تفاصيل حادث اختفاء طفلين والعثور عليهما جثتين بهما آثار تعذيب
خيم الحزن الشديد على أهالى حى كفر عبد العزيز بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بعد الحادث البشع الذى هز مشاعر أهالى مدينة الزقازيق، باختفاء الطفلين "مروان " 4 سنوات و" بلال" 4 سنوات، يوم الجمعة الماضى، والعثور عليهما بعد 6 ساعات جثتين وبهما آثار تعذيب، مما آثر حزن أهالى الكفر الذين أعلنوا جميعا التضامن مع أسر الطفلين، فى تنظيم وقفة أمام ديوان مديرية أمن الشرقية، لكشف غموض وفاة الطفلين . أسرة بلال تعثر عليه جثة هامدة بعد 10 ساعات من حفل زفاف شقيقه الأكبر فى شارع بخيت حماد بكفر عبد العزيز، دائرة قسم ثانى الزقازيق، يقيم "حسن طلبة " 47 سنة يعمل بكشك شاى بالمنطقة لكى ينفق على أبنائه الأربعة، بمنزل بسيط، ومعه أمه وشقيقه وابنة شقيقه التى توفى زوجها منذ 3 سنوات. لم يعلم "بائع الشاى" الذى لا يملك قوت أبنائه سوى يوما بيوم، أن اليوم الذى يفرح فيه بحفل زفافه نجله الأكبر "حسام " 23 سنة، بعدها بـ10 ساعات سوف يعثر على جثة نجله الأصغر "بلال" 4 سنوات جثة هامدة معذب، ليتحول الفرح إلى مأتم فى أقل من 10 ساعات، تنطفئ الأنوار وترتدى النسوة بالمنزل والعروسة الملابس السوداء على الحادث البشع الذى عاشوه. "اليوم السابع" انتقل إلى كفر عبد العزيز للقاء أسر الطفلين، وفى البداية وجدنا سكان الحى متجمعين رجال ونساء وشباب وأطفال، تملأ أعينهم الدموع ويبدو على وجوههم الحزن الشديد، فقدموا لهم واجب العزاء وتوجهنا إلى مقابلة أسر الطفلين. جدة الطفلين أعطيتهما 2 جنيه لشراء حلوى وغاب بعدها للأبد وقلبى اتحسرعليهما داخل المنزل المتواضع الذى يدل على أن مالكه لا يمتلك شيئا من الدنيا، سوى قوت يومه، تجلس سيدة عجوز بالمنزل تبكى بدموع حزينة ومؤلمة، "فكرية سليم محمد " 75 سنة جدة الطفلين، فجلسنا بجوارها لكى نعرف منها تفاصيل الحادث . تقول الجدة : "بلال ابن نجلى" حسن "ومروان ابن بنت بنتى، وأبوه متوفى منذ 3 سنوات وأمه رفضت الزواج، وتعيش معانا بالمنزل تبيع بعض الحلوى للأطفال لكى تنفق على مروان وحيدها، ويوم الخميس الماضى كان فرح "حسام" نجل "حسن" نجلى، وصباح يوم الجمعة الماضى صحى بلال من النوم مبكرا وصحى مروان وطلبا منى فلوس أعطيت كل منهما جنيه وخرجا لشراء الحلوى من عند بقالة بالشارع، وبعدها بفترة لم يعودا، فصرخت فصحى جميع من بالمنزل وخرجا للبحث عليهما حتى عثر عليهما مقتولين بأرض فضاء تبعد أمتارا عن منزلنا". والد بلال: الطفلان تم خطفهما وتعذيبهما حرقا من جانبه: يقول "حسن طلبة" 47 سنة والد الطفل مروان: "لدى 4 أبناء، يوم الخميس الماضى كان عندى فرح فى المنزل فرح ابنى الكبير "حسام وصباح يوم الجمعة، خيم الحزن على منزلى وتحول الأهالى من مهنئين بفرح حسام إلى معزيين فى وفاة نجلى الأصغر "بلال". وأضاف "حسن" "الطفلان اختفيا ثم عثر عليهما بعد 6 ساعات مقتولين ومعذبين بحروق، والشرطة خذلتنا، مما جعلنا نبحث بنفسنا عن حق الطفلين، وسوف نقوم بالتصعيد غدا بتنظيم وقفة أمام مديرية أمن الشرقية لمعرفة حق الطفلين، الذين خرجا سويا فى نعش واحد أبكى جميع أهالى كفر عبد العزيز. واحنا عشان ناس غلابة مفيش حد عبرنا ولا المحافظ عزنا". عم الطفل بلال وخال والدة مروان طلبت التشريح حرصا على حق الطفلين ويقول "محمد طلبة " 48 سنة عم بلال وخال والدة مروان: "حملت الطفلين بعد العثور عليهما مقتولين وذهبت بهما إلى مستشفى الأحرار، وطلبت من الشرطة تشريح الجثتين، بعد أن شعرت بعدم اهتمام منهم للبحث عن حق الطفلين وليس على لسانهم سوى أن الطفلين توفيا نتيجة ضربة شمس وتناولا وجبة فاسدة من الشارع، وكل ما يمهما هو استخراج تصريح الدفن لنا، وفى الوقت الذى كان طبيب بالمستشفى يبكى بدموع حارة على مشهد الطفلين فى المشرحة. والدة بلال النيابة لم ترسل لنا لتسألنا فى الواقعة وتقول "أمل" والدة بلال: "أنا عايزة حق ابنى كبدة قلبى، الحكومة لم تشعر بنا، ودا مش يرضى ربنا، عشان أحنا ناس غلابة، مفيش حد يجيب حق الطفلين". والدة مروان زوجى توفى وماليش غير مروان فى الدنيا فيما تقول "حنان محمد عبد العزيز" 30 سنة والدة الطفل مروان، إن زوجها متوفى فى حادث منذ 3 سنوات وليس لديها أبناء سوى "مروان" ورفضت الزواج بعد وفاة زوجها لكى تربى ابنها الوحيد وتقيم بمنزل خالها "حسن " والد بلال، ويوم الجمعة خرج مروان مع بلال لشراء حلوى ولم يعودا للمنزل، وهما مولودين فى نفس الساعة وتوفيا سويا وخرجا فى نعش واحد. فيما تجمهر العشرات من أهالى الكفر أمام المكان الذى عثر فيه على الجثتين، لمطالبة الشرطة بكشف غموض الواقعة. مدير أمن الشرقية يتلقى إخطارا من قسم ثانى الزقازيق بالواقعة البداية كانت بتلقى اللواء خالد يحيى مدير أمن الشرقية، إخطارا من قسم ثانى الزقازيق، يفيد وصول الطفلين "بلال حسن طلبة" 4 سنوات ونجل بنت عمة والده "مروان زكريا صالح" 4 سنوات، لمستشفى الأحرار متوفيين، وأفادت مديرية أمن الشرقية، أن الطفلين توفيا نتيجة تناولهما مبيدا حشريا من وجبة بالشارع، وأنه لا توجد دوافع انتقام وراء الحادث.
نقلا عن اليوم السابع
14 - 08 - 2015, 02:29 PM
العرض العادي
