منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 05 - 2015, 07:22 PM
 
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  كيلارا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034


سيرة القديس ابراهيم البراوي
بعد إندثار دير براوه أو دير النور لم يشأ الرب يسوع أن يحرم دير النور من النور فأعد خطة نورانية لظهور نورًا لقديس عظيم سيشتهر بأنهُ القديس إبراهيم البراوي وهذه نبذة عن حياتهُ.

ميلادهُ ونشاتهُ:

ولد سنة 1860م تقريبًا في قرية أبوجرج – مركز بني مزار – محافظة المنيا من أسرة ثرية أخرجت أبناء أتقياء .

تنيح أبواه وهو بعدُ صغير فكان عليه أن ينتقل ليعيش مع أحد أخواه الأكبر سنًا.

إنتقل ليعيش مع أخيه المقدس سليمان في قرية براوة الوقف – مركز إهناسيا – محافظة بني سويف إذ كان يعمل رئيسًا للصيارفة عن مركزي إهناسيا وسمسطا وكان ثريًا جدًا وله من الهيبة والكرامة والصيت الحسن الحظ الوفير وفي نفس الوقت كان رجل صلاة وتسبحة وعطاء ولم يكن لهُ أبناء آن ذاك ، فتعلق إبراهيم بتقواه وعاش معهُ في قرية براوه

لذلك دعي بالبراوي.

بداية مبكرة:

كانت لهُ قلاية(غرفة خاصة) في بيت أخيه في قرية براوه وكان يصلي فيها ويتعبد وكانت تخرج منها ظواهر روحية مثل البخور .

القديس والتجارب:

فكر أخاه أن يزوجهُ أخت زوجتهُ الصغرى لكنهُ رفض ، فألح عليه أخاه حتى أنهُ ظن أن قلبهُ متعلق بفتاه أخرى ، إلا أن القديس أوضح لهُ رغبتهُ في ترك العالم والذهاب إلى الدير.

حينئذ غضب أخاه جدًا وقال : إللي يترهبن ده يكون أعرج ، أعور ، أعمى أما أنت فغني من بيت غني وعار علينا إنك تترهبن ( لأنهُ كان يظن إن الذين يسلكون طريق الرهبنة هم الفقراء والمحتاجين وعار عليه أن يترهب أخاه ويعيش فقير في البرية)

ولما رأى إصرار أخيه وعزمهِ على المضي قـُدمًا في هذا الطريق ثار عليه وقام وضربهُ بالحذاء

(أو بالمركوب كما كان يدعى وقتها )

ثم ذهب وخطب لهُ أخت زوجتهُ رغمًا عنهُ وإتفق معهم ومع الكنيسة على موعد الإكليل ليضعهُ أمام الأمر الواقع .

الهروب:

لما رأى القديس إبراهيم البراوي أنهُ لا مفر وأن أخاه قد عقد النية على زواجهُ قرر الهروب من وجه أخيه وذهب أولاً إلى دير السيدة العذراء مريم بأسيوط (الشهير بالمحرق) وربما إختار هذا الدير بالتحديد بسبب محبتهُ الكبيرة للسيدة العذراء مريم ولتعودهُ أن يذهب إليه في خلواتهُ الروحية

و لكنهُ خاف أن يفتضح أمرهُ بسبب أقاربهُ الذين يقطنون الصعيد هذا من جانب

ومن جانب آخر ربما لم يجد هناك الحياة الرهبانية التي هرب من أجلها بسبب حالة الفتور التي كان يعاني منها الدير آن ذاك بعد أن تركهُ القمص بولس غبريال الدلجاوي( المتنيح القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة)الذي كان رئيسًا لدير المحرق وعُزل من رئاسة الدير سنة1870م وترك الدير وذهب إلى وادي النطرون ليستقر في دير البراموس حتى سنة 1881م عندما أختير أسقفًـًا للفيوم والجيزة ورسم بيد البابا كيرلس الخامس والذي كان رئيسًا لدير البراموس بإسم القمص يوحنا الناسخ قبل أن يعتلي السدة المرقسية .

ولعل الفتور والصراعات التي كانت قائمة آن ذاك في دير المحرق لم يجد فيها الشاب إبراهيم البراوي طالب الرهبنة و الباحث عن حياة القداسة الحياة التي كان يرجوها والذي ترك العالم من أجلها لذلك قرر أن يترك دير المحرق وأن يذهب إلى برية شيهيت ( ميزان القلوب ).

البراوي وأبومقار:

توجه إلى دير القديس مقاريوس الكبير بوادي النطرون ( أبو مقار) إذ كانت تربطهُ علاقة حب كبيرة بالقديس أبو مقار وأغلب الظن أن الذي ساعدهُ على إتخاذ قرار مثل هذا هو القمص يوسف المحرقي في أواخر حياتهُ و الذي رُسم رئيسًا لدير أبومقار بيد البابا ديميتريوس الثاني البابا (111) في تعداد البطاركة في 15 يونية 1862م والذي عقبهُ في رئاسة دير أبومقار القمص إبراهيم الهوري الذي رسم رئيسًا لدير أبو مقار سنة 1881م السنة التي أختير فيها القمص بولس الدلجاوي المحرقي ليكون أسقفًا للفيوم بإسم الأنبا إبرآم (ولعل البابا كيرلس الخامس كان يهتم هذه الفترة برهبان دير المحرق بصفة خاصة بسبب أحوال الدير التي كانت متردية آن ذاك) وإستمر القمص ابراهيم الهوري رئيسًا لدير أبو مقار للمرة الأولى حتى سنة 1896م وهو الذي قام برهبنة أبونا إبراهيم البراوي في أوائل سني رئاستهُ للدير.

ويبدو أن القمص ابراهيم الهوري كان محرقي و من نفس عائلة القمص عبدالملاك الهوري المحرقي والذي كان رئيسًا لدير المحرق من قبل سنة 1838م وحتى عُزل من رئاسة دير المحرق سنة 1866م وهو الذي قام برسامة الأنبا إبرآم اسقف الفيوم والجيزة راهبًا بإسم الراهب بولس غبريال الدلجاوي المحرقي .

وهذا يعكس أن القديس إبراهيم البراوي لم يكن أول من ترك دير المحرق (في تلك الفترة الصعبة من ياريخ دير المحرق) وإنتقل الى دير القديس مقاريوس الكبير بل هناك من شجعهُ على إتخاذ قرار مثل هذا.

( ولكن الله لم يترك دير المحرق بلا بركة بل بصلوات السيدة العذراء مريم صاحبة الدير وبصلوات القديس الأنبا إبرآم أسقف الفيوم ترك الرب بركة في دير المحرق وهو أبونا القديس ميخائيل البحيري.)

القديس طالب الرهبنة:

ولما ذهب الشاب إبراهيم البراوي لدير أبو مقار لم يظن الرهبان أن هذا طالب رهبنة إذ كانت تظهر عليه علامات الغنى والهيبة والكرامة الكثيرة فظنوه مجرد زائر ثري للدير ولكن القديس صارحهم بنواياه الحقيقية فعلموا أنه طالب رهبنة فحاولوا كثيرًا أن يثنوه عن عزمهِ موضحين لهُ مصاعب الطريق وقساوتهُ وخاصة لِما يبدو عليه من مظاهر الغنى والرفاهية إلا أنهُ أصر على رغبتهُ فقالوا لهُ لعلك هارب من ثأر أو جريمة وتريد أن تختبئ في الدير.

فصارحهم القديس بهويتهُ وعائلتهُ وعن الخلاف الذي صار بينهُ وبين أخاه حول الرهبنة وكيف أنهُ تحمل الضرب والإهانة وترك بيتهُ هاربًا من أجل محبتهُ للرهبنة.

إختيار الطريق الصعب:

لما رأي الرهبان إصرار إبراهيم على الرهبنة أرسلوا للمقدس سليمان عن طريق مطران بني سويف آن ذاك ليسألوه عن حقيقة الأمر كلهُ ، وفي نفس الوقت كان المقدس سليمان يبحث عن أخاه إبراهيم في كل مكان هو وبعض الأقارب وأحباء القديس الغير مسيحيين من أهالي قرية براوه فلما علم بمكان أخيه ذهب إليه في دير أبو مقار وهناك عاتبهُ على هروبه وقال له إن كان قلبك متعلق بفتاة أخرى إخبرني بها وأنا أزوجك إياها ، إلا أن القديس رفض الرجوع مؤكدًا لهُ أن الرهبنة هي الطريق الذي إختارهُ ويحبهُ.

فقال لهُ المقدس سليمان : لعلك حزين يا أخي لأني ضربتك وأهنتك ، صدقني كان هذا بدافع من حبي لك ولعلك الآن تغضب علي وتكون نهايتي أشر.

فطمأنهُ القديس وأوضح له إنه بعد خروجه من القرية قد نسى كل شئ ولا يـَكنُ له إلا المحبة وصلى لهُ وباركهُ ووعده أنه سيذهب إليه سنويًا ليزورهُ في براوه في الخماسين المقدسة ووفى القديس بوعده لأخيه وكان يُستقبل إستقبال حار من كل أهالي قرية براوة وقت زيارتهُ .

وبعد صلاة القديس أعطى الله المقدس سليمان ستة أبناء وثلاث بنات ولكنهُ أخذ منه الغنى الكثير وترك له القداسة مع الهيبة والكرامة فكرس آخر ثلاثين سنة من حياتهُ للحياه مع الله ببركة صلوات القديس وتنيح قبل القديس بعدة سنوات (1932م).

الراهب إبراهيم البراوي:

إطمئن الرهبان برئاسة القمص إبراهيم الهوري على صدق نية إبراهيم فقاموا برهبنتهُ وصار إسمهُ بعد الرهبنة " الراهب إبراهيم حنا البراوي المقاري" ثم أُختصر الأسم بعد ذلك في شهرتهُ إلي

" إبراهيم البراوي ".

النسك الشديد والنعمة الإلهية:

بعد رهبنة القديس في دير أبومقار دخل في مراحل جهاد عنيفة حتى أنهُ صار من قديسين برية شيهيت المقدسة في خلال سنوات قليلة وكان قويًا جدًا ولهُ كلمة قوية نافذة لا ترد فارغة وكان ذاهد في كل شئ وناسك عظيم فلم يكن يأكل إلا مرة واحدة كل ثلاثة أيام وكان طعامهُ كوليشي ان كان (أي خبز يابس بسيط) ورغم هذا النسك العظيم إلا أن النعمة الإلهية كانت تغمرهُ فكان رغم نحافتهُ إلا أن وجههُ كان أبيض منير وخدودهُ مملوءة بالدموية( موردة أو وردية).

البراوي وإنكار الذات :

وبعد المعجزات العظيمة التي صنعها الرب بواسطتهُ ولم يعد قادر على إنكارها أو التخفي لذا فقد كان القديس أحيانـًا يستخدم محبة المال وسيلة لإنكار ذاتهُ لكنهُ فشل في هذا لأن الله كان مصرًا على إظهار قداستهُ في كل كلمة ينطق بها وإزاء هذا كان القديس يتصنع عدم الفهم أحيانًا ويقول على النبؤات التي كان يتنبأ بها وتتحقق بالتفصيل " إنها تحدث معهُ بالصدفة أو شئ من هذا القبيل.

الكوكب ابن الكوكب:

كانت لهُ كلمة مأثورة يقولها بإفتخار شديد تدل على مدى علاقتهُ القوية بالقديس مقاريوس الكبير ومدى إعتزازه ببنوتهُ لهُ في الرهبنة إذ كان يقول " أنا ابن أبو مقار على سن ورمح " والتي جاء منها ( الكوكب ابن الكوكب ) وكان يحب السيدة العذراء جدًا.

البراوي والبابا كيرلس الخامس:

كانت له علاقة حميمة بالبابا كيرلس الخامس وكان البابا يدعوه بالبراوي المبروك.

البراوي والكهنوت:

سيم قسًا ثم قمصًا ومن شدة ثقة البابا في قداستهُ إستدعاه ليخدم مذبح دير الأمير تادرس الشطبي بحارة الروم بالقاهرة ويصير أب إعتراف للراهبات فكانت الراهبات تحبه جدًا وكن يقلن بمحبة

" أخونا إبراهيم البراوي " تعبيرًا عن شدة رعايتهُ لهن .

البراوي والشاه الحمصاني:

كان موقر جدًا عند البابا يؤانس التاسع عشر وكان البابا يهابهُ ويحبهُ محبة شديدة جدًا حتى أنهُ أهداه ثوبهُ الذي كان يرتديه وهو جالس على كرسي مار مرقس والذي كان يسمى بالشاه الحمصاني وكان تطريز الثوب جميلاً مزين بالملائكة والزروع والكروم والصلبان المطرزة و على رأسهُ تاج مطرز وبه صور السيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين ويوجد في وسط التاج صليب من أعلى وكذلك منطقة من ذهب على صدرهُ وصليب ذهب في عنقهُ (وأيضًا عكاز أبيض في يده).

وكان القديس يصلي في هذه الملابس الباباوية حتى نياحتهُ ولأنهُ تنيح في نهاية القداس ساجدًا أمام المذبح قبل أن يصرف ملاك الذبيحة فهذه هي الملابس المدفون فيها القديس ابراهيم البراوي .

نياحة القديس :
سجل لنا خبر نياحة القديس المتنيح نيافة الأنبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان العامر (وأخرون ) إذ كان من أحباء القديس ومن تلاميذهُ رغم أنهُ من دير السريان والقديس من دير أبو مقار وللأسف لم نعرف الكثير عن سِر العلاقة بينهما .
كانت للقديس صلاة دائمة " يا رب خذني في ساعة ترضي صلاحك" فسمع الله لصلاتهُ فظهر لهُ اخاه المقدس سليمان
( الذي تنيح قبلهُ بسنوات1932م) قبل نياحتهُ بحوالي ثلاثة أشهر وأخبره أن يذهب ويودع كل أحبائه لأن ساعتهُ قد جاءت فتعجب القديس أن الله قد إختار أخاه المتزوج ليخبرهُ بيوم نياحتهُ فقال لهُ المقدس سليمان لماذا تتعجب ، انت مُش عاوز حد يدخل السما إلا الرهبان بس ، يا أبونا إبراهيم الله هو وازن القلوب .

وبعد أن ودع القديس أهلهُ وأحبائه في براوه وأبوجرج والطيبة والقاهرة وأخبرهم أنهُ ذاهب ليتنيح في ديرهُ رجع الى دير القديس مقاريوس الكبير ببرية شيهيت وصلي القداس وبعد التناول وقبل صرف ملاك الذبيحة سجد أمام المذبح المقدس وتنيح بسلام وكان الرهبان ينتظرونهُ حتى يقوم ويصرف ملاك الذبيحة ولما طال الإنتظار علموا إنهُ تنيح بسلام في أفضل ساعة ترضي صلاح الله حسب شهوة قلبهُ ولكي يُعلن الله عن مدى قداستهُ وبرهُ وكان ذلك سنة 1941م عن عمر يناهز الثمانين.

بركة هذا القديس العظيم تكون مع جميعنا ولإلهنا المجد الدائم من الآن والى أبد الآبدين آمين.

وبعد نياحتهُ بأكثر من ستين سنهُ كشف الله بمعجزات عظيمة عن سيرتهُ ومازال الرب يتمجد بمعجزات وظهورات تعلن عن مدى صلاحهُ وتقواه ورغبة السماء في الإعلان عن قداستهُ، حقًا قال الرب " من يخدمني يكرمهُ الآب " ( يو26:12 ) وأيضًا " أنا ممجد فيهم "( يو10:17 )
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
معجزات القديس ابونا ابراهيم البراوى المقاري بعد نياحته
ابونا ابراهيم البراوى المقارى إيليا في القرن العشرين
سيرة اسحق ابن ابراهيم خليل الله
سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى
القديس العظيم أبونا إبراهيم البراوي ( الكوكب إبن الكوكب )


الساعة الآن 01:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024