الرد على ادعاء ان الرب يقتل في يكونون دمنة على وجه الأرض وبالسيف والجوع يفنون ارميا 16
Holy_bible_1
الشبهة
من اقوى نصوص القتل واوامر الإرهاب في الكتاب المقدس ما يقوله في
إرميا(16-3):" لأنه هكذا قال الرب عن البنين وعن البنات المولودين في هذا الموضع وعن أمهاتهم اللواتي ولدنهم وعن آبائهم الذين ولدوهم في هذه الأرض 4 ميتات أمراض يموتون.لا يندبون ولا يدفنون بل يكونون دمنة على وجه الأرض وبالسيف والجوع يفنون وتكون جثثهم أكلا لطيور السماء ولوحوش الأرض"
اين إله الرحمة هذا
الرد
كالعادة المشككين يتكلموا بأعداد يقتطعونها من سياقها ويدعوا سواء بجهل او بتدليس انها أوامر بالقتل رغم ان هذا العدد على سبيل المثال مثل غيره الكثير من الاعداد هو نبوة عن عقاب شعب اسرائيل على خطاياها بعد تحذيرهم وتوضيح ان حسب اختيارهم سيجنون اما راحة او اتعاب وليس امر بالقتل على الاطلاق ولا الرب سيقتل أحد بل الرب فقط يوضح ان الذين يصرون على رفضه فالرب يرفع حمايته عنهم لأنه لا يجبر أحد ومع هذا يخبرهم بنبوة لتحذيرهم بما سيحدث لهم. وندرس معا ما يقول ارميا النبي في هذا الجزء
سفر ارميا 16
هذا الاصحاح هو نبوة يخبر الرب فيها ارميا بما سيحدث وبناء عليه يقدم له نصائح مثل ان لا يتزوج من بنات الأرض لما سيحدث من اتعاب كثيرة ولكن أيضا يختم الاصحاح بان هناك رجاء في المستقبل والتمتع بالخلاص بالمسيح.
وينقسم
1. نصيحة الرب لارميا بعدم الزواج لما سيحدث للشعب
[1-9].
2. اعتزال الحياة اليومية
[10-13].
3. خروج جديد
[14-15].
4. الفرح بالخلاص المسياني
[16-21].
والجزء الذي استشهد به المشكك هو التالي
16 :1ثم صار الي كلام الرب قائلا
هذا يؤكد ما قلت ان الكلام نبوة لانه كلام الرب لارميا عما سيحدث
16 :2لا تتخذ لنفسك امراة ولا يكن لك بنون ولا بنات في هذا الموضع
الرب ينصح ارميا بان لا يتزوج وهذا تحذيرا لما سيكون ولكن لا يتعذب ارميا بان يرى من يحبهم مثل زوجة وأبناء بأن يصابون باوبئة التي ستضرب هذا الموضع.
16 :3لانه هكذا قال الرب عن البنين وعن البنات المولودين في هذا الموضع وعن امهاتهم اللواتي ولدنهم وعن ابائهم الذين ولدوهم في هذه الارض
هذا تأكيد أنها نبوة وما سيحث للنساء والبنين والبنات.
16 :4ميتات امراض يموتون لا يندبون و لا يدفنون بل يكونون دمنة على وجه الارض و بالسيف و الجوع يفنون و تكون جثثهم اكلا لطيور السماء و لوحوش الارض
ومن هذا نتأكد ان ما يقال في هذا العدد هو ليس وصية ولا غيره مما ادعاه المشكك. بل هو نبوة يخبر بها الرب نبيه ارميا وبناء عليه يقدم له نصيح ان لا يتزوج من بنات هذه الأرض ولا ينجب في هذا الموضع.
وكما شرحت سابقا الرب يحمي شعبه باستمرار ولكن لا يجبرهم على قبول حمايته فان قبلوه ربا واتبعوا وصاياه يكون لهم الها وابا وحاميا من الحروب والاوبئة والمجاعات والشرور. ولكن ان خالفوا وصاياه ورفضوه فهو لا يجبرهم بل يتركهم لحرية اختيارهم وينزع حمايتهم عنهم وفي هذا الوقت يصابوا بسماح منه بالسيف والاوبئة والمجاعات
وما يؤكد ما أقول هو الاعداد التالية.
16 :5لانه هكذا قال الرب لا تدخل بيت النوح و لا تمض للندب و لا تعزهم لاني نزعت سلامي من هذا الشعب يقول الرب الاحسان و المراحم
أي الرب هو إله الاحسان والمراحم وهذا نفس ما قاله
رسالة يعقوب 1
1 :13 لا يقل أحد إذا جرب إني أجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب احدا
1 :14 ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته
فهو لا يجرب بالشرور بل يريد المراحم للكل ومن احساناته ان يحمي من يطلبه من الشرور. ولكن من يرفض الرب، الرب لا يجبره على قبول احساناته فينزع الرب سلامه من الشعب الذي رفضه ولكن أيضا ينذر قبل ان يرفع رحمته وقبل ان تحدث الضربات.
وعندما يرفع رحمته يحدث التالي
16 :6فيموت الكبار و الصغار في هذه الارض لا يدفنون و لا يندبونهم و لا يخمشون انفسهم و لا يجعلون قرعة من اجلهم
16 :7و لا يكسرون خبزا في المناحة ليعزوهم عن ميت و لا يسقونهم كاس التعزية عن اب او ام
16 :8و لا تدخل بيت الوليمة لتجلس معهم للاكل و الشرب
16 :9لانه هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل هانذا مبطل من هذا الموضع امام اعينكم و في ايامكم صوت الطرب و صوت الفرح صوت العريس و صوت العروس
وهنا بعد ان فهمنا سياق الكلام ان من يرفض الرب هذا لن يفوز بحماية الرب فيتعرض لأتعاب من الأعداء واوبئة وغيره لغياب حماية الرب لهم
فعرفنا الان ان هذا ليس وصية بالقتل أصلا ولكن نبوة
وعرفنا أن الرب لن يبيد أحد بنفسه ولن يأمر أحد بالقتل ولكن وكما قلت رغم ان الرب لن يأمر أحد بان يحمل سيف ويهجم على الغير مؤمنين ولكن لأجل ان الرب سيسمح بذلك بغياب حمايته عن هؤلاء فينسب هذا العمل كما لو كان مسبب الرب رغم انه نتيجة سلبية لغياب حماية الرب.
فكما قلت لا هو امر بقتل أحد ولا ان الرب سيجهز جيش ويأمر بالقتل ولا غيره ولكن بسبب خطايا الغير مؤمنين الرب ابتعد عنهم ولا يحميهم فيصيبهم سيف الأعداء
فالكلام نبوة وانذار وليس امر
والمجد لله دائما