|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ودَعا الآثَنيْ عَشَر وأَخَذَ يُرسِلُهُمُ اثنَينِ اثنَين، وأَولاهُم سُلْطانًا على الأَرواحِ النَّجِسَة "اثنَينِ اثنَين" فتشير إلى الشَّهادة التي لا تصح إلاَّ بشاهدين (تثنية الاشتراع 17: 6) والاثنين يدل على الشَّركة. ويسوع يرى أنّه ليس حسنًا أن يقوم الإنسان برسالته وحده. وعبارة ليس حسنًا لا تعني لا يجوز. إنّها تعني فقط أنّه من الحسن والأفضل أن يتمَّ إعلان بشرى يسوع جماعيًّا. الجماعة هي الشَّاهدة على المَحبَّة التي أراد يسوع أن ينشرها بين النَّاس، وأراد تلاميذه أن يكونوا شهودًا لها. ولذلك لم يعلن يسوع رسالته وحده، بل منذ البداية أراد أن يعلنها انطلاقًا من جماعة. إنّ ضرورة إعلان المسيح انطلاقًا من الجماعة تضرب جذورها في سرّ الثَّالوث. فالثَّالوث جماعة: آب وابن وروح قدس. وربما أيضًا من أجل الأمان حيث أن الواحد يستطيع أن يسند الآخر إذا سقط كما يقول سفر الجامعة "إِذا سَقَطَ أحَدُهما أَنهَضَه صاحِبُه والوَيلُ لِمَن هو وَحدَه فسَقَط إذ لَيسَ هُناكَ آخر يُنهِضُه" (جامعة 4: 10). ومن هذا المنطلق، فان إحدى فوائد ذهاب المُرْسَلين اثنين إثنين هو العمل كفريق، ومساندة الواحد الآخر وتشجيع بعضهما البعض، خاصة عندما يواجَهان بالرَّفض. ويُعلق البابا غريغوريوس الكبير " أرسل الرَّب تلاميذه للكرازة اثنين اثنين، نظرًا لوجود وصيتين عن المَحبَّة: مَحبَّة الله ومَحبَّة قريبنا، والمَحبَّة لا يمكن أن تقوم بين أقل من اثنين. بهذا أعلن لنا يسوع أن من ليس له مَحبَّة نحو قريبه لا يمكنه قبول عمل الكرازة بأية وسيلة ". والكنيسة لا تعمل وحدها، بل في مجموعة. هذه هي مشيئة يسوع. وهكذا ذهب برنابا مع بولس ثم سيلا مع بولس للتَّبشير في الإنجيل. أحدهما يعظ والآخر يصلى. |
|