المرأة الخاطئة
بقلم القديس إفرام السرياني قيثارة الروح
اسمعوا وتعزوا أيها الأحباء عندما ترون رحمة الله للمرأة الخاطئة إذ غفر لها خطاياها، نعم لقد وقف إلى جوارها عندما كانت هدفاً للإنتقاد. بالطين فتح عيني الأعمى حتى نظرت عيناه النور (يو 9)، وأعطى الشفاء للمفلوج فقام ومشى وحمل فراشه (مت 9). أما نحن فقد أعطانا اللآليء أي جسده ودمه الأقدسين. لقد أحضر أدويته خفية ومعها يعطي الشفاء علانية وكان يتجول في أرض اليهودية كالطبيب يحمل أدويته معه، دعاه سمعان على وليمة لكي يأكل خبزاً في بيته (لو 7) فسُرَت المرأة الخاطئة عندما سمعت أنه كان جالساً يأكل في بيت سمعان، وتجمعت أفكارها كالبحر وهاجت مشاعر المحبة في قلبها كالأمواج. لقد رأت بحر النعمة وكيف أنحصر في مكان واحد، وقررت أن تذهب وتفرق كل شرورها في أمواجه.
لقد قيدت قلبها لأنه أخطأ ، بسلاسل ودموع الألم، وبدأت تبكي في داخلها: "ماذا استفدت من الزنا وماذا أفاتني النجاسة، لقد أفسدت أصحاب العفة بلا خجل، أفسدت اليتيم، وبلا خوف سلبت التاجر تجارته وشهواتي لم تشبع. كنت كالقوس في الحرب وقتلت أبراراً وأشراراً، كنت كعاصفة في البحر وأغرقت سفن الكثيرين. لماذا لم أكسب رجلاً واحداً ربما استطاع أن يقومني ويخلصني من الدنس؟ إذ أن رجلاً واحداً هو من الله أما الكثيرين فمن الشيطان.
رددت هذه الأقوال في داخلها أولاً ثم بدأت تنفذها علانية، فاغتسلت وأزالت من عينيها الأصباغ التي أعمتها، وانهمرت الدموع فوق ألوان عينيها، خلعت من يديها زينة شبابها، ونزعت عن جسدها ثياب الخطية الناعمة ووضعت في نفسها أن ترتدي رداء المصالحة. خرجت وألقت عن نفسها حذاء الن
09 - 02 - 2015, 06:28 AM
رد: المرأة الخاطئة _ إفرام السرياني
العرض العادي
