لا أتكلم هنا عن المسجونين في قضايا مدنية أو جنائية، بل عن المحبوسين خلف قضبان الشر والخطية، أولئك الذين يعانون من الحزن والضيق والتعب بسبب حياة البُعد عن الله، المخدوعين بحلاوة الخطية، والمقيَّدين بسلاسل الشهوة، مستعبَدين لذلك السيد القاسي الذي يخدعهم يومًا فيومًا بأكاذيب ماكرة بهدف إبعادهم عن المسيح الذي هو «الطريق والحق والحياة» (يوحنا14: 6).
يشعر كل من هو بعيد عن الله بذات المشاعر التي يشعر بها كل مسجون لم يحصل على حريته بعد؛ بالقهر، واليأس، والخوف، والفشل. يشعر أنه بلا هدف، وأن لا معنى لحياته. يشعر بأنه مجرد رقم بلا قيمة. الكل يبغضونه، ويتنصلون منه. أقرب الناس إليه لا يرغبون فيه! وهكذا يقودهم الشيطان في طريق وعر يزداد صعوبة وسوءًا كل يوم.