رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يحدث التغيير كيف يدخل هذا التغيير إلي حياتك؟ إنك لن تتغير بحق، إلا إذا دخلت محبة الله إلي قلبك. اسأل نفسك بصراحة: ما سر عدم الثبات في حياتك؟ لماذا تقوم وتسقط، وتعلو وتهبط؟ ما السبب؟ ما هي مشكلتك الحقيقية في حياتك الروحية؟ أن مشكلتك هي بكل صراحة: إنك تريد أن تحب الله، مع بقاء محبة العالم في قلبك. فأنت تحب العالم، ولك فيه شهوات تعرفها. غير انك من أجل الله-تحاول أن تقاوم هذه الشهوات.. تقاومها من جهة الفعل، مع بقائها من جهة الحب. في قلبك اثنان لا واحد. ينطبق عليك قول أحد الأدباء: "وكنت خلال ذلك، أصارع نفسي وأجاهد، حتى كأنني اثنان في واحد هذا يدفعني. وذاك يمنعني".. مشكلتك إذن، هي هذه الثنائية التي تعيشها. هذا الصراع الذي فيك بين محبة العالم، بين الخير والشر، البر والفساد، الحلال والحرام. ذلك لأن محبة الله لم تستقر بعد قلبك. لا تتمسك إذن بالتفاصيل، وتترك هذا الجوهر، أعني محبة الله. صارع مع الله في بداية هذا العام، وقل له: "أريد يا رب أن أحبك. أريد أن محبتك تسكن في قلبي. أنا محتاج أن أحب الخير والقداسة، أن أحب الفضيلة والحق". "لا أريد أن أضع أمامي الخير كوصية، وإنما كحب.." "لا أريد أن تكون الخير وصية، أكافح نفسي لكي أصل إليها. إنما أريد أن يكون الخير حبًا، أتمتع به.. أريد أن تكون وصيتك محبوبة لدي. أجد فيها لذة. أذوقها فتشبع نفسي.. مثلما قال داود النبي "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفس كما من لحم ودسم" (مز 62)، محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119)، "أحببت وصاياك أكثر من الجوهر الكثير الثمن" (مز 119)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى."وجدت كلامك كالشهد فأكلته.. أحلي من العسل والشهد في فمي" (مز 119). هذا الأساس المتين، الذي تبني عليه حياتك الروحية.. من الصعب ومن المؤلم، أن تكون حياتك صراعًا متوصلًا: قيام وسقوط، توبة ورجوع، حياة مع الله وحياة مع العالم إذن قف وقل له: أنزع مني يا رب هذه الشهوات الباطلة. أنزعها أنت بنعمتك، بقوتك الإلهية، بفعل روحك القدوس.. أنزع مني محبة العالم. أنزع مني القلب الحجر. أنا أضعف من أن أقاوم. وقد دلت الخبرة علي سقوطي في كل حرب مهما كانت بسيطة. ليست لدي أية قوة. ولست لدي أية قوة. ولست مستطيعًا أن أعتمد علي نفسي. فادخل أنت إلي حياتي وانقذني. أنني مثل إنسان مهدد بالموت، فماذا بالموت، فماذا أفعل؟ أنني امسك بقرون المذبح، في مدينة الملجأ، لأجد حياة لأنني لو تركت قرون المذبح، أقاد إلي القتل، ولا قوة لي.. أن قلبي الذي يحبك، أو الذي يريد أن يحبك، لا تزال فيه محبة الخطية. لا تزال فيه الشهوة الفلانية تتعبه. وها أنا قد أمسكت بك.. ولن أتركك حتى أتمتع بالآية القائلة: أبيض أكثر من الثلج. ومتى أبيض أكثر من الثلج؟ عندما تغسلني أنت.. إذن "انضح علي بزوفاك فأطهر. واغسلني فأبيض أكثر من الثلج (مز 50) نعم هذا الذي نقوله في الكنيسة، في صلوات القداس الإلهي: "طهر نفوسنا، وأجسادنا، وأرواحنا". أنت الذي تطهرها، لأنها لا يمكن أن تطهر بدونك.. أنت الذي ستطهر فينا النفس والجسد والروح. أنت الذي ستنزع هذه النفس الساقطة الخاطئة الملوثة، وتعطينا بدلًا منها نفسًا جديدة.. تعطينا روحًا جديدة، قلبًا جديدًا، وتر علينا ماء طاهرًا فنطهر.. أنت يا رب منذ زمان، رششت علي ماء طاهرًا فطهرت، ثم رجعت فلوثت نفسي. لكن لي أملًا في قولك المعزي: من كل نجاساتكم، ومن كل أصنامكم، أطهركم وأعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة في داخلكم. نعم يا أخوتي، ليتكم تحفظون هذه الآيات. وتصارعون بها مع الله.. |
|