رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يمكن للإنسان أن يعيش بدون الله؟ الجواب: خلافاً لمزاعم الملحدين وخلافه عبر القرون، لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون الله. وفي حين أنه يمكن للإنسان أن يعيش حياته بدون أن يعترف بالله، ولكن لا يستطيع العيش بدون إدراك حقيقة الله. كخالق، أسس الله الحياة البشرية. بالقول أنه يمكن للإنسان أن يعيش بدون الله، وكأننا نقول أن هناك ساعة ولكن لا يوجد صانع للساعات أو أن هناك قصة ولكن لم يقم أحد بكتابتها. فنحن مدينين بكينونتنا لله الذي خلقنا على صورته كشبهه (تكوين 27:1). ووجودنا يعتمد على الله إن إعترفنا بوجوده أم لم نعترف. كرزاق، الله دائماً ما يعطي الحياة (مزمور 10:104-32). هو الحياة (يوحنا 6:14)، وكل خليقته مرتبطة بقوة المسيح (كولوسي 17:1). وحتى الذين يرفضون الله، يتلقون قوتهم منه: " لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فأنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين" (متى 45:5). ففكرة حياة الإنسان بدون الله هو تماماً مثل زهرة بلا ماء. كفادي، الله يعطي حياة أبديه لمن يؤمن. هناك حياة في المسيح وهو نور الإنسان (يوحنا 4:1). أتى المسيح ليمنحنا حياة "حياة أفضل" (يوحنا 10:10). وكل الذين يؤمنون به يعدهم الحياة الأبدية معه (يوحنا 15:3-16). فلكي يعيش الإنسان – حق الحياة – لا بد وأن يعرف الله (يوحنا 17:3). بدون الله، تكون حياة الإنسان جسدية فقط. حذر الله آدم وحواء يوم عصيانهم بأنهم "موتأ تموتا" (تكوين 17:2). وكما نعلم أنهم قاموا بعصيان الله، ولكنهم لم يموتا جسدياً في ذلك اليوم، بل، ماتا روحياً. شيء في داخلهم قد مات – وفقدوا الحياة الروحية التي إختبروها بشركتهم مع الله، وحرية التمتع به – وبراءة وطهارة نفوسهم. ولقد لعن آدم الذي خلق ليعيش ويعبد الله. وما كان يعزم الله أن يكون من التراب الي المجد أصبح تراب الى تراب يعود. ومثل أدم، يعيش الإنسان اليوم لفترة زمنية على الأرض. وربما يبدو ذلك الشخص سعيداً، فهناك ما يمكن التمتع به على الأرض. وهناك البعض الذين يرفضون الله ويعيشون حياة التمرد والعصيان. وربما تبدو حياتهم الجسدية سهلة ومريحة. فالكتاب يخبرنا أن هناك قدر معين من الإبتهاج بالخطيئة (عبرانيين 25:11). ولكن المشكلة تكمن في أن ذلك شيء وقتي، وأن الحياة في هذه الأرض قصيرة (مزمور 3:90-12). وسرعان ما سيدرك الإنسان مثل الإبن الضال أن فرح العالم لا يدوم (لوقا 13:15-15). ولكن ليس كل من يعصي الله هو إنسان متهور. فهناك الكثير من الذين لم يقبلوا خلاص الله، يعيشوا حياة منظبطة ورصينة – بل ربما سعيدة ورغدة. والكتاب المقدس يقدم مباديء يمكن لأي فرد الإستفادة منها مثل الإخلاص، الأمانة، التعفف، الخ وسفر الأمثال 3:22 يعتبر مثالاً للحقائق العامة. ولكن المشكلة أن عندما لا يعرف الإنسان الله تحد حياته لهذا العالم فقط. والحياة السهلة على الأرض لا تعني سهولة الحياة الأبدية - أنظر المثل الموجود في لوقا 16:12-21، والحديث الذي تبادله المسيح مع الشاب الغني في متى 16:19-23. بدون الله، يصبح الإنسان غير مكتفي حتى في حياته الأرضية. قال توماس ميرتون أن الإنسان ليس على سلام مع أخية الإنسان لأنه ليس له سلام مع نفسه، وأنه سيظل قلق لأنه ليس له سلام مع الله. والبحث عن السعادة في حد ذاته مؤشر لإضطراب في حياة الإنسان. ولقد إكتشف الإنسان على عبر العصور أن السعادة الوقتية تؤدي الى إكتئاب أعمق. وشعور مستمر بأنه هناك "شيء ليس على مايرام" ولا يستطيع الإنسان أن يتغلب علىذلك الشعور. ونجد أن الملك سليمان قد تمتع بكل لذات العالم وتحدث عن ما اكتشفه في سفر الجامعة. ولقد إكتشف أن العلم في حد ذاته، عقيم (سفر الجامعة 12:1-18). وأن الثراء والمتعة، بلا نفع (1:2-11)، وأن المادية، حماقة (12:2-23)، وأن الثراء، سراب (أصحاح 6). واكتشف أن الحياة هبة من الله (12:3-13)، وأن الطريقة الوحيدة للحياة، هى مخافة الله: "اتق الله واحفظ وصاياه، لأن هذا هو الإنسان كله. لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة، على كل خفي، إن كان خيراً أو شراً" (13:12-14). فلذا نجد أن الحياة أكثر جداً من جرد كياننا المادي على الأرض. ويقول يسوع "مكتوب، ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى 4:4). ليس بالخبز (وجودنا المادي) ولكن كلمة الله (وجودنا الروحي) هو ما يحيينا. وقال بليز باسكال أنه " باطل أيها الإنسان أن تبحث بداخلك عن دواء الشقاء" فالإنسان يمكنه أن يجد الحياة والسعادة الحقيقة من خلال معرفته بالله. بدون الله، مصير الإنسان هو الموت. فالإنسان بدون الله مائت روحياً، فعند نهاية حياة الإنسان جسدياً – يواجه الموت الأبدي – و الإنفصال الأبدي عن الله. وفي لوقا 19:16-31 يعيش الغني حياته بلا تفكير في الله، بينما يعاني اليعازر ولكنه يتمتع بمعرفة الله. وبعد موتهما، يدركا نتائج اختيارهما. فيرفع الرجل الغني عينيه وهو في لب الجحيم، ويدرك متأخراً أن الحياة أكثر من مجرد وقت أرضي. بينما ينعم اليعازر بالفردوس. ويدرك الرجلان أن حياتهما الأرضية القصيرة لا تقارن بحياتهم الأبدية. الإنسان خليقة فريدة. ولقد جعل الله الأبدية في قلب كل منا (سفر الجامعة 11:3)، وهذا الشعور بمصير لا ينتهي هو احساس يكتمل بمعرفة الله وحده. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا يمكن أن يعيش الإنسان بدون النور |
هل يمكن للإنسان أن يصل إلى الله دون أن يعلن الله نفسه |
يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر |
يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر |
لا يمكن للإنسان أن يحب الله محبةً حقيقيةً وثابتة |