رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلاة النوم - رتبتها الكنيسة تذكارًا لدفن جسد الرب يسوع له المجد في القبر بعد موته وإنزاله من على الصليب وتكفينه بعد وضع الأطياب والحنوط على جسده الطاهر، وتسمى أيضًا صلاة الساعة الثانية عشر. - رتبتها الكنيسة أيضًا حسب قول المرنم "ذكرتك على فراش. في السهر ألهج بك لأنك كنت عونًا لي وبظل جناحيك أبتهج" (مز6:63) وقوله أيضًا "بالنهار يوصى الرب رحمته وبالليل تسبيحه عندي صلاة لإله حياتي" (مز8:42) أي في النهار يوصى الرب رحمته بي لتحفظني وترعاني في كل أعمالي وتحركاتي وأسفاري، وفي الليل قبل أن أنام أقدم له صلاة الشكر والتسبيح على هذه الرحمة والعناية والحفظ والاهتمام. - ولا يستطيع أحد أن يطلب هذا الطلب إلا إذا كان مستعدًا تمامًا مقدما توبة نقية لها أثمار صالحة. - إذن فصلاة النوم هي صلاة التوبة، فيها يقدم الإنسان للرب في آخر كل يوم توبة قلبية عن كل خطاياه وأخطائه التي صنعها خلال يومه، ويطلب من الرب الصفح والغفران كما يطلب من الرب أن يتفضل ويحفظه في ليلته بغير خطية. - يقدم الإنسان هذه التوبة لله قبل أن ينام حسب نصيحة المرنم "الذي تقولونه في قلوبكم أندموا عليه في مضاجعكم" (مز4:40) وقوله "في العشاء يكون البكاء (بكاء التوبة والندم على الخطية) وفي الصباح الترنم" (مز5:30). - لذلك نجد أن مزامير صلاة النوم تميل دائمًا إلى الصراخ واللجاجة والانسحاق والتوبة مثل: - من الأعماق صرخت إليك يا رب. إن كنت للآثام راصدا يا رب، يا رب من يثبت لأن المغفرة هي من عندك" (مز129). - "يا رب لم يرتفع قلبي ولم تستعل عيناي" (مز130). والاتضاع هو أبو التوبة وأساسها. - "بكينا عندما تذكرنا صهيون" (مز136) وصهيون هي أورشليم السمائية، والبكاء هو بكاء التوبة. - "الرب يشفي منكسري القلوب ويجبر جميع كسرهم" (مز146). ومنكسرو القلوب هم أصحاب القلوب التائبة النادمة على ما فرط منها من خطايا وزلات. - أما قطع النوم فتفيض كلها بمشاعر التوبة والانسحاق وتذكار الدينونة الرهيبة وحث النفس على القيام من رقاد الكسل والتلذذ بالخطية لتقديم توبة نقية قبل فوات الأوان ثم استمطار مراحم الله التي بدونها لن يخلص أحد ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض. - أما قطعة "تفضل يا رب" ففيها الكثير من مشاعر التوبة والانسحاق مثل: - تفضل يا رب أن تحفظنا في هذه الليلة بغير خطية. - لتكن رحمتك علينا يا رب كمثل اتكالنا عليك. - أنا طلبت الرب وقلت أرحمني وخلص نفسي فإني أخطأت إليك. - فلتأت رحمتك للذين يعرفونك وبرك لمستقيمي القلوب. - جيد هو الاعتراف للرب (أي تقديم توبة أمام الرب). أما تحليل صلاة النوم ففيه طلبات غاية في العمق إذا صلاها الإنسان بهدوء وتأمل فيقول: يا رب جميع ما أخطأنا به إليك في هذا اليوم: إن كان بالفعل: قف عندها وفكر في الخطايا التي صنعتها في هذا اليوم وقدم عنها توبة. أو بالقول: قف عندها وفكر في خطايا القول التي نطقت بها كالحلفان والكذب والشتيمة والإدانة والنميمة وعبارات التذمر وقدم عنها توبة لله. أو بالفكر: تذكر خطايا الفكر التي صنعتها كأن تكون قد فكرت فكرًا نجسا أو فكر غضب أو حسد أو إدانة على أحد وقدم عنها توبة لله تقول: أخطأت يا رب أغفر لي فكر الإدانة أو الحسد ضد فلان أو فلان. لأن الأفكار الردية خطايا يحاسبنا الله عليها حسب قوله "أنا أجازي أعمالهم وأفكارهم" (أش18:66). أو بجميع الحواس: فكر هل صنعت خطية بإحدى حواسك. العين أو الأذن أو اللسان أو اليد، أذكرها وقدم عنها توبة. ثم أكمل صلاة التحليل قائلًا فاصفح وأغفر لنا من أجل اسمك القدوس كصالح ومحب للبشر.. إلخ. وليكن في عِلْمَك أن تقديم التوبة اليومية بهذه الصورة لا يغني عن الاعتراف بهذه الخطايا أمام الأب الكاهن وكيل أسرار الله لسماع الحل من فمه حسب السلطان المعطى له "كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت18:18). ملحوظة: توجد بالأجبية صلاة تسمى "صلاة السِتار" بكسر السين، وهي خاصة بالآباء الرهبان يصلونها بعد صلاة النوم عند انسدال ستار الظلمة في أول الليل، وهي صلاة طويلة وعميقة وممتعة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلاة النوم | أنعم علينا اللهم بليلة سالمة وبهذا النوم طاهرا |
صلاة قبل النوم |
صلاة قبل النوم |
صلاة قبل النوم |
صلاة النوم |