وإن كان بنو قورح هنا يُقارنون بين غلاوة العش عند الطائر بصفة عامة، ومكانة بيت الله عند كل تقي. أقول أن الطائر لا يُخطئ في تحديد عشه، ولا يرضى به بديلاً، لكن هل هكذا نحن أيضًا إزاء بيت الله؟! إلى أي درجة نُقدِّر ونهتم ببيت الله؟ ما أروع ما قيل عن الكامل القدوس الفريد، وهو يخاطب أبيه متفكرًا بما يلحقه من ألم وضيق في سبيل فعل إرادة أبيه «لأني من أجلك احتملت العار. غطَّى الخجل وجهي. صرت أجنبيًا عند إخوتي، وغريبًا عند بني أمي. لأن غيرة بيتك أكلتني، وتعييرات معيِّريك وقعت علي» (مز69 : 7-9).
إلى أي درجة نُظهر تعلقنا وشغفنا بهذا البيت؟ ما أكثر الإشارات التي فيها نجد سيدنا الكريم متواجدًا فيه، مظهرًا كل تقديره واهتمامه به.