة قانون " المجمع التاريخى " وحذفوا كلمة " كل شئ" من عبارة " يشبهة فى كل شئء " رد اساقفة مجمع أريمينم على الإمبراطور قسطنطيوس وفى الحال أسرع ألساقفة برسالة غحتجاج لحجزهم ، وأكدوا أنه متمسكون بالإيمان المسلم لهم من ألاباء حسب التقليد ، وأنهم لن يغيروا رأيهم ويطالبون بسرعة العودة قبل حلول فصل الشتاء (8) وبعد عشرة ايام ولما لم يصل للأساقفة رد سافر الساقفة كل إلى بلده (9) الإمبراطور قسطنطيوس يختلق إتهامات للأساقفة بسبب رحيلهم وكان رحيل الأساقفة ضربة قاصمة لكبرياء الإمبراطور وفرضه المذهب الأريوسى بالقوة لذلك إغتاظ منهم وقد إعتبر رحيلهم بدون إذنه إهانة لسلطته وسلطانه ، فإدعى أنهم عاملوه بإحتقار وأنه فضوا المجمع دون أن يكملوا رغباته (10) الإمبراطور قسطنطيوس يأمر بموجة جديدة من إضطهاد الأساقفة وبسبب غضبه أصدر الأمبراطور أمراً بتفويض أورساكيوس وتابعيه من الأريوسيين تفويضاً غير محدود أن يصنعوا ما يشاؤون فيما يختص بأمور الكنائس . كما أصدر أمراً آخر أن قانون الإيمان المعدل والمقروء فى أريمينم يسلم نسخه إلى جميع الكنائس فى غيطاليا ، مهدداً أن لك من لا يوقع عليه يخلع من كرسيه ويحل محله آخر (11) وفى هذا الوقت رفض ليبريوس التوقيع على قانون إيمان أريمينم المعدل (سيرميم الثالث) الذى يقول فيه أن الأبن مخلوق فأرسل إلى المنفى ، وقام اورساكيوس بتنصيب فيلكس ( وهو شماس أصلاً فى نفس الكنيسة طمع فى السقفية ) أسقفاً على روما بسبب أنه اعتنق المذهب الريوسى علناً ، وأستمرت عمليات النفى فنفى كثير من ألساقفة وأستخدم العنف ضدهم وصار غضطراب عظيم فى كل كنائس الغرب (12) راجع ما جاء عن اثناسيوس فى منفاة الإختيارى الثالث مؤلفاته ودفاعه وترحالة ) (13) وكان إستخدام البابا اثناسيوس للرسائل عامل قوى فى أفعلان عن الإيمان الأرثوذكسى المستقيم الرأى الذى لا ينحاز ولا يميل طبقاً لرغبات الأمبراطور وإذا كان البابا اثناسيوس يعمل فى منفاة الإختيار إلا أنه كان فى كل بلده من يعمل فى الخفاء أو العلانية ، وكانت رسائل البابا اثناسيوس يتلقفها هؤلاء ويدرسونها بعناية حيث استخدم البابا السفار القانونية بسهولة وسلاسة وإتقان مع منطق سليم مقنع وحماس إيمانى مخلص فتح الباب لرجوع الكثير من الأساقفة فى توبة شاملى واعية غطت العالم كله بالرغم من أن رجوعهم كان بطيئاً وأستغرق عشرين عاماً . وفى سنة 381 م فى القسطنطينية عقد آخر مجمع وكان فيه الإعلان النهائى لأنتصار الإيمان النيقاوى . المــــــــــــــــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م ص 54 ، ص 304 (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) D. C. B. p. 197. n. m. (4) Athanas. De Synod, 1, 13. (5) Athanas. De Synod, 1: 18. (6) D. C. B.Athanas. p. 197. (7) Socrates., Ecc. Hist. II, 37. (8) Socrates., Ecc. Hist. II, 37. (9) Idem. (10) Theodoret, Ecc. Hist. II. 16. (11) Ibid. (12) Ibid. (13) Sulp. Sev. Sac. Hist. 46. (14)Beth. Bak. op. cit., p. 187 |
|